الاثنين، 9 مارس 2009

نهاية مكررة......!!!

تطوي أخر صفحة في كتابها المفضل ....ثم تنظر ألي السماء الصافية من فوقها... متي كانت أخر مرة طوت فيه صفحة هذا الكتاب و أين ؟! ....أنها لا تذكر سوي أنه مرت أعوام كثيرة منعتها فيها أعباء الحياة و مشاغلها من أن تتشبث بأوراق كتابها المفضل و تعيد الأستمتاع بها .....أن تذهب معها ألي عالم أخر ....أكثر صفاء و نضوج.... أكثر كمالا ....أكثر حزنا ....نعم.... لقد كان كتابها المفضل بل كل كتبها المفضلة حزينة.... و لكنها كانت دائما تقرأها و البهجة تملأ نفسها .....تقرأها و هي تبتسم ....غريبة هي ....لطالما وجد كل من حولها تصرفاتها غريبة ....بل وجدوها هي نفسها غريبة ....و لكنها لم تهتم ....و لما قد تهتم بما يقوله الأخرون عنها ....فهي منذ بدأ الأمر و هي تعلم أنها غريبة و تفخر بذلك ....

هم.... رأوها غريبة عنهم ....
هي .....رأت نفسها أكثر غرابة من أن تكن منهم .....

أختلفوا في التقييم..... و لكن النهاية كانت واحدة ....فرضي الجميع و صمت..... و ما كانت هي لتتعجب من النهاية المكررة .....

أه تذكرت.... أخر مرة طوت فيها هذه الصفحة كانت في حجرتها .....أنهتها و هي تبكي.... نظرت ألي أعلي و دعت الله أن يكون غدا يوم جديد .....أن يكون يوم أفضل من اليوم.... يوم أفضل من الأمس ....من الماضي... من ما سبق من عمرها ....أن يكون يوم جديد يحمل في طياته عبير الأمس و الذكريات....
لطالما كانت لحوحة ....طلباتها كثيرة.... حتي في دعائها ....كانت تطلب الكثير .....تذكر التفصيل الدقيقة لكل شيء تريد.... ثم تتمني أن يكون الحال كما تمنت..... أهل هذا هو سبب هرب الجميع من صحبتها ....لأنها تتوقع الكثير ....تنتظر الكثير .....أم أنها حقا غريبة لدرجة لا تطاق أو تحتمل ؟!.....
لطالما تسألت و ما العيب في أن تتوقع الكثير عندما تكون أنت في الأصل تعطي الكثير .....الكثير من الوقت ....الكثير من الجهد .....الكثير من الكثير ....و لكن مع الوقت نضجت لتستوعب أن من يعطي يجب ألا ينتظر مقابل لما يعطي ....لا قليل و لا كثير ....يجب ألا ينتظر شيء.... و أن يرضي بما يحصل عليه ...و لكن بالوقت الذي أستوعبت فيه ذلك كانت قد أضاعت من عمرها الكثير و هي تبكي علي ما لم تحصل عليه...

جلست في صمت تتأمل البحر من أمامها.... أشدت الرياح الشتوية الباردة ...لكم تمنت في هذه اللحظة أن يكون أحد ما يجلس في هذه المساحة الفارغة بجانبها.... لكان حقا جميلا أن تجد شخص يمنع نفاذ هذه الرياح الشتوية الباردة ألي جسدها.... أن يحميها من هذه الرياح الشتوية الباردة... و لكن ما الفائدة فلطالما حاولت هي مررا حماية نفسها منها و فشلت.... حتي أصبحت تقنع نفسها أنها تحب أن تشعر بالسقيع علي أن تشعر بالدفء ....كانت تعلم أن هذه هي حالة النكران التي تنكرها ....
أن تقول أنك لا تحب ما لم تحصل عليه من قبل حتي تحب ما في يديك....حتي لا تشعر نفسك أنها قد فاتها الكثير.... أن تقنعها بالرضا حتي لا تتطوق ألي ما لا تملك.... كانت هذه هي ....أقنعت نفسها بأنها تحب البرد و تفضله عن الدفء الذي لم تعرفه من قبل ....و لكن لو أن أحد ما حملها بين يديه و أعطاها هذا الدفء لما رفضت ذلك علي الأطلاق.... بل لكانت حقا أحبت هذا الأحساس ....لكانت أحست و لأول مرة بالأمان....

تذكرت لم تكن هذه هي أخر مرة قرأت فيها هذا الكتاب.... بل كانت أخر مرة و هي تجلس علي كرسيها المفضل.... هذا الكرسي البالي الذي طالبها والديها بالتخلص منه ....بكت كثيرا عندما رجت ذات يوم ووجدت أمها قد تخلصت منه بالفعل ....صارت تبكي و تصرخ في وجه الجميع أرجعوووووووووووووووه ......مضي علي هذه الواقعة سنين نست أن تعدها ....ما هذا ؟ّ! .....لماذا تتعلق بمقتنياتها بهذا الشكل الهستيري ؟ّ!.... لم تلاحظ ذلك سوي الأن... أنها بالفعل متمسكة تمسك غريب بكل مقتنياتها البالية منها قبل السليمة ....القبيحة قبل الجميلة.... بل البالية منها و لا السليمة.... القبيحة و لا الجميلة.... ألهذا معني ؟! ....ألهذا علاقة بها ؟! ....ألهذا معني ؟! لماذا الفلسفة حتي في أبسط الأمور ؟!....أنها فقط تحب أشيائها و تحس تجاههم بالوفاء ...ألهذا معني ؟!.... ألهذا علاقة بثقتها بنفسها الشبه معدومة ؟!....و ما علاقة ثقتها بنفسها بذلك ؟!....
لقد كانت دائما تخاف في كل يوم يمر عليها مع أحد غالي عندها أن تجده في اللحظة القادمة يتخلص منها ....يلقيها كما ألقت أمها كرسيها المفضل.... لقد أحست بالشفقة علي نفسها تماما كما أحست بالشفقة علي كرسيها القديم البالي..... أليس هذا غريبا ؟! ....و ماذا فيها ليس بالغريب ؟! ....
ألهذا معني ؟!.... لا كل ما في الأمر أن كرسيها المفضل ذهب و الأن عليها أن تجد كرسي بالي أخر لتجعله المفضل عندها .....أيمكن أت تجعل هذا الكرسي المطل علي البحر كرسيها المفضل ؟!....ولكن كيف ذلك و أن كان قبلها كل عابر طريق جلس عليه ....و من بعدها كل عابر طريق سيجلس عليه ...ما الذي بعد كل ذلك قد يجعله مفضل عندها ؟! ....كما أنه أيضا جزء من تعلقها بمقتنياتها ووفائها لها هو ألا يحل غيرها محلها في قلبها ...

مرت لحظات و هي تجلس في صمت ....تري ما السبب في أنها كلما خلت ألي نفسها تفكر في عيوبها ...في كل ما هو حزين.... تري ما السبب في أنها دائما تختار الكتب الغريبة للأدباء المغموريين ؟!!....أظنت أنها بذلك تعطيهم فرصة ؟!...أم تعطي لنفسها أمل في أن كل ما هو مغمور ليس كذلك علي الأقل في نظر أحدهم ؟!....أنها يمكن أن تكون أستثناء القاعدة....

ماذا تحاول أن تقول لنفسها ؟! ....ماذا تحاول نفسها أن تقول لها ؟! ....

فلتفتح أول صفحة في كتابها المفضل.... فلتقرأه مجددا ......لعلها و هي تطوي أخر صفحة فيه تجد الأجابة..... ء

الخميس، 5 مارس 2009

نهاية البداية...!!

توقفت عقارب الساعة عن الدوران.... و تجمد الوقت.... لصالح من ما أنا مار به ؟!....
تنهار في وسط المسيرة ....تقف في وسط الطريق.... من أنا....؟؟!.... ظل يتردد هذا السؤال.... و يدوي صداه في أرجاء القلب الخاوي.... من أنا...؟؟!.... ياتري من أنا...؟!!... من.......؟؟!!.....و ما الفائدة من تكرار السؤال مادام لا أحد هناك ليجيب.... لا أجابة.... لا صوت.... لا شئ سوي صدي ضعيف لصوت أضعف.... يرجع ليرتطم بأرجاء هذا القلب الخاوي ....يجرحه أكثر مما هو مجروح.... ليظل ينزف في سكون.....
كم هو عمرك ؟!....أنا لا أحسبه بعدد ما عشت من أيام ....و لكن أن أردت يمكنك أن تحصيه بعدد ما لي في هذه الدنيا من ذكريات .....بما أنجزته في أيامي الفائتة .....و ماذا أنجزت ؟!.....أنجازتي ذكريات.... أبتسامة.... لحظة رضا ....وقفة دفاع عن مبدأ ما و عدد لا يحصي من الأحلام .....
و تظل تتذكر كل هذه الذكريات..... تدوي في أذنك أصوات من لن تراهم عينيك بنفس النظرة ثانية .....أو لن تراهم مجددا.....حقا لكم أشتاق أليك.....!!!

لحظة صمت....

من أنا .....؟؟!!....من الجاني ؟!!....و كيف وصل بي الحال إلي هذا المنحدر ؟؟!...من الجاني ؟؟!!.....
رجاء أذا وجدت أجابة هذه الأسئلة في طريق العودة أو في الشارع المجاور لمنزلك فلتجلبها لي .....فلقد بحثت عنها ولم أجد لها أثر علي الأطلاق .....

لحظات صمت.....

يظل يلاحقك السؤال..... ممممممممنننننن أنننننااااا...؟؟!!!.....حق
ا كفانا أسئلة سخيفة ....فلتصمت.... توقف عن البحث عن ما ليس له من الأصل وجود .....أسترخي في المكان الذي تحب .....تماما كما تحب.... و لتدع الألم يأخذ ما يشاء من وقت..... دعه يأكل ما يريد من هذا القلب الخاوي .....و لتحتفظ بما تبقي.... لتحافظ علي ما تبقي !!.....
فلتنظر إلي السماء..... أبكي أن أردت ذلك.... فلتفعل.... أن كان سيريحك ذلك..... فلتفعل....
أخرج ما يكمن في صدرك من غضب ....أغمض عينيك .....تمني.... أرجو بشدة و ثبات.... بخضوع و تذلل.... و لكن......... لا تتمني تغير الحال .....لا تتمني زوال الألم .....فقط تمني أن يعطيك الله القوة الكافية و الحكمة الازمة لتقبله....تمني أن تعرف نفسك الرضا .....
أن يلهمك الصبر عندما تضيق بك قلوب الأخرين .....
أن يلهمك السلوان عندما يتركك الجميع خلفهم و يرحلوا بدون رجعة ....أو حتي وعد بذلك.....
أن يمنحك الأمل في وسط الظلمة .....الحكمة في وسط جنون الدنيا و غفلتها ......
أن يمنحك أبتسامة رضا ترافقك في وقت الشدائد و ضيق الحال قبل وقت اليسر و الهنا ......
فلتتمني من قلبك......فقط تمني.....

لحظة صمممممممممممممممممممممممتتت.............


فلتتصارع الأيام ............أهذه هي النهاية ؟؟!.......
أن يكن.....فلطلما كانت نهايتي هي نقطة بداية............. و لهذا فلنبدأ عند هذا الحد.....

"بنت مسترجلة" ألا في حضور "أستثناء".....!!

حقيقة أني طول عمري في مدرسة بنات بس كان ليها أيجابيات كتير أوي.....و سلبيات أكتر .....و أكتر السلبيات متمثلة في الصدمات اللي بقيت بخدها كل يوم .....يعني مثلا زمان أيام المدرسة لما واحدة فينا كان يحصلها أي موقف مكانتش أبدا حاجة غريبة أن معظم -ده لو مش كل- بنات المدرسة يقفوه جمبها...... في الأيام دي محدش فينا كان بيحس أن ديه حركة جدعانة و أنها حركة شهامة و لا أي حاجة من الحاجات ديه .....بالعكس ده أحنا كنا بنحس أن ده واجب علينا كلنا.... بنت بنت...... و أن الحاجة الغريبة أن واحدة متعملش كده ......و علي فكرة مش قصدي بالموقف ده حاجة كبيرة..... لا خالص ديه ممكن كانت تبقي خناقة بين بينتين..... أو بنت و مدرسة...... واحدة مضيقة و بتعيط..... يعني من الأخر كان ممكن يبقي موقف أعبط من العبط .....و مع ذلك كنت تلاقي كل البنات واقفين جمب بعض...... ساعاتها مكنتش بحس أن فيه حاجة غلط ......و لما أبقي متعصبة من حاجة أو لية حق مكنتش بستغرب لما ألقي واحدة يمكن منكنش حتي صحاب أتحمأت و خدتهوليه ......أو قامت رمت بوقيين جمديين من غيظها ......و لأني مكنش لية أحتكاك مباشر مع أي ولد و متحتيتش في موقف يستحق أن حد يقف جمبي أو أني أقف جمب حد .....فأقتصرت فكرتي علي مواقف قرايبي الولاد و طبعا والدي .....و للأسف يارتها ما أقتصرت عليهم لأني لحد من أققل من سنة كنت مقتنعة أقتناع تام أن الطبيعي..... و الطبيعي جدا أني مينفعش أبدا أعلي صوتي أو أفكر أتكلم و أقوم أخد حق لية في أي حاجة مهما كانت طول ما أنا واقف جمبي "راجل"..... و أنه ببساطة مينفعش أني أبقي واقفة مع "راجل" و أسيبه واقف و أتصرف في حاجة من دماغي كده .....مش ديكتاتورية أو أضهاد .....بس أحترام لشخص و رجولة الشخص اللي واقف معايا .....و تقدير طبعا أنه من الطبيعي أن لما يبقي بنت واقفة مع "راجل" حتي و أن مكانش فيه بينهم صلة قرابة مباشرة أنه يحميها من أي موقف تتعرضله في وجوده و يخدلها حقها في أي موقف يشوف أن ليها حق فيه..... و لحد فترة طويلة أوي كان بالنسبة لي هو ده الطبيعي و الطبيعي جدا .....و كان كل شيء حواليا من مدرسة و عائلتي مديني الأنطباع أن هو ده بالظبط اللي حشوفه لما أخرج للعالم اللي برة .....و فعلا فضلت أتعامل مع كل اللي حواليا علي هذا الأساس .....أقف جمب أي بنت في أي موقف تتحت فيه سواء أعرفها أو معرفهاش..... و معليش صوتي و لا أسبق "راجل" في رد الفعل في أي موقف أتعرضله في وجوده..... و طبعا أستنكر رد فعل أي بنت "مسترجلة" تقوم تزعء في وجود "رجالة"..... لكن للأسف مع الوقت لقيت أنه الطبيعي حاليا هو العكس تماما ......و أني لو مقمتش جبت حقي بنفسي محدش من "الولاد" اللي قاعدين حواليا حيجبهولي..... أني لازم أبقي أخت ...."صحبت" ....قريبة..... خطيبة ....مرات..... حد أو كل ده لحد معروف في القاعدة عشان أخد حركة "جدعانة" من حد ......لا كتر خيركه كلكم أنا لساني كفيل بيا ......ساعتها بس فهمت أن البنات طول مكانوش مسترجلين..... هو ببساطة "الولاد" اللي معاهم هما اللي مكنوش مسترجلين كفاية .....و أنه للأسف هي ديه بقت القاعدة بعد ما كانت زمان أستثناء.....و أن الطبيعي أنك متلقيش أنثي رقيقة و هادية زي زمان لأن مبقاش فيه "راجل" حازم و صارم و محترم زي زمان .......أنه بقي لازم أنا أقوم أخد حقي و ألا ببساطة شديدة حيضيع عليا ......و أنه لو ضاع عليا محدش من اللي كانوا قاعدين ساعاتها حتتهزله شعره....... و بناءا علي ذلك يسعدني أني أقول أني حفضل "بنت مسترجلة" فيما يخص الحق .....و الغلط و الصح .....و أي حاجة ليها علاقة بالمبدأ و الضمير ....ألا في حضور أي "أستثناء"ء......

تخاريف ليلية مبهجة.....!!

الأنعزال.... أن تعيش وحدك منذ الصغر ...منعزال في عالمك الخاص ....منفتح علي عالم الآخرين... تعطيهم ما يريدون من أبتسامات و مرح متواصل ...و تبقي ما تخلف في داخلك لتعيشه وحدك في عالمك الخاص....هذا -من وجهة نظري- هو أشد و أقسي أنواع الأنعزال.... فلو كنت وحيدا في العالمين.... لما صعب علي تقبل وحدتك... و لو كنت منفتح في العالمين ....لوجدت ذلك تصرف بشري...طبيعي... لا تشوبه شائبة... و لكن ما أصعب وحدة الأنفتاح.... وحدتك في حضرة الجماعة....

بكلم نفسي ....ده مش جنون ....مش شئ مش طبيعي.... بالعكس ده اللي مش طبيعي هو أني مكلمش نفسي ....أحيانا بيبقي الشرح متاح.... لكن الرغبة في الشرح معدومة ....عشان كده أنا بفضل في بعض الأوقات.... أن مكنش معظمها... أني أكلم نفسي ....الرغبة في الكلام و الشرح ....سوء التفاهم ...كلها حاجات لا مهمة و لا واردة -نسبيا- في حديثي مع نفسي .....

ولدت طفلة كائيبة... كثيرة البكاء ....حقيقة يتعجب منها البعض.... و يستنكر منها أخرون ....و لكنها بأعتبارها ماضي حدث بالفعل ....ستظل حقيقة ....حقيقة ولدت في داخلي أحساس أن طفولة الشخص قد تحدد مصيره المستقبلي من سعادة أو شقاء ....و لا أقصد بذلك أفعاله ....أو أن من ولد كثير البكاء قد جني عليه القدر بالتعاسة... بل كل ما هنالك أنه ينظر ألي الأشياء جميعا بنظرة تشائمية ...يري كل ما حوله من أشياء -جميلة كانت أم قبيحة- علي أنها سيان ...أشياء تدعو للكأبة....
و هذ النظرية طبعا هي أقرب ما يكون للتخاريف و الهذي.... هي كل ما ليس له أي علاقة بالمنطق.... تخاريف ليلية مبهجة.... و غير مقنعة علي الأطلاق....

حخد رأيك في حاجة من باب الدردشة كده.... تفتكر أنا أو غيري لينا الحق أننا نضع قواعد للعبة اللي أنت و غيرك لا فاهمينها و لا عارفين تلعبوها ....
مش فاهم ؟؟!! ...أسهلهالك....
تفتكر أنا أو غيري لينا الحق أننا نحس أن لينا حق نقول ليك و لغيرك تعيشوه حياتكم أزاي ؟؟! .....طبعا دلوقتي حتخدك الحماسة و تتحمأ أوي و تقول لأ طبعا ...و أنا حر ....و ما يلي كل الكلام ده من كلام .... طب و أن قلتلك أن أحنا فعلا -بيما فينا أنا- سيبين اللي حوالينا يقوليلنا نعيش حياتنا أزاي.... بردوا حترد نفس الرد ؟!....
فكر فيها ديه !!....

الصمت عدو الجماعة.... الصمت عدوي اللدود.... لا أتذكر أنني عشت لحظة صمت و احدة ....فأنا لم أصمت حتي و أنا لا أتكلم ....فدائما هناك حديث دائم دائر بيني و بين نفسي.... كلام واضح و مسموع -علي الأقل بالنسبة لي- ....مفهوم نسبيا أو غير مفهوم علي الأطلاق.... المهم أنني لا أصمت.... هذا العقل وأن كان أحيانا يكف عن التفكير الأ أنه لا يكف عن الكلام.... حتي أني أعتقد أنني لا أكف عن الكلام حتي و أنا نائمة... فأن أحلامي ما هي ألا مجرد كلام في هيئة صور و أشارات .....كلام أما خجلت نفسي عن الأفصاح به علنا و تطوعا .....أو جبنت أنا عن الأعتراف بوجوده .....مجرد كلام و لكنه ليس بالهذي أبدا....

بالنيابة عن كل بني بشر محبي القراءة من أبناء هذا الجيل.... أرسل رسالة ألي كل المصريين .....مفيش أي حاجة غريبة أبدا في حد ماشي بكتاب في الشارع ....أو قاعد لوحده في مكان عام بيقرا كتاب مؤلف من أكتر من ميت صفحة.... نفسي أعرف معلش ليه نفس نظرة التعجب اللي بشوفها في عين واحد بيبص لبنت بتشرب سجاير في الشارع .....هي نفس النظرة اللي بخدها لما ببقي قاعدة لوحدي في مكان عام أقري في أي كتاب غير دراسي ....لدرجة أني ساعات بقوم و أسيب المكان كله لأحساسي بعدم الراحة ....
و كأني بعمل حاجة عيب أو حرام .....طب لو رميت الكتاب من أيدي و حطيت بداله في نفس الأيد سجارة أو شيشة..... تفتكر الوضع حيتغير ؟!..... تفتكر النظرة حتتغير ؟؟..................................

ملامحك.... معالم وجهك ....لا تحدد من أنت ....و لكن أبتسامتك و بريق عينيك قد يساعدوني علي تخمين ذلك ....أحساس بالألفة نابع من أبتسامة دافئة هو في نظري أجمل بمراحل من الأعجاب بجمال معالم وجه ما .... فلأظل عمري كله تدفئني أبتسامة لوجه مألوف كلما تذكرتها .....و لكن الوجه الجميل ما أن أتركه حتي أعجب بمعالم وجه أجمل.....ء

نص قلب....!!!


لو كل واحد فينا خد طريق ....و متقبلناش تاني... عايزك تعرف أني حفضل فاكرة كل حاجة مسمعتهاش منك... حفضل عايشة في كل لحظة معشنهاش سوا ....حفضل فكرة نظرة خطفتها في وسط الزحمة... دقت قلب كنت فاكرة أني نسيتها و عمري تاني ما ححساها... أيد ساقعة و وش سخن و لحظة خجل أنا وحدي حسيت بيها....
لو كل واحد فينا خد طريق ....و مشفتكش تاني ....عايزك تعرف أني شوفت قلبك من ورا أبتسامتك.... أن حتي عيوبه كانت محلياه ....أني أول مرة أستنا حاجة و أدور عليها....أول مرة يشغلني حد من غير ما يتعبني ....و أول مرة أبقي مش عايزة كل حاجة ....أبقي مش عايزة حاجة.....
لو كل واحد فينا خد طريق.... و بعدنا حتي و أحنا قعدين جمب بعض.... عايزك تعرف أني مش زعلانة أني حمشي سكت الوحدة تاني لوحدي ....أد ما أنا زعلانة أنك مشيها من زمان لوحدك بقلب مجروح .....عايزك تعذرني عشان مشيت من غير حتي ما أحاول.... بس عمري مكنت حعرف أعيش بقلبي كله مع نص قلب ....عايزك تعرف أن كل واحد فينا كان واخد من الأول طريق مختلف عن التاني....أتقبلنا فالمفترق.....و جاه وقت الوداع.....ء

يا فرحتي بلخيبة.....!!

طب أنت قولي أيه فايدة أنك تنشر غسيلك القذر قدام الناس ؟.....لأ و مكتفتش بكده ده أنت كمان فرحان أن الفضيحة بقت بجلاجل و شخاليل..... يا فرحتي بيك..... فرحان أن الفضيحة بقت علي كل لسان ؟.....أن ده يمسح بكرمتك بلاط أرضية أقذر حمام عام لحد ما يخليه بيبروء .....و التاني يعمل منك نكتة الموسم و يفضل كل عيل و رجل واطي ملوش أصل يضحك عليها لحد ما قلبه يقف..... و تبقي نكتة قديمة بيخة زي صاحبها .....زي اللي ألفها .....و اللي ضحك عليها .....خيبة ....أيواه خيييييبببببة .....خيبة و صبتنا كلنا أولهم أنت.....أنت يالي بتقرا الكلام ده.... أه قصدي عليك أنت.... و علي فكرة مش معني أني بركبك الذنب أني ببرأ نفسي منه .....لا للأسف أنا من أؤئل المذنبين.... و يالا فخري ....و يا فرحتي بخيبتي أنا كمان .....و قدراتي الرهيبة علي التمثيل و التظاهر بأنه ما في اليد حيلة ....و أن هو ده المكتوب..... نصيب.... قدر ....بذمتك مش خيبة ؟....و الله خيبة ....ما أصل يوم ما أنت تقوم من النوم الصبح ....و تنزل من بيتك و انت متأزم أوي أن جلالتك يا عيني صحيت من النوم بدري..... و زعلان أوي أنك لسة حتقف توقف تاكسي.... و أنت مفكر أن واحد في سنك من الطبيعي أن أهله يجبوله عربية.... و النبي أهلك دول أيه ماعندهمش رحمة ؟!.....مافيش أنسانية كده خالص لما يسيبوه فلزت أكبدهم يتمرمط في "التاكسيات" .....والله خيبة.... و خيبة قوية كمان....
و كل واحد دلوقتي يعملك الغلط و يجي يتنطط عليك بيه ....بدل ما يداري.... يتنطط ....علي كده بقي اللي يعمل الصح المفروض يخدله جنب حفاظا علي ما تبقي من ماء وجهه ....و ما تبقي من كرامته المتبعترة يمين و شمال....أو شمال و يمين.... مش فارقة صح ؟....أهي كلها أتجاهات !!.... لا بقي فارقة.... بقالي مليون زفت مرة بقول أنها فارقة ....و فارقة أوي كمان....بس كل مرة بقول أنها فارقة بوطي صوتي أكتر من المرة اللي قبليها .....لحد ما بقيت بقولها بيني و بين نفسي..... بصوت أنا نفسي مبقتش أقدر أسمعه ....خوف.... جبن.... ملل... سميه زي ما تسميه.... بس عايز رأي أنا ....أو بمعني أصح تحليلي للموقف .....ساعات أحساس أنك بتكلم ناس ساديين عقولهم بيبقي مرهق.... متعب.... و مخيف.... لأنه بيحطك في صراع مع نفسك ....و تبدأ تسأل نفسك أسألة غريبة و مربكة....أزاي كل الناس ديه غلط و أنا اللي صح ؟ ....يعني هو أنا بارم ديله و فيلسوف زمانه عشان أبقي الوحيد الصح ....عشان أشوف اللي كل دول مش قادرين يشفوه.... و تفضل تضرب أخماس في أسداس ....و تروح و تيجي ....و يمكن تغير من تفكيرك بعد ما تقنع نفسك أنك غبي.... و الناس ديه اللي صح....
غببببببببببببببببببببببببب
بببي .....
و أيوه أنت غبي.... غبي لمجرد أنك فكرت و شككت لثانية في مبدئك اللي أنت عارف أنها مية في المية صح ....و للأسف أنا أغبي منك.... عشان كده بتجنب أني أقعد أعيد و أزيد .....مش خوف و لا ملل زي ما سيادتك فاكر..... أو زي ما أنا بداعي .....لكن جبن مني و غباء و خيبة.....خيبة تقيلة

السكتين.....!!!

طب و بعدين ؟؟......و بعدييييييييييييييييييييين ؟؟!......تفتكر لو صرخت من غير صوت......صرخت في ص..م..ت.. حيسمعني ؟؟.... لا بلاش صريخ لحسن أخوفه .....لحسن نفقد الصلة اللي بينا و أحساسنا ببعض ....خلاص بلاها صريخ .....خلينا فلكلام.... تفتكر لو أتكلمت بجد .....من غير لا لف .....و لا دوران ....من غير مبلغة ....و لا هزار ....من غير فلسفة زيادة و لا فلسفة قليلة .....من غير فلسفة خالص.... تفتكر حيفهمني ؟....طب تفتكر حتي لو حصل و فهمني حيفهمني صح ؟....حيفهم اللي أنا كان قصدي أوصله...... اللي أنا عايزة أوصله.....مش قصدي أعقد الأمور و لا حاجة.... بس.... بس كل أما أفكر فيها أقول مجدش عليه..... يعني أذا كان عقول أقرب الناس ليا مفهمتش أنا كان قصدي أي بالكلام ده ....هو اللي حيفهم ......طب أنت فهمت حاجة ؟.....لأ !....ما أصل أزاي أنت حتفهم حاجة أذا كان أنا نفسي مش فاهمة.....طب بص تعالي نحاول تاني من الأول ....يمكن كلامي مش مفهوم عشان أنا مرتبكة ..... و سبب الأرتباك ده غير معلوم ....أو يمكن معلوم بس أنا الوحيدة اللي مش عارفه .....أو يمكن عارفه بس مش عايزة أعترف بيه عشان ميربكنيش أكتر..... أيه الربكة ديه ؟....طب بلاش أقولك تعالي نحاول تاني يمكن حد فينا يفهم حاجة .....و المرة ديه حنحاول بجد ....و من الأول.... أولا أنامكنتش بكلمك عن واحد بحبه زي ما مخك الساذج تخيل .....و لا كنت بكلمك عن بني أدم أصلا..... أنا ببساطة شديدة كنت بكلمك عن قلبي .....أه و الله قلبي.... و النعمة قلبي ....غريبة ليه ؟....يعني أيه الغريب في كده....أفهمك أنا .... أصل الفكرة أن أنا قلبي سكته و أتجاهه عكس سكت و أتجاه عقلي .....ديه عمرها ما كانت مشكلة لأن مهما كان الأختلاف كنت أنا دايما بلعب دور الوسيط بينهم و بلاقي نقطة فالنص أوصل بيها السكتين..... كل مرة كنت بقف أنا فالنص و أفض الصراعات اللي ملهاش نهاية..... بس المرة ديه فشلت.... و للأسف فالنهاية كان لازم أخد موقف.... و موقف حازم .....قبل ما ألقي نفسي بفقد السيطرة علي نفسي للجانب الكسبان ....و أنا عمري ما كنت حسيب الموقف يفلت من أيدي للدرجة ديه ....و هنا في اللحظة ديه ....لحظة الخوف من فقدان السيطرة علي الأمور .....قررت أني لازم أخد صف ....أؤيد جنب..... أتحول من مجرد طرف محايد ....لمؤيد ....و عدو.... في نفس الوقت ....كنت بأيد و بعادي عشان خاطر نفسي.... بقتل جنب و أحيي جنب عشان مخسرش نفسي ....أو بمعني أصح مفقدش سيطرتي عليها .....و ألقيها بتسيطر هي عليا ....كان لازم أخد موقف .....أنتمي لجنب.... أخترت عقلي..... بالرغم من أن كلام قلبي فاللحظة ديه كان شكله مقنع أكتر .....كان أجمل.... أرق ....أهدي.... أرحم.... لكن فالنهاية لا هو صح و لا أعدل ....و لا النهاية فيها أي رحمة ليا ....كلام قلبي كان فيه سعادة اللحظة و عذاب المستقبل ....أما كلام عقلي فكان فيه راحة البال و الضمير ....نوم الليل.....و عشان كده كان لازم أختار عقلي..... أخترت عقلي ....بس خفت ....خفت اقتل قلبي بجد ....خفت عندي يفقدني أحساسي بقلبي و أتصالي بيه ....و مكانش فيه غير سكت الأقناع .....أصرخ ولا أتكلم براحة ؟....فرقت ؟؟.....أه طبعا تفرق ....أه الكلام واحد.... بس.... بس ده قلبي.... مبقاش فيه وقت و العند مش حيفيد ....و أنا مش حستسلم..... بس أنا فعلا أستسلمت .....و من زمان.... أستسلمت يوم ما قبلت ألعب دور الوسيط..... الوسيط مش متخذ القرار...... يوم موفقت أن كل جنب يخدله سكة..... يوم ما عملت يأيدي السكتين دول و رضيت بالحل الوسط ......أستسلمت يوم مشفت أن ديه عمرها ما كانت مشكلة بالرغم من أني كنت عارفة و متأكدة أنها مشكلة و مشكلة كبيرة كمان......
أستسلم ؟ .............لأ ............أصرخ !!ء

أنسان حسب الطلب......!!!

التزاحم الشديد ....هذا التزاحم الشديد لا يجدي ....حقا أفتقدك يا أيها الهدوء النسبي المتناسق ....
التزاحم الشديد.... تزاحم المشاعر في نفسي... و الأفكار داخل عقلي الضئيل ....حقا يزعجني... و لكم أفتقدك يا هذه الراحة الأبدية ...
هذا التزاحم ....لا يجدي.... نعم لا يجدي ....فقط يعرقل سريان الحياة و يوقفها من حولي.... و لكن لا يوقفها هذا التوقف المريح للنفس... بل يوقفها وقوف حركي ...مزعج مليء بالضوضاء و الأصوات المتداخلة المزعجة التي تثير غضبي و مقتي لهذا التزاحم الرهيب و هذه الكائنات معدومة التواجد و الغير ملموسة أو مرأية ....و لكم حقا أشتاق لليل المريح نسبيا ....
فلتتوقف في وسط الزحام ....و لتنظر لكل هؤلاء.... كل يمشي في طريقه في عجلة من أمره ....و كأننا وصلنا ألي نهاية الدرب.... لا وقت.... و النهاية وشيكة ....أن لم تكن الأن !!.... يجعلك تشعر و كأنهم يسعون لأصلاح العالم... يهرولون لأنقاذ الجوعة و الفقراء و المساكين ضحايا الحياة ....و كأنهم يهرولون لأجل اللحاق بالعالم قبل فوات الأوان.... و لكن حقا أن سألت أي منهم عن سبب هرولته و هذا التزاحم.... لما وجدت كلام يخرج من هذه العقول تفهمه أو حتي تستوعب أن مصدره عقل بشري يفكر..... أٍسباب ليس لها معني حتي و أن كانت ذات معني و أهمية لهؤلاء أصحاب النعيم.... أصحاب العقول ....أصحابها
وقفت وسط هذا التزاحم ....وسط المهرولين.... ألملم بقاية الأنسان المتباقية من كل منهم... هل يمكن أن أخذ هذه البقاية و أصنع منها أنسان جديد ؟!....أنسان حسب الطلب....أقسم علي أنني لن أجعله ذو قوة خارقة للطبيعة البشرية المملة ....بل لن أجعله ممل علي الأطلاق....كل ما أرجو الحصول عليه من عملية التجميع هذي هو أنسان كما وجب أن يكون ....أنسان كما خلق ليس كما وصل به الحال لما أل أليه....
و لكن مع الأسف حتي ذلك ليس بالأمكان.... ليته حقا بالأمكان ....و لكني لن أفقد الأمل.... فلا يزال يعيش داخلي هؤلاء الأشخاص الخياليين الذين صنعتهم من بقاية الأشخاص التي جمعت.....

أم حنونة ....تضحي بكل ما لها من حقوق في الحياة.... الراحة و الأمان.... السعادة.... فقط لأجل أبتسامة أبنائها الصغار الذين مهما نضجوا هي لا تراهم يكبرون ....

و أم أخري قوية شامخة ....تعمل من أجل رجالها و بناتها صانعي المستقبل..... تعمل جاهدة علي خلق هذه القوة ....علي بث قواتها في هذه العقول الصغيرة ....

أمرأة طموحة.... تسعي للحصول علي فرصة ليلمع نجمها في سماء العظماء.... تطمح لأن ينقش أسمها بجانب أسم هؤلاء الفرسان ....تطمح في أن يكون لها يد في جعل يوم جديد أكثر أشراقا.... أكثر سعادة.... في جعل يوم جديد أفضل....

فتاة..بضفائر طويلة مربوطة بشرائط حمراء تتدالي مع هذه الخصل المبعثرة في شقاوة و براءة تتطاير مع النسيم الرقيق كرقتها ..... ترتدي هذا الزي المدرسي المتناسق ... تحمل دفتر مدرسي.... تخبأ في داخله جوابات الحب البريء الخالي من كل زيف أو كذب و نفاق.... الحب البريء الغير مقنع ....الذي لم ينشيء من أجل غاية ...بل..لم ينشيء تطوعا.... تخبيء في داخله رسومات لقلب و سهامين يحمل كل منهم أول حروف أسمأهم.... تدعي أن الحرف الأخر هو لأعز صديقاتها البنات.... تخبيء في داخله وردة حمراء كحبهم.... لا تذبل أبدا...

فتاة أخري.... تقف في محازاة هذا الذي أختارت أن تبني مستقبلها معه ....تحمل معه أعباء الخطوات الأولي و أرهاقها ....تدفعه ليمشي طريق أحلامه و أهدافه في شموخ ....تؤايده حتي و أن تخلي عنه الأخرون.... ترعاه حتي و أن عني ذلك معانتها.... تنقذه من الوقوع من علي حافة النجاح حتي و أن عني ذلك أن تقع هي بدلا منه ....حتي و أن عني ذلك موتها....

طفلة صغيرة ....تتشبث في رقبة أبيها ....تحمل في يدها دب أبيض صغير.... تبتسم لكل من ينظر أليها.....تنبهر بأضواء المدينة الساطعة.... تلح علي أبها طالبة الحلوي.... يجلبها لها ...فتعطيه مكافأته.... تعطيه قبلة رقيقة من شفتاها الصغيرتان.... تضحك هذه الضكة الطفولية العالية الرننة التي تحمل كل معاني السعادة و الصفاء ....تظل يداها الصغيرتان متشبثان بأغلي ممتلكتها دبها الأبيض الجميل ....و تظل تكلمه و هي تأكل الحلوي و تظل تلح عليه ليشاركها في حلوتها الذيذة و لكنها بعد ألحح شديد تقل " هه برحتك" و تكمل ما تبقي منها و هي تتناثر علي وجهها كله في مشهد طفولي يمليء نفسك سعادة و بهجة....

أب حنون....يعمل بجد.... يتحمل الشقاء من أجل أن لا يري نظرة حرمان أو عدم رضي في عين أبنائه ....من أجل أن يصل هؤلاء لما لم يستطع هو الوصول أليه.... من أجل سعادتهم من أجل أن تكون هذه السعادة خالية من أي لحظة شقاء أو ألم ....
شاب ...طموح ....نبيل ...مبتسم ... لا يزال يحمل أخلاق الفرسان ...و طموح الشباب الغريزي.... - الذي حتي الأن لا أعرف سر أختفائه ممن أرهم حولي من شباب- ...

و غيرهم من الشخصيات التي تعيش و تتصارع من أجل البقاء داخلي.... و غيرهم من الأشخاص التي تنشأ في خيالي عبر الأيام ....و لكل موقف شخصية .....و لكل موسم شخصية ....و تسككني أنا كل هذه الشخصيات.... تحاورني.... تتفاعل معي ....تفرح معي.... و تحزن لأجلي....و تواسيني ....و تدفعني علي النجاح..... تخلق داخلي هذه الأفكار المجنونة..... و الحكمة المبجلة و الوقار الملكي..... تؤثر في .....و أعدلها أنا ....فأغير في بعض ملامحها ....أزيد عليها بعض التفاصيل التي قد لا تبدو ظاهرة أو مهمة علي الأطلاق و لكن هذه التفاصيل هي التي تعطي لكل منهم رونقه الخاص.... و هذه القشعريرة التي تجلب عند تذكرها....
يضعوني في مواقف لم أعيشها و يدفعوني لكي أخرجها ألي النور..... يدفعوني لكي أكتبها....
و ها أنا أكتب ....و لكن هذه المرة لا أكتب عن هذه المواقف.... و لكن أكتب عن منبع هذه المواقف.... أكتب عن الزحام....بقاية الناس... و الأشخاص الخياليين الذين من المفترض أن يعيشوا في كل منا.... الذين من المفترض أن يكونوا بيننا...

موت مؤقت.....!!!

تفتكر أيه اللي ممكن يخلي واحد يفكر في الأنتحار ......و أيه اللي ممكن يخليه يعتقد أنها فكرة صائبة ......طب تفتكر أيه اللي ممكن يخلي واحد ينتحر فعلا و واحد تاني لأ بالرغم من أقتناع الأتنين بالفكرة أقتناع تام..... أنا عمري ما فاكرت في الموضوع ده .....أو بمعني أصح عمري ما فاكرت فيه بالشكل ده و خت في التفكير فيه كل المدة ديه .....لحد ما مرة في قعدت صافة كده سألت أخو واحد صاحبي بهزار عن سبب نومه المتواصل و الكتير ....و بالرغم أني سألت السؤال ده بدافع المألسة و الهزار...... ألا أن رده صدم كل اللي كانوه قاعدين..... محدش كان مصدق -بيما فيهم أخوه- أنه ده ممكن يكون السبب أو أنه بيفكر بالطريقة ديه .....
كل ما أعيد رده في دماغي أحس أني عاجز عن التفكير و أحس بالخوف...... أزاي واحد قادر يعيش بكل الأفكار و المشاعر ديه .....
مظنيش أن حد حيفهم قصدي الأ لما يعرف رده اللي صدمنا كلنا كان أيه ...... و عشان كده أنا حبطل رغي و أسبكم مع الرد ده :
"النوم .....موت..... موت مؤقت.... بتنام عشان تنسي أنك صاحي..... هروب يعني.... لكن ياريت الهروب كان سهل كده ....الحقيقة مكدبش عليك أنا مش بنام عشان أنسي أني عايش..... أنا بنام عشان أنا جبان..... أه جبان.... أنا عايز أسيب الدنيا ....زهقت منها.... هي أصلا من الأول مش عاجبني.... و مفيش حاجة فيها عجباني ....و طول عمري و أنا حاسس أني مجبر علي العيشة فيها زي ما هي كده .....ماليش أختيار فولا حاجة ....و أنا بكره أجبر علي حاجة أو حد يحتني قدام الأمر الواقع..... بس الحقيقة أني أجبن من أني أنهي حياتي ديه .....أجبن من أني أموت بأختياري.... أجبن من أني أختار الموت..... حتقولي يابني حرام و دينك و اللي يموت نفسه يموت كافر ....حقولك مختلفنش .....كلام جميل .....و هو ده بالظبط العذر اللي بقوله لنفسي كل يوم عشان أداري ضعفها .....عشان أديها عذر ليه معني .....و ده برضوه هو السبب اللي بيخلني أقضي معظم وقتي في النوم..... بحس أنه موت .....بس موت مؤقت ....أختياري و لذيذ ......مجرد أنك بتحس بالأمان و الراحة اللي أنت محتاجهم من الموت..... بس من غير أحساس الخوف اللي فلموت..... بترتاح لما تحس أنك حتغمض عنيك بس مش للأبد .....أنك حتفتحهم تاني .....بترتاح لما تحس أنك مش رايح بلا راجعة .....أنك بس بتاخد أستراحة من الدنيا اللي جبنك مش قادر يخلصك منها .....من الدنيا اللي قرفاك و مطلعة عين اللي جايبينك.... أنك تحس أنك سايب الدنيا ....حياتك ....مشاكلك ....مواقف العالم كله من حواليك .....و رايح مكان تاني.... مش مهم وحش و لا حلو ....المهم مكان تاني و خلاص.... ناس حتقولي أيه اللي مخليك بتفكر بالشكل المريض ده ؟ .....و تانين حيقوله هو أنت أصلا فيه أيه في حياتك يخليك تفكر كده ؟ .....أمال الناس اللي طفحين الدم و عايشنها راضين يعملوه أيه ؟.... علي فكرة المشكلة بالنسبة لي مش فكرة أني حياتي صعبة .....الفكر كلها أني فعلان مش عايزها..... بحلوها و مرها .....مش عايزها .....و مش متوقع منها حاجة ....و مش بدور فيها علي حاجة .....و ماعنديش فيها أحلام.... و لا حتي أهداف ....لا عايز أبقي أنجح رجل في العالم..... و لا بدور علي منصب ....و لا حتي بحلم بواحدة جميلة و طيبة تحبني و أجيب جيل جديد من المعذبين للدنيا .....و أتحمل قرف الدنيا عشان خاطر سواد عيونهم.... تفتكر يعني أيه ممكن يخلني أتحمل اللي محدش أتحمله عشان خاطر سواد عيون أهلي أنا ....و الا أيه اللي ممكن يخلني أستهلك مشاعري فحب واحدة مرار الدنيا و قسوتها حيغيروه شكلها و يموته الحب ده .....حتقولي الحب الحقيقي بيعيش يا حبيبي و كلام الأفلام الهابطة ده.....حقولك الحقيقة للأسف ملهاش علاقة بالأفلام..... و بعدين أنا طول عمري أصلا مبحبش النوع ده من الأفلام..... من و أنا صغير و أنا بحب أفلام الرعب.... و يا سلام بقي لو كلها دم .....و بعدين ما أنا حبيت مرة كان حصل أيه يعني ....الملل قتلنا و كراهنا فبعض .....الملل يا صديقي هو عدو الأنسان اللدود .....و هو أحد الأسباب الكتيير أوي اللي ميخليني بقضي معظم وقتي فلنوم .....مهو أصل كده حقلل من عدد ساعات الملل اللي فليوم ....علي أمل أنه ميفضلش فيه غير شوية ساعات ملل قليلين ....كأبتك صح ؟!....مع أني فالعادي مش كئيب ....شكلك مش مصدق.... لكن فعلا أنا في الأوقات اللي ببقي صاحي فيها أو مش سرحان مش ببطل ضحك.... بس المصيبة أن الناس مش فاهمين أني مش بضحك علي نكتهم .....أنا بضحك علي حالي و حالهم.... و حالة الجبن اللي أحنا فيه ....و دلوقتي أسف يا جماعة مضطر أقلكم تصبحه علي خير " ......و ببساطة شديدة سبنا و دخل نام