الاثنين، 15 يونيو 2009

ملفات طبيبة نفسية : "حتة ظل".....!!

ي بعض الأحيان تغلق الدنيا جميع أبوابها في وجهك...تسود الدنيا في عينيك...يضيق بك الحال فيضيق صدرك بمكنونه و عندها تكون في حاجة ماسة لأن تجد من يحمل عنك بعض من هذا الحمل الذي يكاد أن يقضي عليك...البعض منا حظي بأهل متفهمين...البعض الأخر أنعم الله عليه بالأصدقاء الصالحين ...و البعض الأخر يجد في مناجاة الله خلاصه...أما البعض المتبقي فلا يجد سوي ليلجأ له...ففي بعض الأحيان تجد نفسك في حاجة إلي التكلم مع شخص محايد يستطيع أن يتفهم كلامك الذي قد لا يبدو منطقيا لجميع من حولك...فليس كل من يذهب ألي طبيب نفسي هو شخص مريض...يمكن أن يكون فقط شخص في حاجة إلي أحد ليتكلم معه...أحد يتفهم ما يعنيه دون الحاجة ألي شرح مطول و مفصل...دون الحاجة إلي التفكير فيما يقول و ما قد تكون عواقبه...فلا أحد منا يحب أن يظهر بصورة سيئة أمام من حوله...و لكن حتي و أن كان مريض فما العيب في ذلك...كلنا مرضي !...فكل منا عنده مشكلة يعاني منها... غضب يكره أن يواجهه...شئ يزعجه و لا يستطيع البوح به...بعضنا يستطيع التعامل مع مرضه و التعايش معه أما البعض الأخر فيلجأ لي لأساعده علي ذلك.....و هولاء لن أنساهم مهما حييت و لذلك قررت أن أخرج ملفاتهم الي النور و أعيد قرأتها :

-حتة ظل :
"هو يعني أيه أمل ؟...يعني أنك تحس أن بكرة أحلي حتي لو كان النهاردة زي الزفت ...و لا أنك تحس أن فيه حاجة كويسة حتحصل رغم أن كل حاجة بتقول عكس كدة ...أنا مكنتش أعرف يعني أيه أمل لحد وقت طويل قوي...نظريا أه كنت أعرفه لكني عمري ما قابلته وجها لوجه كده زي بقيت الناس لأني ببساطة لقيت أن كل ما أحت أمل في حاجة مبتحصلش مش مثلا تحصل و بعد كده تروح لأ ديه أصلا مبتحصلش...كانوا دايما يقولوا متحصلش أحسن متحصل و تضيع...أصل الجرح ساعتها بيبقي أعمق... بس اللي الناس مفهمتوش هو أن أنا كان نفسي أتجرح !....علي الأقل ساعتها الجرح حيبقي ليه داعي...شوفي رغم كل اللي بقولهولك دلوقتي ألا أني مش تعيسة...عادي طول عمري بروح..باجي..بشتغل..بحاول..
بحب..بكره..بضحك علي أد ما بعيط أو يمكن أقل حبتين أو أكتر حبتين..بحلم يمكن بكرة يبقي أحلي..مش ده برضو أسمه أمل ؟...و الله أنا ما بقيت عارفة حاجة...بس هو باينه كده أمل أصل تقريبا كده أحنا مبرمجين أن مهما يحصل يفضل عندنا أمل...مش لازم في بكرة يعني المهم أن يفضل عندنا أمل في أي حاجة...أصل الأنسان اللي من غير أمل يعتبر كده ميت و أنا عارفة أني مش ميتة...أنا عايشة...بس عايشة بنص قلب...بنص نفس...عايشة باللي باقي من روحي...مبسوطة و مش مبسوطة...طبعا زمانك بتقولي أيه المجنونة ديه و لا أنت أصلا مبيجلكيش غير المجانين ؟...ما علينا...عارفة أني عمري ما تخيلت أني ممكن يجي عليا اليوم اللي أتجرأ فيه و أروح لدكتورة نفسية مع أني فكرت كتير أوي في الموضوع ده لكن الموضوع ده أصلا ضد مبدأي أو يمكن أنا اللي طول عمري بقول كده عشان يبقي عندي مبرر لضعفي و جبني اللي منعني من أني أخد الخطوة ديه...كنت دايما أقول لنفسي يعني أخرتها أروح أدفع لحد فلوس عشان يسمعني...خلاص بقيت وحيدة لدرجة أني أروح أدفع لحد فلوس عشان أنشر قدامه غسيلي القذر...و أحلي حاجة بقي أني أقنعت نفسي أن ده أسمه مبدأ عشان ميبقاش زيي زي الناس كده لا أنا عندي مبدأ !...ياخي شلاه يا مبدأ !!...أغبي حاجة أنك تحاول تستهبل نفسك قال يعني مش حاتخد بالها أنك بتديها علي قفها !... أي كلام .....أقولك أنا الحقيقة... الحقيقة هي أني كان زيي زي بقيت الناس و يمكن أغبي لأني ببساطة كده أنا كنت عارفة و متأكدة أن المسألة مش مسألة مبدأ كل ما في الأمر هو أني كنت خايفة من الناس...تخيلي ! ....من الناس ! ...كنت خايفة من ألسنتهم اللي مبترحمش حد "أكيد حيقولوا عليا مجنونة" و خدي علي قفاكي...."طب أفرض جالي عريس ما أكيد حيسأل عليا و يعرف أني كنت بروح لدكتورة نفسية ساعتها أكيد أهله حيرفضوني من الأساس أكيد حيقولوه منجوزش أبننا لواحدة مجنونة و يا عالم كانت بتروح لدكتورة نفسية ليه و علي أيه ما البنات علي قفا من يشيل" و شيلي قفا كمان !.... بس أكتشفت بعد كده أن خوفي من ألسنت الناس عمره ما واداني في حتة لأن اللي يدور في عين الناس علي صورته عمره ما حيعرف شكله الحقيقي أيه ...مبقتش بخاف علي حاجة و لا بقيت بحب أتفرج علي صورتي في عيون حد فجتلك !...... الغريبة بقي أني مع كل ده عمري ما كنت منطوية بالعكس طول عمري بحب الناس و اللمة.... مش بقولك عادي....طول عمري عادية...بس برضو طول عمري حاسة أني ناقصني حاجة...عارفة لما يكون حد تايه فصحرا عطشان تعبان و حيموت و يلاقي حتة ظل يداري فيها أهو أنا كنت الحد ده و الصحرا هي حياتي...كنت عطشانة حنية و تعبانة من الوحدة و محتاجة قلب أو حتي ظل قلب إداري فيه...كنت تايها في حياتي و بدور علي حب...عمرك سامعتي عن حد عايش يدور علي الحب ؟...أنا كان هدفي الوحيد و الأوحد في الحياة هو أني ألقي الحب...كل ما كنت أقابل حد جديد كنت أقعد مع نفسي أشوف أذا كان الشخص ده ينفعني و لا لأ... ينفع نكون سوي...في بينا تفاهم...فيه الصفات اللي أنا محتاجها...أفضل أدقق فيه و أركز في تصرفاته أحللها لحد طبعا ما تحصل حاجة تثبتلي أنه مينفعش...بس ده طبعا بعد ما أكون تخيلتنا سوي وولادنا حيبقي شكلهم أيه و حنتعامل مع بعض أزاي ألي أخره بقي...غباء أوي طب أفرضي يعني كنت عظمتي أكتشفت أننا ننفع مع بعض كان أيه إلي ممكن يحصل ؟ و لا حاجة طبعا ! ...عارفة أنه منتهي الغباء بس للأسف الأحساس بالوحدة و الحزن و الحاجة للحنان و الحب يعملوه أكتر من كدة....الدنيا صعبة أوي أنك تعشيها لوحدك لازم يبقي جنبك حد فيها تتسندي عليه...في الوقت ده كنت حاسة أني خلاص حقع و مش حلاقي حد يسندني...أظن أنه حقي أني أدور علي حد أتعجز عليه بدل ما أقع علي بوزي و قلبي يتكسر...مش صح برضو و لا أيه ؟ يمكن !.... فضلت كده لحد ما جاه اليوم اللي أتقبلنا فيه.... عارفة يعني أيه تبصي لحد فتشوفي فيه نفسك كأنك بالظبط بتبصي فمراية...شوفت نفسي واقفة قدامي بس معرفتش أحبها !!...بس هو كان بيحب نفسه فحبني...يوم ما أعترفلي بحبه مفكرتش أذا كنت بحبه و لا لأ...كل اللي جاه في دماغي ساعتها أن واحد زيه بيحبني أنا...عارفة يعني أيه أنا ؟ يعني واحدة ثقتها بنفسها مزاوية للأرض ...واحدة عمرها ما أتحبت قبل كده ...كنت عارفة أني مش وحشة أوي كدة بس كل حاجة مكنتش بتقول غير كدة ...فأن واحد زيه يحبني كان بالنسبة لي الحتة الظل الوحيدة اللي ممكن أتظلل بيها في صحرا حياتي...يعني ماكنش قدامي غير حلين الأول أني أفضل ماشية في الصحرا و التاني أني أقعد في الظل...قوليلي أنتي من المجنون اللي حيختار التاني ....أنا بقي أختارته !!... أخترت أفضل ماشية في الصحرا...أفضل عطشانة حنية و تعبانة من الوحدة...أخترت أعيش لوحدي في الصحرا لأني عارفة و متأكدة أني أستحق أكتر من أني أعيش لوحدي في الصحرا و جنبي حد !!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق