بدأت معرفتي بكتابات دكتور أحمد خالد توفيق عندما شأ القدر أن تقع في يدي رائعته "يوتوبيا"....بدأت الحكاية عندما كنت في أحدي زياراتي الأسبوعية للمكتبة المجاورة لمنزلي... أتصفح كعادتي الكتب لساعات حتي تقع عيني علي كتاب ما و أقرر شرائه.... لا أزال أذكر هذا اليوم جيدا كعادتها جاءت إلي صاحبة المكتبة السورية الأصل لتحاول أنهاء حيرتي بنصحي ببعض الروايات الجديدة التي لقت أعجابها أو أعجاب أمثالي من رواد المكتبة الدائمين....فشاورت علي الرف الموضوع عليه "يوتوبيا" و أخذت تخبرني عن هذه التجربة الشيقة التي لا يجب أن تفوت أي من محبي القرأة أو حتي غير محبي القرأة و بروعة و عبقرية أسلوب د.أحمد خالد توفيق الذي ليس من السهل أن تجده في أي رواية معاصرة ....لا أنكر أنني وقتها شعرت بالمبالغة خاصا أن هذا الكلام نابع من أمرأة وجدت "ربع جرام" رواية لم تستحق ما حصدت من نجاح و مؤخرا "عزازيل" تجربة لا تستحق الوقت الذي "تضيعه" في قرأتها مما يجعلك تشك حتي في قدرت هذه المرأة علي القرأة !!.... في نهاية الأمر قمت بشراء "يوتوبيا" و أستطيع أن أقول أن نصحها لي بقرأت هذه الرائعة يمكنه أن يغفر لها ما أرتكبته و ما قد ترتكبه من خطايا في حق الأبداع !.... فلا أذكر أنني أستمتعت بقرأة رواية ما بقدر أستمتاعي بقرأة "يوتوبيا"... فحتي الأن لا أعلم كيف مضي الوقت بهذن السرعة دون أن أشعر حتي وجدتني و قد وصلت إلي النهاية و أنا كلي رجاء أن يكون لايزال هناك ما تبقي لقرأته ....فلا كلمات يمكنها أن تصف ما شعرت به من لهفة و أنا أطوي كل صفحة لأستقبل ما بعدها فتفجأني بروعة ما كان مفترض أن ينقش عليها بالذهب لا بالحبر ....كيف يبدأ الفقرة فينهيها بالكلمة التي بدأ بها فيعلمك أن الكلمة لها ألف مذاق...روح و معني.... مقاطع أغاني "الأورجزم" التي جاءت لتعطي رونق خاص و مختلف ....لتحمل رسالة أعمق من مجرد فاصل عبثي ....أكثر من مجرد تعبير عن تغير الحال.... جاءت لتعبر عن الصراع و تسارع الأحداث....جاءت أشارة عما تحمله النهاية من مفاجأت.... كيف رددت كل شخصية كلام الأخري و لكن من منظورها هي....كيف ترابطت الأحداث بشكل لا يصدق ....بالنسبة لي عبقرية هذا الرجل تكمن في أهتمامه بأدق التفصيل التي تجعلك لا تمل أعادة قرأت روائعه لمرات عديدة و متتالية ....لتجد في كل مرة شئ جديد لم تكن قد لاحظته من قبل و هو تماما ما شعرت به و أنا أطوي أخر صفحة من "يوتوبيا" للمرة السادسة.... اليوم يحتفل هذا الكاتب العبقري بعيد ميلاده ....و وجدتني اليوم مدينة بالأعتراف له بخالص حبي و تقديري ....فلقد تعلمت من كتابته الكثير سواء كان علي صعيد الكتابة و الأبداع و الدقة المتناهية في نقش الكلمات أو علي صعيد الحياة العملية و فلسفة الواقع... أدين لدكتور أحمد خالد توفيق بخالص الشكر ...فكل سنة و كتابته معنا... عقبال مليون سنة أبداع :).....!!ء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق