الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

وراء كل ليلي أم عظيمة !!




أمي.... قررت أن أكتب هذه المدونة لأمي.....أهديها لها لأني ببساطة في الوقت الحالي ماحلتيش حاجة أغلي من كلمات الحب.....لذلك لتكن كلماتي لعلها تعبر عن بعض الحب الذي أحمله لها في قلبي .....

شتا أو صيف دايما كانت أحب و أقرب اللحظات لقلبي هي اللحظات اللي بقضيها مع أمي...... نتكلم أو بمعني أصح أرغي أنا و هي تتكلم.....أحكي لها عن يومي و كل الأحداث اللي حصلت فيه بالتفصيل الممل.... الممل أوي .....نضحك عليهم .....أو أخدلي كلمتين في العضم علي حاجة عملتها و أنا عارفة أنها ماكنش المفروض تتعمل .....نتفرج علي التليفزيون .....أنام شوية في حضناها لحد ما تقولي "أه أومي رسك تقيلة و أنتي سندها علي قلبي " .....أبوسها بوسة طويييلة بصوت عالي أممممممموه يخرم الودان فتقولي "يابنتي ودني" ......و بالرغم من أني عارفة أد إيه الصوت ده مزعج و بيخرم الودان ألا اني مابحاسيش بأن بوستي ليها عبرت عن حبي إلا لما يخرم صوتها العالي ودانها..نتناقش..نتخانق نتخاصم..نقعد بالكام يوم مانكلمش بعض..أنا و أمي بنتنافس علي درجة العند و الكبرياءو لكن مش ضد بعض ففي النهاية أعترف بغلطي..أبكي..نتصالح.. أنام في حضنها لحد ما تقولي "أه أومي رسك تقيلة و أنتي سندها علي قلبي " :)..
بالرغم من أختلفتنا الكتيرة نسبيا و اللي دايما بتدور حول أم عندي.....أو حساسيتي المفرطةأو عصابيتي علي حاجات في نظر أغلب الناس منهم أمي ماتستهلش إلا أن علاقتي بأمي علاقة مميزة جدا .....
فأمي بالنسبة لي مش بس مجرد أم بل هي أقرب و أعز صديقة علي قلبي..أشد و أكتر المؤمنين بي و بقدرتي علي الوصول للمستحيل و بموهبتي اللي بتميزني عن الجميع ...أكتر واحدة بالرغم من شدة تعقيد دماغي و طريقة تفكيري و طبيعتي الأزدواجية و طلباتي الكتير و توقعاتي الأكتر و المبالغ فيها من كل اللي حواليا و حساسيتي المفرطة أويييي خالص و أكتئباتي اللي مابتخلص و اللي في معظم الأحيان بتبقي من غير سبب محدد ...بتفهمني من نظرات عيني و نبرات صوتي و بتعرف أنا بفكر في إيه و عايزة إيه بالظبط ...يييياه ده واضح فعلا أني بنت متعبة أكتر حتي مما أنا كنت متخيلة...هو أي نعم أنا طول عمري عارفة عيوبي و عارفة أد إيه من الصعب علي أي حد أنه يتفهم شخصيتي و يقدر يتعايش معها ..بس و أنا قاعدة دلوقتي أرصهم جمب بعض حسيت أد أيه تواجد كل الصفات المتعبة ديه في شخص واحد في حد ذاته شيء صعب ..فأكيد التعامل مع الشخص ده مهمة أصعب ..أعترف أن أمي قدرت تأديها علي أكمل وجه ...و ده أكيد يرجع لأكتر و أحب صفة لقلبي في أمي و هي الشخصية القوية اللي يشرفني أني أقول أني ورثتها منها... يمكن ناس كتير بيتجهوا في وصفهم لأمهاتهم لمدح صفتي الحنان و الطيبة فيهم..و بالرغم من توجد الصفتين دول في أمي الحبيبة المحبة و بوفرة كمان..إلا أن قوة شخصية أمي كانت دايما أكتر حاجة بتثير أعجابي في أمي.. أنها أمرأة شامخة قوية تدير شغلها بحزم و قوة ولا عشر رجالة في بعض ....و جنب ده كله من أكتر الشخصيات المحبوبة من كل الناس اللي عرفوها سواء من فترة قصيرة كانت أو طويلة أو حتي سمعوا عنها مش بس عشان طيبتها و روحها المرحة لكن كمان عشان حكمتها في كلامها.زعدلها في قرارتها..و رحمتها اللي بتشمل اللي يستهلها.
أمي..معلمتي اللي بدين لها بكل الفضل في كل و أي حاجة وصلت لها أو حوصل لها في يوم ..و اللي أتمني تكون حاجة مشرفة تفخر بها و تسعدها.. بدين لها بكل صفة حلوة فيا حد في يوم مدحني عليها.. بحب الناس ليا و أعجبهم برأي قلته أو حاجة كتبتها و اللي أنا واثقة كل الثقة أنها ماكنتش حتتقال كده لولا وجودها في حياتي...
أمي...مرشدتي اللي علمتني معني الرحمة..القوة ...الحكمة ..الثقافة..معني الحرية..تقديم التقدير و الأحترام للكل ..و أهم من ده كله أمي هي مرشدتي اللي علمتني بقربها من ربنا و مراعتها له في أبسط تعاملتها و تصرفتها معني و قيمة أنك تحمل لقب "مسلم" و أد إيه اللقب ده غالي......
ألي أمي ..النهاردة ..الليلة بالتحديد بوعدك-حتي و أن كنت وعدك الوعد ده كتير قبل كده- أني ححاول أبقي أحسن عشانك قبل عشان نفسي ..بعترف بفضلك-بعد ربنا- عليا فلولاكي ماكنتش بقيت البني أدمة اللي أنا عليها دلوقتي و اللي أنا فخورة أني أقول أنها بتحمل كتير من صفاتك الجميلة ..
أمي أهديكي حبي ..ولائي ..أحلامي..نجاحتي...طموحاتي ..ضحكاتي
أهديكي قلبي فياريته قلب من ذهب كقلبك الثمين ....أحبك
فلولا وجودك في حياتي لما اصبحت "ليلي"

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

سحاب و حصان و عروسة مولد



نظرت في عيناه بثقة
أرتسمت علي وجهها ملامح الجد
ثم بصوت هاديء خافت قالت
"عايزة أروح الملاهي "
"إيه ؟"
نظر لها في دهشة و تعجب
زادت نبرة صوتها أصرار و جد
"عايزة أروح الملاهي و أكل غزل البنات ...عايزة عروسة المولد لأ لأ عايزة حصان و بلونة زرقة و واحدة تانية حمرا "
ظل ينظر إليها و عيناه كلها فزع من هذه الطلبات المفاجأة التي لا يعلم مصدرها
ظل يفكر بماذا يرد علي هذه الطلبات الغريبة و التي كان أغرب منها توجيهها له هو علي وجه التحديد
"ها ؟ "
نظرت له و هي تضع يدها علي خدها الممتليء و تنظر له بيعناها الواسعتان في ترقب
فبدت له كطفلة صغيرة مدللة لا يسعك سوي أن تبتسم لترقبها و تقابل أي طلب تطلبه بالموافقة دون حتي أن تحسب حساب موافقتك
فكيف لرجل أن يرفض طلب لطفلة صغيرة ممتلئة الخدان بعينان عسليتان يزيد بريقهما براءة علي برائتهم
"موافق"
ظل يراقبها و هي تضحك و تهلل و تمليء المكان صخب
"بجد بجد "
أبتسم و ظلت أبتسامته تتسع مع علو ضحكتها
" أه بجد طبعا"
بدي له كل شيء ممكن حتي تظل هذه الضحكة تمليء قلبه طوال اليوم ...طوال أيامه


أخذ يراقبها بعينان باسمتان و وجه ضاحك و هي تجري من تلك اللعبة إلي ذاك تشير إلي لعبة أخري ثم تركض إليها وهي تشده من يديه و تدفعه إلي الركوب معها فتظل تصرخ و هي تضحك فلا يسعه سوي أن يشاركها الضحك لتمتزج ضحكاتهما في تناغم واضح و مبهج
ثم تقفز فما يلبث أن يظن أنها قد أرهقها التعب و قررت الأستسلام حتي تعود مرة أخري تجذبه من يديه و تدفعه لركوب لعبة أخري أشد سرعة و أكثر خطر
لم تستلم إلا بعد أن تركت ضحاكتها و صراخها علي كل الألعاب الموجودة و أعلن هو أستسلامه
"خلاص ..تعبت"
نظرت له و هي تضحك و تجذبه من يديه
"قوووووم ....اليوم لسة في أوله"
ظلا يتمشيان و هي تحكي له عن طفولتها و عن حكايات كثيرة منها المضحك الذي يرسم علي وجهه أبتسامة رضي مشاركة لبهجتها و منها الحزين الذي أحزنه لأمتلاء عيناها بالدموع بمجرد تذكره و منها الغير مفهوم الذي أضحكه بشدة لمجرد سماعه لضحكاتها المبهجة و هي تسردها له فتكاد ضحكاتها تزيد عن كلمات الحكاية !

جلست علي الرصيف لتستريح من أرهاق يوم مليء بالصخب و المشاعر
"انا حريح شوية بس لسة لسة أنا ماتعبتش لسة "
"و أنا حروح أجيب حاجة بسرعة"
لم ينتظر أجابتها و ذهب مسرعا
غاب عنها حتي ظنت أنه مل صحبتها الطفولية المزعجة و قرر الرحيل
ظنت تظن حتي كاد الظن ليتحول إلي يقين فلم يسعها سوي البكاء
لماذا رحل ؟
لماذا دائما يرحلون ؟

"أدي يا ستي غزل البنات

إيه ده بتعيطي ليه ؟"

أخذت تنظر إليه بعينان غطاهما الدموع
"أنت مامشيتش ؟"
"حمشي أروح فين بس
أنتي اللي طلباتك متعبة "
"بس ده روز مش أبيض "
ظل يضحك و هو ينظر لها و هي تأكل غزل البنات بيد و تمسح دموعها باليد الأخري و علامات عدم الرضي بأن غزل بناتها "مش أبيض" ظاهرة علي وجهها
"ما أنتي ما قلتيش عايزه ابيض"
"حلو حلو ماتزعلش
الروز برضه حلو"

جذبها من يدها و ظل يمشي بها و هي لا تعلم إلي إين يأخذها حتي وصلا إلي بائع غزل البنات
"هاتلها غزل بنات أبيض يا سيدي"
"أمرك"


"تأكل سحاب معايا"
"إيه؟"
"سحاب
أصل أنت مش فاهم طول عمري و انا صغيرة مقتنعة أن غزل البنات هو عبارة عن حتت سحاب في أكياس
حتت سحاب مسكرة "
أعطته قطعة من الكيس الذي تحمل فأخذ يأكل و هو ينظر إلي السماء و يبتسم

"بس ما قلتليش أشمعني أنا ؟"
سألها و هي يشتري لها الحصان و يشتري لنفسه عروسة تماما كما طلبت منه
"أشمعني أنت إيه ؟"
"أشمعني أنا طلبتي مني أني أعملك الحاجات ديه كلها"
"عشان أنت بتحبني"

صمت للحظة و ظلا يمشيان سويا
"كده مش فاضل غير البلونات"
"لأ مش عايزة"

لم يسألها لماذا تخلت عن أخر طلب
لماذا لا تريد البلونات ؟
أضايقها سؤاله ؟
و لكنه لم يكن يقصد به أزعجها
فقط أراد أن يعرف

"عايزة اروح"
"ليه ؟"

نظرت له بعيناها الواسعتان اللتان أرهقهما التعب و قلة النوم
"روحني"

ظلا يمشيان و كل منهما صامت
لم يعرف أذا كان يجب عليه الأعتذار منها و شرح موقفه لها أم يلتزم الصمت فهو لا يشعر أن هناك أي داعي لصمتها و غضبها عليه
و لكنها لم يبد منها اي علامات علي الغضب
أذا ماذا حدث ؟
ظل يسال نفسه هذه الأسئلة المربكة حتي وصلا إلي باب بيتها
"أمسك ده"
أإيه ده ؟"
"ده حصانك "
"أنا ماكنش..."
قاطعته
"طول عمري بحب الحصان عشان مقتنعة أنه في يوم من الأيام حلاقي فارس أحلامي اللي بيركبه
و حعمل زي عروسة المولد و ألبس ألوان كتير حلوة
لما كبرت شوية وعدت نفسي لما أقابل فارس الأحلام إياه أديله حصانه
موافق تديني عروستك ؟"

نظرت له و هي تضع يدها علي خدها الممتليء و تنظر له بيعناها الواسعتان في ترقب
فبدت له كطفلة صغيرة مدللة لا يسعك سوي أن تبتسم لترقبها و تقابل أي طلب تطلبه بالموافقة دون حتي أن تحسب حساب موافقتك
فكيف لرجل أن يرفض طلب أمرأة جميلة تحمل في داخلها طفلة مدللة
طفلته المدللة التي يحب
"موافق"
ظل يراقبها و هي تضحك و تهلل و تمليء المكان صخب
"بجد بجد "
أبتسم و ظلت أبتسامته تتسع مع علو ضحكتها
" أه بجد طبعا
بجد جدا"
بدي له كل شيء ممكن حتي تظل هذه الضحكة تمليء قلبه طوال اليوم ...طوال إيامه..طوال عمره القادم حتي النهاية



"عرفت أنا ليه طلبت منك أنت بالذات الطلبات ديه

عشان أنت بتحبني"

الخميس، 26 نوفمبر 2009

ضفائري التي ........



كانت ضفائرها لتقتل الزمان الذي جاء بك إلي أحضانها و لكن سبقها الزمان و عبث بضفائرها لتتنثر خصلاتها و تغطيك لتدفئك في هذه الأحضان التي هجرت

لم يعد هناك مجال لإنتزاعك أو الرحيل
لم يعد هناك مجال للذكري



ياغرامي كل شيء ضاع مني ....فنزعت الحب من قلبي و روحي


و ضفائري

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

ها أنا أنتظر ...... أنتظر وحدي




عندما توقفت ساعتي عن الدوران أخبرتني عقاربها أن العالم لم يعد يراني فلا داع لأن أحاول أنا أن أراه أو أشعر به بعد الأن


عندها علمت للأيام القادمة شكل واحد مكرر للأيام القادمة طعم واحد
طعم الألم
و ها أنا أعيش أيامي لا أري فيها جديد حتي و أن حاولت أنا بعندي العنيد أدخال بعض الجديد عليها تظل مصبوغة بلونها الأسود القاتم فلا أعد أميز بين جديدها القديم أو قديمها الممل

يا دنياتي الظالمة لما توقفت عقارب ساعتي لما توقفت أيامي
ما هو المفقود إرجعه
و أن إرجعته أستعود عقارب ساعتي للدوران ؟
أسيراني العالم ؟!


ها أنا أنتظر
أمشي في مكاني
أركض في مكاني

مكاني

مكاني

مكاني لم يعد مكاني

أين أذا تراني أركض ؟

حتي أسئلتي لا أجابات لها


أحتي مكاني ضاق بي ؟
أحتي مكاني ضاق بي ؟




عندما وجدتكما صديقاتي
علمت أن الدنيا ستأخذ شيء مني في المقابل
ليست لهذا الحد عادلة
لا لا تحبني لهذا الحد
و صدقت.. صدقت في كلامي فأخذت مني دنياتي شيء ...فقدت شيء داخلي لم أعد حتي أعرف ما هو و لكني أعلم جيدا أن نضالي العنيد يرفض فقدانه
يخنفني
يظل يخنقني
فلا بكاء ينقذ و لا أبتسامات !!

يا غاليات ماذا تراني فقدت ؟
يا غاليات فقدت في المقابل شيء غال مثلكما
فقدت جزء من هذه الروح العنيدة


يا غاليات دعاني أتعكز عليكما
فلم يعد لي سواكما






أشعر أن فراغ الكون الواسع لم يعد يسعني أو ضاق بي فقرر أن يتركني وحدي في الخلاء
أعاني


لماذا تراني لم أعد أهتم ؟

شرارة العند تطفئها لامبالاتي



شرارة العند تنطفيء


تنطفيء

الاثنين، 26 أكتوبر 2009

رسالة إلي جدتي ....!!

"يوم ما أتولدتي ؟
كان يوم حلو و الله
كان يوم هادي كده

لقيتهم بيقولوا راوية جابت بنت

"شبهك أوي"
"حقيقي"
كانت ساعتها لسة كرمشة وشي ماعرفتش تخد ضحكتي
"واخدا عيونك و أبتسامتك"

"عيوني و أبتسامتي
لا لا ديه قمر هو أنا ضحكتي حلوة كده
و لا عيني حلوة كده

ديه عينيها حتي واسعة و عسلية
يارب ماتشوفش بيهم غير الفرح و الألون"

كنت فرحانة بيكي أوي
من ساعة ما أتولدتي ماسبتيش حضني كنتي تقومي أأكلك و أغيرلك و أنيمك تاني في حضني

هو أنتي فيه زيك"




لسة فاكركي
لسة فاكركي لما كنتي بتقاعديني علي رجليكي و تحكيلي الحكايات و تفضلي تغني
"خضرة الشريفة أنا حبيت…."

يييا يا جدتي لسة ريحة المسك اللي بتفوح منك ماليا قلبي



لسة فاكرة لما كنتي تخديني و تنيميني علي رجلك و ترقيني
"قل هو الله أحد ….
ربنا يحميكي و يسعدك و يملا أيامك فرح
يحميكي و يرزقك و يبارك فيكي"

لسة فاكرة أيام ما كنت بنام في حضنك
لسة فاكرة حضنك الدافي و حنيتك

يييا يا جدتي لسة ملمس ضفاير شعرك الأبيض الناعم علي خدودي



لسة فاكرة ضحكتك و أنتي بتقولي لأمي بنتك بيضة بياض الهوانم بتوع زمان
بيضة قشطة و تطبعي بوستك علي رأسي

لسة فاكرة كوبية الشاي اللي كنتي بتعمليها لي من ورا ماما عشان كان ممنوع علينا الشاي
و تقعديني اشربها جمبك و أنتي بتسمعي الشيخ الشعراوي علي الراديو الصغير بتاعك
و تفضلي تقوليلي" سامعة ربنا يكرمه"

يييا يا جدتي لسة صوتك و أنتي بتقري قراّن في صلاة الفجر بيطمني




لسة فاكرة يوم ماكلمتك عشان أقولك أني حفظت أسماء الله الحسني
لسة فاكرة أد أيه كنتي فرحانة بيا
لسة فاكرة أنك ماملتيش أني كل ساعة أكلمك عشان أسمعهملك
لسة فاكرة أن في كل مرة كنت أقولهملك كنتي تسمعيني و تسمعيهم معايا و تفرحي بيا و الأهم من ده كله تحسيسيني بفرحتك بيا اللي بتزيد

يييا يا جدتي محدش أستحمل شقاوتي زيك



لسة فاكرة أيام الأعياد
لسة فاكرة الهدايا اللي كنتي بتجبهالي من كل عمرة تطلعيها
لسة فاكرة الفانلة بتاعتي اللي كنتي تخديها عشان تمسحيلي بيها علي الكعبة و أفضل لبساها بعدها لحد ما ماما تقلعها لي بالعافية
لسة فاكرة مياة زمزم اللي علمتيني أدعي قبل ما أشربها و كنتي دايما تقوليلي أنتي قلبك ابيض ربنا حيستجيب لدعاكي

ييا يا جدتي عمري ما قبلت قلب أبيض زي قلبك و لا عمري حقابل حد في حنيتك و لا حترمي في حضن أدفي من حضنك


ياريت عينايا حلو زي عينيكي و لا أبتسامتي دافية زي أبتسامتك
ياريت قلبي أبيض زي قلبك

ربنا يعطيكي الصحة و العافية و يطولنا في عمرك
واحشتيني أوي







جدتي ربنا يعطيها الصحة

بقي أنا عينيا أحلي منك
ده برضو أسمه كلام يا حبيبتي

الخميس، 22 أكتوبر 2009

سلسلة من الكوابيس المتتالية



سلسلة من الكوابيس المتتالية
كنت فاكرة أن زمن الكوابيس راح بس من الواضح أنها مسألة حالة نفسية مش مجرد كوابيس


عدت مرة أخري إلي عهد الكوابيس الممل
و لكن حدث تطور واضح و ملحوظ فالأن أصبح الألم يصاحب كل كوابيسي و الوعي أيضا
فأصبحت أحلم بشخص مقرب لي يعذبني بصورة أو بأخري و أشعر بألم هذا التعذيب و كلي وعي بما أشعر من ألم و لكن لا يسعني أيقافه أو أيقاظ نفسي و كأنني أريد لنفسي أن تتعذب
ثم أستيقظ فأجد أثار هذا الألم

فاليوم أستيقظت لأجدني قد ضغظت علي يدي اليسري لدرجة أنه لم يسعني تحريكها إلا بعد فترة من الوقت


مروحة عليها ورد بتدور فيتغير لون الورد من أبيض لأحمر و يكبر فيغطي المروحة و يضطر والدي لفكها و رميها ف الزبالة و يوبخ أمي علي أنها أختارت الورد الطبيعي دون عن الصناعي
رغم أنه ف الحقيقي العكس صحيح
دايما بابا هو اللي بيحب الورد الطبيعي و لما بيذبل بيجففه و يحتفظه به علي عكس ماما اللي بتحب الورد الصناعي عشان بيعيش أكتر و سهل الأعتناء به
يمكن يبان للكل حلم عادي لكن أجوائه المضطربة جعلته كابوس مزعج جدا أصابني بأضطراب شديد رافقني طول اليوم


لسة لحد النهاردة فاكرة اليوم اللي حلمت فيه بحد عزيز عليا بيجرح ايدي الشمال بسكينة و صحيت من النوم لقيت أثار دماء علي نفس اليد
كان بالنسبة لي شيء غريب و علامة علي نهاية حاجة كنت عارفة أنها جاية
و بالفعل الكابوس أتحقق بس بعد فترة طويلة أوي و الجرح ماكنش ف اليد !



لماذا دائما يأتي كل ما هو سيء في نفس الوقت بينما كل ما هو مبهج أصبح بعيد المنال ؟
يوم الثلاثاء الموافق 21 من هذا الشهر كنت أجلس في مكان ما مع ناس ما بجانب أحد أخوتي
ثم لاحظت فجأة أنني فقدت قدرتي علي الأبتسام و الضحك أو قلة هذه القدرة بشكل الملحوظ
لم تعد أبسط الأشياء تبهجني و لا أبتسامتي تصاحبني كما تعودت


و بعد أكتشافي لهذه الملاحظة الغير مهمة
عادت سلسلة الكوابيس المتتالية



كنت فاكرة أن زمن الكوابيس راح بس من الواضح أنها مسألة حالة نفسية مش مجرد كوابيس
واضح أنها مش مجرد كوابيس ديه طاقة سلبية بتحاول تخرج بس أنا مش مدياها فرصتها فبتجبرني علي طلق حريتها

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

أسكندريتي .....أهناك المزيد ؟




أشعر أن الأسكندرية في حالة تعاطف ظاهر و واضح معي و مع حالة الأكتئاب الحاد الذي أعيش
فثلاثة أيام من غيمة الأتربة و سماء مليئة بالغيوم و شمس ترفض السطوع كان أفضل تعاطف يمكن أن تمنحني إياه أسكندريتي

لا أعلم لما و لكن لا رغبة لي في الذهاب إلي أي مكان ممتليء بالناس لا أريد رؤية ناس لا أعرفهم و الأهم من ذلك حقا لا أريد رؤية ناس أعرفهم فلا رغبة لي في الكلام و رسم بعض الأبتسامات الزائفة و لا رغبة لي أيضا في تبرير وجوم وجهي و صمتي
كل ما لي رغبة فيه الأن هو الصمت ...الصمت الأختياري اللطيف و بعض الراحة لرجلي اليسري التي تظل تصاب في تصميم قاتل حتي ظهرت عليها علامات الضعف و الورم الدائم مقارنة بأختها اليمني

البارحة تمكنت من أختلاق الأعذار و المكوث في المنزل في حالة ثبات غير معتادة و كأنني أتعاطف أنا الأخري مع أسكندريتي الحزينة
حتي شجارنا المعتاد لم أكترث له كثيرة و لكن أكترثت لكلماته و أنصت لها ...و علي غير العادة لم تنتج عني أي ردة فعل سلبية كانت أو أيجابية كل ما كنت أريده هو تأثير هذه الكلمات علي نفسي فكم كنت بحاجة إلي سكب بعض الدموع علي جروحي !
-نعم تظلي تخبريني أنه لا داعي للبكاء علي كلام مكرر متوقع تكراره كثيرا.... بل مؤكد تكراره و لكن لايزال يؤثر في و من المؤكد أنه سيظل يؤثر حتي ننتهي.... أوعدك أن تري هذه اليوم -

البارحة صمتنا يا صديقاتي العزيزات فلم يعد لثرثرتنا معني
و علي غير العادة كان هناك الكثير لنحكيه لبعضنا البعض و لكن كل منا شعر برغبة قاتلة في الصمت و تفهمنا
تفهمنا صمتنا
فصمتنا و لم نلح فالكلام لابد له من رد
و الرد ثقيل فتركنا كل منا لصمتها
و ليتنا تكلمنا

و اليوم لأسباب كثيرة وجدت نفسي في حاجة إلي الخروج إلي الحياة و لكن الحياة الخالية من الناس... أريد الأختلاء بذاتي في مكان لا جدران فيه و لا أوامر مرهقة
خرجت لعلني أجد شيء مبهج في طريقي
فأنتشلت "ثلاثية غرناطة" التي منذ أن أشتريتها و هي ملقاة علي مكتبي في أنتظاري لأقرئها
بدأت في قرأتها دون رغبة مني فقط ليمر الوقت الذي لا معني له فكم أكره الوحدة
و خاصة الوحدة الأجبارية المغلفة بطبقة من وهم الأختيار
مرت الساعات و أنا أفكر
لما يحدث ما يحدث ؟
فحتي الأن لم أري الحكمة المؤكد وجودها أو التي أظل أقنع نفسي بوجودها فلو لم يكن هناك حكمة وراء ما يحدث لأصبح الموت بسكتة قلبية حادة ليس بالكثير

أخوتي الأعزاء لما لا أجدني قادرة علي الكلام و البوح لكما بمكنون صدري
أربما لأن أحاديثي أصبحت مكررة فلا أجد الأن داعي للكلام ؟
أم أنني حقا أمنت أنه لا فائدة منه فأصبح لا داعي له ؟
أيأست ؟
أيأسنا ؟
لتكذبا علي و تخدعاني و تقولا لا !!


أ أنا التي تتعاطف مع أسكندريتها الحزينة أم هي تشعر بما نشعر به من ألم يجعلها راغبة في التعاطف معنا جميعا ؟







أنظر هناك
هناك تجد مافقدته هنا
أنظر لعل نظرك المريض يري بريق الدنيا
أنظر حتي و أن كنت أعمي البصر
لعلك الأن تري
لعلك الأن تستطيع أن تري


و حتي أن رأيت لا بريق هناك لأري



ليت حياتي حلم حلمته من سنوات
أفضل حلم حلمته علي الأطلاق

ليت حياتي حلم لا أتذكره

الأحد، 11 أكتوبر 2009

بكلم نفسي (2)




أشياء كثيرة لم يعد لها معني
رؤية مستقبليه لمستقبل غير واضح الملامح ...
صور عديدة قديمة لم يعد في الذاكرة ذاكرة لتذكرها جميعا
أيام تعيد نفسها بتكرار ممل رتيب غير مرتب و تجديد ظاهري غير ملموس لا يزال يدعيه البعض
و مع كل ذلك تظل نفسي تسألني ماذا بك ؟

أتري أجابتي تفرق ؟


...............................................................................

الكل يمضي قدما في طريقه
يهرول ساعيا نحو شيء يراه هو ممكنا أو حتي لا يراه
أما أنا فأركض في مكاني بحثا عن مفتاح لباب لا أراه يسد علي طريقي
أركض
أبحث
لربما أجد مفتاح هذا الباب فأري الطريق واضحا أو يحن علي هذا المجهول وراء الباب فأعبر ألي مجهول أخر أجهله

................................................................................

"أما أنا مهما جري
حفضل أصون عهد الهوي
و أن غبت يوم و لا سنة
حفضل أنا
حفضل أنا
أنا أنا
برضو أنا "

لأول مرة منذ سنوات عدة أنتبه ألي عدد ال"أنا" المذكورة ف أحد أقرب الأغاني ألي قلبي
"مليش أمل ف الدنيا" ل "ليلي مراد"

6 أنا !!
و أين هو ؟؟

..............................................................................

سؤال :

هل للحب علاقة بالسياسة ؟ أم للسياسة علاقة بالحب ؟

.................................................................................

صورة :



ترقص ؟....أرقص....
غصب عني أرقص ....غصب عني...غصب عني


أرقص

الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

بكلم نفسي (1)




أن يغصب المرء علي شيء مهما كان طبيعته أو قدره في حد ذاته أغتصاب علني و صريح لشخصه , حريته , مستقبله و ماضيه

"هما غصبوني أني أعمل الصح من وراهم لمجرد أنه غلط من وجهة نظرهم هما "

"و أنت أيش عارفك أنه فعلا صح ؟"

"حق الأختيار !!...."

...............................................................................

لا تدع أحد يقنعك بأنك لست جميلا
فعدم رؤيته لجملك أنما مجرد عمي منه هو

"أبتسمي
أبتسامة خفيفة
طب أضحكي كده من قلبك

شكلك مش بس حلو في الصور !!"


....................................................................................


فاصل :
الشيء الوحيد اللي بيخلني أكمل الحياة بحلوها و مرها أني بتخيلها فيلم فبحاول أستمتع بكل مشهد فيها و أخرجه بشكل ممتع عشان الناتج الأخير يطلع له معني

من الممتع أني أركب الترام لوحدي و أقعد جمب الشباك ..يطير الهوا طرحتي و أتخيل وجود موسيقي تصويرية ما تناسب المود و المنطقة اللي الترام بيمر عليها
أحط صورتي ف كدرها فتطلع اللحظة شكلها أحلي

من الممتع أني أضحك ضحكة عالية من قلبي و أتخيل أن حد ضحك عليها فتطلع أعلي و أصدق

و من الممتع أني أحاول أعمل أشياء جديدة عشان أضيف بعض المتعة علي فيلمي فيصبح ف النهاية فيلم قابل للفرجة


فيلم ممتع

...................................................................................

سؤال :

أمتي كانت أخر نقطة تحول في حياتك ؟
نقطة تحول حقيقية

حبدأ أنا :
نقطة تحولي أنا ماكنتش مجرد نقطة كانت سنة كاملة بدأت في مثل يومنا هذا السنة اللي فاتت و أنتهت مؤخرا

................................................................................

صورة :




أملك صورة أنا فيها صغير شكلي أتغير ماعرفتوش

السبت، 26 سبتمبر 2009

خطوة أولي علي طريق الوداع.......مابتفيد..............!!




ف البدأ أقول

أعذرني أن أسميتها

"خطوة أولي علي طريق الأبتعاد
علي طريق الوداع"

"حدث تطور رهيب بالنسبة لمفهوم الكابوس , فبعد ان كان القيام في فزع شديد من نوم غير مريح هو بسبب مشهد مفزع لامراءة منزوعة الرأس او بسبب دفعة من احد الاشخاص تلقي بي من فوق احد البنايات من الطابق العاشر , تم اختصار الامر في القيام في فزع شديد من نوم غير مريح فقط , و دون اي من المشاهد السابقة او دون اي مشاهد علي الاطلاق"

-من مدونة أخري لقلب أخر بكلمات تعنيني-

....................................................................................

يوميين
اليوم مر يوميين

أمد يدي إلي مكتبتي لأنتشل بحركة لا أرادية منها "عزازيل"
لأعيد قرأتها للمرة الثالتة و لكن هذه المرة سأقرأها بعينيك حتي يكون الوداع لائقا

وداعا

....................................................................................

أضع السماعات في أذناي
هكذا تنتهي الحكاية
تنتهي كما بدأت
ب"كل الأحاديث ما بتفيد"
أخيرا تسلمت أنا زمام الأمور و أتخذت أصعب قرار أضطررت لأتخاذه في حياتي القصيرة
حانت لحظة الوداع

"بحبك ....حتوحشني"

فلأترك الكلمات تخرج كما يحلو لها
لا يجب أن تكن منسقة مهندمة أو حتي صحيحة فلا شيء اليوم صحيح
فلا شيء اليوم أو غدا أو بعد حين سيصبح صحيح من دونك

"بحبك أوي
حتوحشني"

أتوحش أمتزاك خطوطك الحمراء بخطوطي السوداء في حديث طويل مليء بالمشاعر الطاهرة النقية


أتوحش وجودك و لو حتي كان مجرد وجود نسبي غير محسوس ماديا

.................................................................................

ليلية مظلمة داكنة لا ملامح لها
ليلة الوداع

عندما يعتاد قلبك علي محاولة التماشي مع دقات قلب أخري لا تتماشي مع دقاته يكن الموت

يكن الموت علي قيد الحياة

................................................................................

"فلاش باك "

"أجري ؟ ....طب و لو جريت و مارجعتش يحصل ايه ؟"
"حجري وراكي وش "



كيف يمكن أن تمر كل الذكريات أمام عيناك ف لحظة بدقة شديدة و كأنها حدثت بالأمس
ذكرياتك السعيدة كانت تجلب الأبتسامات و اليوم سارت تؤلم نفس القلب التي كانت تسعد

"بس السكك مش واحدة ..."

الأن يمكنها أن تنظر في المراّة و تري شيء سوي عينان لا يسعها الحديث إلي قلبها

.................................................................................

هي تعلم أنه يعلم أنها تعلم أن لا شيء كان أو سيكون
لا شيء كان سوي الذي كان و الذي كان لا قيمة له الأن أو لن يكون له قيمة عنده بعد الأن


"أما أنا مهماجري
حفضل أصون عهد الهوي
و أن مر يوم و لا سنة
حفضل أنا
حفضل أنا
أنا أنا برضو أنا"

برضو أنا


...................................................................................

"......خلي بالك عليا......ولو حتي بينك وبين نفسك"


و مين ياخد باله مني ؟؟؟



....................................................................................


هكذا تنتهي الحكاية
تنتهي كما بدأت
ب"كل الأحاديث ما بتفيد"

http://www.youtube.com/watch?v=6dvjHHQSjGA




بالرغم من عدم وجود شبه واضح و صريح إلا أن -علي الأقل بالنسبة لي- الشبه موجود و واضح و صريح

جدا

الخميس، 24 سبتمبر 2009

مركب ورق......!!





مركب ورق قلبي......أوان فرحها ماجاش

السبت، 19 سبتمبر 2009

"ليلي"



ما أن تصل إلي الأسكندرية و تمر عربتك علي طريق الكورنيش
تذكر أن تدير أغنية تحب و ترفع صوتها و تتركها تخترق روحك ممتزجة برائحة البحر و هواء الأسكندرية النقي الساحر

هذه نعمة يغفل عنها الكثيرين من أهل الأسكندرية نعمة يعيشون فيها و لكن لا أبدا يتركون لأنفسهم فرصة التمتع بها


جزء من رواية "ليلي"

السبت، 12 سبتمبر 2009

مغلق للتحسينات




الأن تبدأ لحظات الوحدة الأختيارية التي تنتهي لحظة أنتهاء عملية التحسينات الشاقة

فلتلهمني الصبر




فقلبي أنا
مغلق للتحسينات

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

منك و إليك

حلو أني أسمع صوتك ف كل صوت بسمعه
و الأحلي أن صوتك بقي مرتبط بصوت فيروز

حلو أن ملامحك ليها معني
و الأحلي أنها ملامح مصرية موجودة في وشوش كتير بشوفها كل يوم

حلو أن لسه عندي طاقة أستني أحب تاني
و الأحلي أني عارفة أنه لما يجي ححبه صح ححبه زي ما علمتني

حلو أني بعيدة
و الأحلي أنك قريب

حلو أن فيه حاجات كتير بتجمعنا
و الأحلي أن فيه حاجات كتير بتعرف تفرقنا

حلو أن أنت هنا و أنا هناك
حلو أن أنت هناك و أنا هنا
و الأحلي أن كل واحد فينا -مهما كنا بعاد- ليه زاوية ف قلب التاني ماحدش يقدر يحتلها

حلو أني وصلت للدرجة اللي أقدر فيها أتوقع رد فعلك ف أي حاجة
و الأحلي أني بقيت أعرف أشوف الدنيا بعيونك من غير ما أنسي شكلها بعيوني أنا

حلو أنك غيرتني
و الأحلي أنك غيرتني للأحسن

حلو أني عارفة أن فيك حاجات كتير حلوة
لكن الأحلي و الأحلي أني واثقة أن أنا في حاجات كتير أحلي حتخليني أعرف أعيش من غير الحلو اللي فيك

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

"نون"..... لسحر الموجي

"عندما كنت علي وشك الأنهيار ...جاءت لتحي في شيء كنت علي وشك فقدانه لأعود أبحث عن "نون"ي و أحول الوصول ألي نقطة المنتصف... نقطة ال"نون"

سأبد كلماتي الضئيلة كما بدأت الأستاذة سحر الموجي رائعتها "نون".... سأبدا من نقطة مضيئة
نقطة أيمان يزداد في نفسي و أنا أتوغل في تجربة فريدة من نوعها ....أيمان بأن هناك من الأديبات المصريات من قدر لهن الدخول ألي قائمتي المتواضعة للكتاب المفضليين
نقطة أيمان بأن هناك من النساء المبدعات من بقيت عليهن هذه الأرض الخمرية ...هناك من النساء من تستحق أن تتوج علي عرش الأبداع مع من توجوا
فلقد كنت علي وشك الوصول ألي درجة يائسة من اليأس في أنه ليس هناك من الأديبات المصريات المعاصريين من ستتمكن من الوصول إلي درجة الأبداع التي وصلت إليها "عزازيل" أو "يوتوبيا".... أنه لن _ولن أبدا_ يوجد من سستمكن من الجلوس بالقرب من الأستاذ "نجيب سرور" في قلبي.... و لكن جاءت الأستاذة سحر الموجي لتثبت لي أنه هناك من الأديبات المصريات من تستطيع أن تحتل مرتبة عالية في عقلي و حتي تنحت فيه أسمها و تطعمه بالذهب....

"نون" تعد من التجارب القليلة التي يمكنها أن تغير فيك ....تضحكك و تبكيك و تلعب بأعصابك و تدفئك ثم تأخذ منك هذا الدفء.... تعطيك من المشاعر ما تعطيك و تلهمك ...
تكئبك تارة ثم تعود لتبث فيك الأمل ....تنتقل بك من مكان ألي أخر فتتخيل أنك واحد من هؤلاء الأصحاب الأربعة....
لا أعلم كيف و لكني ظللت أقرأ كل كلمة منقوشة بفرشاة مبدعة مرة ثم أعيد قرأتها مرة أخري فيرجع صداها لأسمعه بصوت مختلف يغير في ما يغير ....و لطلما كانت أفضل التجارب الأدبية -بالنسبة لي- هي التجارب الأدبية التي تغير في خلال قرأتي لها تعطيني من أفكارها أفكار و من أحلامها أحلام ...تجدد المشاعر في و أشعر معها بطعم جديد للأشياء
و حقا ان "نون" هي من أكثر التجارب -بعد أعمال العبقري "نجيب سرور"- التي تمكنت من الوصول ألي أعلي درجات التجارب الأدبية عمقا شكلا و موضوعا

بالرغم من شدة بساطة الفكرة التي تدور حولها الرواية ألا أن ما جائت به سحر الموجي علي لسان أبطال تحفتها الأبداعية جاء ليمس كل الجوانب الأنسانية المعقدة ....جاء ليمس المشاعر العميقة المظلمة داخلي ....يحثني علي البحث عن ذاتي...
جاءت كل شخصية تحمل في جوانبها جانب مني و من كل أنسان ....تحمل جنوننا.... تحمل أحسيسنا المعقدة.... خباينا و أحلامنا ...حتي عيوبنا ...جاءت لتعبر عني و عننا بشكل أو بأخر... فمست في ما مست

شخصية "سارة" الأستاذة الجامعية الدارسة للفلسفة.... مشاعرها و أيامها ....علاقتها المتغيرة و المعقدة ...
فلسفتها في حياتها و تدخلها الأيجابي في حياة أصدقائها الثلاث.... قوتها و صلابتها التي ظهرت بجانب رقتها و مشاعرها الجياشة....
"سارة" التي لعبت الحضارة الفرعونية جزء كبير في تكوين شخصيتها و بالتالي في سياق الرواية فزادت من سحر هذا العمل الخلاب سحر....
"نورا" التي شعرت معها بدفء حبها لزوجها "خالد" ....بلمسة يد و مشاعر رقيقة جياشة و محببة.... ثم شعرت بالتعاطف معها فيما تمر به من تقلبات و ضغط فرأيت فيها شخصيات مروا علي حياتي ....ثم غضبت منها عندما أستسلمت في النهاية لحزنها فرأيت فيها أشخاص أخريين أعرف قادهم الحزن ألي الأستسلام و رؤية لاشيء سوي القبيح الأسود الداكن و الغباء في حياة لا تستحق المحاولة....
ثم "حسام" الرجل الوحيد في دائرة من أربع أصدقاء و الذي شعرت معه برغبة شديدة في الحصول علي صديق مثله ....تعقيدات شخصية حسام و ما يحمله من متناقضات مشاعره المتداخلة و أحساسه بالضياع في أوج نجاحه ...رغبته في العثور علي الحب ...الشعور بالدفئ و الأحساس الأمان ...و مصريته الشديدة و وطنيته المبهرة...
كلها أشياء ساعدت علي دخول شخصية حسام إلي قلبي .... فرسمت له ملامح و أعطيت لصوته نبرة و ضحكت علي دعابته و أسلوبه البسيط في الكلام
و بالرغم من أن لشخصية حسام عيوب جذرية و خطيرة ألا أنني مع كل ذلك أحببت هذه الشخصية المعقدة بعيوبها....
أما دنيا فهي الأقرب في دائرة الأربع ألي قلبي ...هذه الفتاة الفلسطينية الأصل... "الثورجية" ....المندفعة ...هذه الفتاة المتمردة البسيطة التي تركت الحياة تحركها كما تريد فنسيت ما تحب حتي وجدت نفسها...
أحببت دنيا كثيرا... رأيت فيها الكثير ....تشابهنا كثيرا و رسمت لها في عقلي ملامح تشبهني... تعاطفت معها فيما تمر به و شعرت براحة بالها و سعادتها ثم وضعت صورتها التي رسمت في أطار فضي في قلبي....

هؤلاء الأصدقاء الأربع الذين تمكنت سحر الموجي من رسم شخصيتهم بأروع و أبدع الكلمات فصاروا شخصيات ناطقة ملموسة شخصيات حقيقة جعلني أشعر و كأنني أعرفهم حق المعرفة منذ زمن بعيد فأحببتهم و أحببت تجمعاتهم و أسعدتني فكرة أن أكون الصديقة الخامسة..... الصديقة التي تراقب تجمعاتهم من بعيد و تبدي تعليقات غير مسموعة..
أحببت الأصدقاء الأربع...
أحببت ذوقهم الرفيع في الموسيقي و الأغاني التي تخللت الأحداث في أبداع تام...
القطع الشعرية المنتقاة بعناية و التي تمكنت سحر الموجي من وضعها في أماكنها الصحيحة و المناسبة بأتقان شديد....
قدر الثقافة الذي أظهرت في الفقرات المقتبسة عن كاهنة و فراعنة قدماء جاءت لتكمل أحاديث الشخصيات الحميمة بشكل يقشعر البدن و يجعلك تري الأشياء و الأحاديث بمنظور ثاني مختلف و عميق ...

و مع كلن و بالرغم من أعجابي الشديد بهذه التحفة الأدبية ألا أنها لم تخلو مما أزعجني.... فلقد أزعجني كثيرا الجو العام الذي يعيش فيه الشخصيات ...المحرمات بجميع أشكالها و المباحة بشكل غير منطقي...
الخمر الذي ظهر موازي في أباحته للمياه... المخدرات و العلاقات الغير شرعية التي سيطرت علي معظم العلاقات الموجودة في الرواية...
شعرت و كأنها لا تتكلم عن أشخاص مصريين ....عرب ثلات منهم نساء في مراكز مؤثرة ....أحدهم أستاذة جامعية و أخر صحفي....
نبرة التحرر الزائد هي أكثر ما أزعجني ....سحابة المحرمات التي خيمت علي الروايةة أشعرتني بشيء من عدم الراحة و الضيق....

و لكن في النهاية ها أنا أقرأ "نون" للمرة الثانية ....أكتشف فيما بين سطورها أحاسيس جديدة و معاني أعمق....
أرها للمرة الثانية بعين أكثر وعيانا و تصفحا لأرها أكثر تألقا...
أركز أكثر في كلام سارة فتتبين لي عبقرية كلماتها الفلسفية العميقة...
أتعاطف أكثر مع نورا و يؤلمني ضعفها...
أحب حسام أكثر و أبتسم لنبرته الساخرة و يلفت أنتباهي أنتمائه بصورة أعمق...
أتقرب أكثر من دنيا فأري تشابه أكبر بيننا فأشعر بها تتغلل ألي داخلي و تحتل منزلة أعلي في قلبي...

أحببت نهاية "نون" المفاجأة و التي ظهرت نضج سحر الموجي الأدبي و الأنساني
ف"نون" هي عمل فني أبداعي و تجربة تستحق أن تخضها أنت بنفسك و تستمتع بها لتغيرك و تضيف ألي عقلك و قلبك الكثير

من "نون" أقتبس:
"عندما نظن أننا هنا بمحض الصدفة نتحول إلي حبات مطر تنزلق علي سطح رخام أملس لا تترك ورائها علامة أو تصب في تربة قد تنبت ربيعا أو قمحا للصغار أما لو فتحنا عين الرؤية عين "حتحور" و أستبدلنا بها عين النظر لرأينا ألف معجزة صغيرة تحدث في كل اللحظات كانت تحدث و نحن عميانا"

"أن كان في قلوبنا خوف فهو خوفنا
و إن كانت هناك هاوية فهي من صنع إيدينا
و أن كانت مخاطر فعلينا أن نحبها
يا ابنتي ربما كل التنانين في حيواتنا لسن
إلا أميرات فاتنات
ينتظرن رؤيتنا نقدم علي الفعل
و لو لمرة واحدة
بنبل و شجاعة
ربما كل ما يخيفنا هو في أقصي عمق منا
ليس إلا بلا حول ينتظر كحبتنا "
"جزء من قصيدة "أن كان ...محبتنا" من الرسالة الثامنة من "رسائل لشاعر شاب" للشاعر الألماني ريلكه"

"عندما تكون الحياة كلها أنصاف أشياء أليس من حقنا أن نسعي إلي شيء واحد مكتمل في دوائرنا القريبة ! "

"يبدو أن أستغرقنا في ألمنا الخاص يعمي أعيننا عن أن الأخرين قد يعانون ألما مشابها أي سذاجة تجعلنا لا نري !"

"شعرك الذي كان ينبض علي وسادتي
كشلال من العصافير
يلهو علي وسادات غريبة
يخونني يا ليلي
فلن أشتري له الأمشاط المذهبة بعد الأن
سامحيني أنا فقير يا جميلة
حياتي حبر و مغلفات و ليل بلا نجوم
شبابي بارد كالوحل
عتيق كالطفل
طفولتي يا ليلي ألا تذكرينها"
"قصيدة حزن في ضوء القمر للشاعر محمد الماغوط"

الأربعاء، 1 يوليو 2009

الرجل الكامل الذي أحب....!!

أخذت تراقبه و هو نائم... تعودت أن تستيقظ قبل معادها الصباحي فقط حتي تسترق النظر إلي وجهه البريء و هو نائم ...كم تحبه ....كم تعشق هذا الوجه الدائري الطفولي... كم تحب يداه... أصابعه ....أستراقها اليومي للنظر إليه جعلها تحفظ كل ذرة فيه فأحبته أكثر من أي وقت مضي ....لما لا و هو من أعطاها الدفء و الحنان الذي تفتقد ....فلا تظال تذكر هذا الشاب الوسيم المستند علي عكازه الذي رفض بمنتهي الرقة و اللطف مساعدتها في أرشاده إلي طريقه قائلا "أن هناك من التائهيين من يحتاج هذه المساعدة أما أنا فلست تائها"...
في البداية شعرت بالأهانة ثم تذكرت أن هذا هو حال كل من فقد حاسة من حواسه ...دائما ما يغمرهم الكبرياء و لكن كبريائه كان مختلف... كبريائه كان مهذب رقيق و هاديء ....هو كان و لايزال مهذب رقيق و هاديء ....
نعم شعرت بشيء مختلف تجاهه ...شيء غير الأحساس بالشفقة ...كان وراء أهتمامها بأمره و رغبتها في مساعدته شيء أخر سوي تأديتها لدورها كمتطوعة في هذا المكان ....كانت تجذبها ملامحه ...وجهه البشوش الذي لا تغادره أبتسامته الواتقة الرقيقة ....عيناه العسليتيين البراقتان اللذان لم تراي لهما مثيل في حياتها...
شعرت تجاهه بشيء مختلف ...أهذا هو ما تخافه ؟!.... لم تعلم و لم تسأل نفسها ما هذا الذي تشعر به و يدفعها إلي تأمله لساعات حتي جاء إليها في يوم بخطوات ثابتة ...مال عليها ثم همس في أذناها
" أنا أيضا أتأملك بالساعات و كم أنتي جميلة"
ثم ذهب

ماذا ؟؟!! ...كيف ؟؟!! ....كيف عرف أنها تتأمله بالساعات ؟!....أنها تجلس تتأمل يداه و هي تمر علي حروف كتابه البارزة ؟!....كيف عرف أنها تتوه في عيناه بالساعات ؟!....أنها تذوب في أبتسامته ؟!...
كيف تأملها ؟؟ ....أوشي بها أحد المتطوعيين ....و لكن لا لما قد يفعل أحدهم ذلك ؟!....أذا كيف ؟! ...و ما الذي جعله يقول ذلك ؟!....
تتذكر حتي الأن عندما ذهبت مسرعا في ذعر ألي الطبيب المختص تسأله ما أذا كان حقا فاقد لبصره كغيره من مرتادي الدار أم أنه يدعي ذلك أم أن حالته مختلفة ....
حاول الطبيب تهدئتها قائلا أن حالته هو دون عن غيره متأخرة جدا !!....و أنه لا علاج لها فهو لم يولد فاقد لبصره بل فقده في حادث مروع ....فقده تماما ....و لا علاج أو عمليات يمكنها أن ترجع له بصره المفقود ....
شعرت يومها أن كلام الطبيب يحمل في طياته أكثر من مجرد أجابة... يحمل تحذير ...و كأنه شعر بما يدور في عقلها ....شعر بما يحمله قلبها... شعر بما حاولت هي أن تخبيء....
و لكن ما فائدة التحذير الأن فهي تعشقه و بجنون و كيف لها أن تنساه الأن.... كيف لها أن تمحوه من عقلها و قلبها .... و ما الذي قد يدفعها لأن تفعل ذلك ....من المجنون الذي يرمي سعادته بيديه ؟!....
أحبته.... عشقته ....فأخذت في التقرب إليه ...و كم شعرت بالسعادة ...الدفء ....بالأمان الذي لم تشعر به ألا في أحضان أمها.... أحبته و شعرت بدقات قلبه المتناغمة مع دقات قلبها فكانا يقضيان الساعات سويا يتحدثان في كل ما قد يخطر لأحد علي بال و ما قد لا يخطر ....لم يفهمها أحد بهذه الطريقة من قبل ....لم يقبل أحد يداها بهذا الدفء ...لم يشعرها أحد بهذا الحب و هو ينظر ألي عيناها ....عرف الطريق إلي عقلها فوصل إلي قلبها .............و لكم أحبته !!.......
أحبت فيه الرجل الذي فضل العيش في هذا الدار بصورة مؤقتة حتي يجني مال منزله الخاص حتي لا يحمل أخته و زوجها مسؤليته ....لأنه لا يحب أن يشعره أحد بضعفه و عدم قدرته علي الرؤيا .....أحبت فيه هذا الرجل الذي كافح حتي يكمل دراسته حتي أصبح من أكثر من رأت ثقافة و عقلا ....أحبت هذا الرجل الوقور المهذب الرقيق.... أحبت هذا الرجل الكامل الذي لا ينقصه شيء !!....
ساعدته في بناء منزلهما ....فتعلمت ألا تعرض عليه يدها لترشده إلي طريقه بل تقدمها أليه عندما يطلبها هو ....إلأ تشير إلي أخته حتي تنصرف و هو غاضب بل تنصرف هي حتي يطلب منها الحضور ....تعلمت أن تنسي أنه فاقد لبصره فهي لم تشعر يوم معه بأنه لا يري ....فلقد كان يراها ....كان يري مستقبلهما معا ....كان يري نفسه بوضوح و ثبات....
هاهو كالعادة يقطع حبال أفكارها الغير متناهية
"لن تتوقفي عن هذه العادة أبدا ؟!" قالها مبتسما و هو يحمل يداها في يده
"عمري" قالتها و هي تقبل جبينه
مال عليها ثم همس في أذناها
"لا يهم فأنا أيضا أتأملك بالساعات و كم أنتي جميلة"....ء"

أطهر قصة حب في التاريخ.....!!!

نظر في كلا الأتجاهات...تأكد أن لا أحد هناك... حملها بين ذراعيه ....ثم دخل بها إلي منزلهما الصيفي المطل علي البحر ....وضعها علي سريرها الأبيض ....نظر إليها مطولا محاولا أستيعاب الموقف....
هاهو يستعد لأخذ حمام دافيء ....يخرج ليرتدي بدلته السوداء المفضلة ...البدلة ذاتها التي أرتداها ليلة زفافه... أحتفظ بها في هذا المنزل الصيفي حيث قضيا سويا أحلي أيام حبهما... حيث كان أول لقاء....حيث كانت بداية كل شيء ....بداية قصة حبهما ...حيث بدأت حياتهما سويا ....حيث بدأ كل شيء يجمعهما ....
أحتفظ بها حتي نساها و لكن هاهي تعود إلي الحياة أستعدادا للموت !!...
أهتم كثيرا بالتفاصيل و كأنه عريس ليلة عرسه ...فها هو يمشط شعره المبلل بعناية ...يضع الكثير من عطره المفضل ....
ينظر في المرأة يتفحص هيئته ...كم من سنوات مرت ؟!....كما تغير شكله عن أخر مرة نظر فيها إلي هذه المرأة و هو يرتدي البدلة ذاتها ؟!.... كم كبر ؟!.... كم نضج .؟!....كم كره نضوجه و كبرياه ؟!!!!......
نظر خلفه فوجدها مستلقاة في سلام تام....
خطوة تلو الأخرة ....بدي المشوار إليها بعيد رغم قربه.... يجلس بجانبها ينظر جيدا في عيناها .....نظر أكثر ....

ينظر....

يتأمل ....

يحاول الوصول ألي شيء...

من أنت ؟!.... أمرت كل هذه الأعوام و أنا أظن أنني أعلم من أنت.... الأن أعلم جيدا أنني لا أعلم من أنت.... من أنت ؟؟ !!....
من أنت ؟!....
أخذ يردد سؤاله يصرخ طالبا أجابة و لكن لا رد
أغمض عيناها ثم وقف...أعتدل في وقفته أمام المرأة


"سيدي القاضي حضرات المستشاريين ها أنا أمثل أمامكم لا كمحامي بل كمتهم... متهم أختار أن يكن محامي نفسه... أختار أن يدافع هو عن نفسه الأثمة ...فلا محامي علي وجه هذه الأرض الرخيصة يستطيع أن يتفهم ما أنا مر به أفضل مني... لا أحد يعلم وقائع ما حدث و أدق التفاصيل مثلي أنا ....لا رجل شعر بما شعرت أنا به ...لا أحد يعرفها مثلما عرفتها أنا.... لا يعرف محامي ما هو ملمس شعرها في ليلة صيفية حارة ....أو علي الأقل لا يعرف ما هو بالنسبة لي أنا....
أنا وحدي و وحدي سأتمكن من الدفاع عن نفسي الأثمة ...أنا الوحيد سيدي القاضي الذي في أستطاعته أن يلف حول عنقي حبل مشنقة العدالة و هو مرتاح الضمير... و هو يشعر بالأنتصار ....فلا محامي ميت تهمه سمعته !!....

سيدي القاضي المبجل اليوم أنا أمثل أمامك لا فقط كمتهم و لا فقط كمحامي بل كرجل فقد كرامته... كزوج فقد شرفه و عزته ...كرجل فقد زوجته و فقد معها قلبه و كبريائه ...فقد نفسه فلم يعد لها قيمة عنده ...
يهون علي أن تقوموا بشنقي دون حساب و لكني أشعر أنني لن أتمكن من الموت بسلام و كاهلي مثقل بكل هذا الحمل ...و أنا مظلوم و ظالم !!....
أريد أن موت عدلا... أريد أن أموت في سلام.... أريد أن يجد أبي و أمي في ما سأقص عليكم عزاء يصبرهما علي موتي مثل هذه الموتة البشعة....

سيدي القاضي أنا اليوم أمثل أمامكم و أنا في قمة السعادة و الرضا ....فلو لم أقتلها بيدي لقتلني ضميري و أنا علي قيد الحياة... كان يجب أن يموت أحدنا علي يد الأخر ....هي قتلتني فكان أبسط حقوق نفسي علي هو السعي وراء الأنتقام....

لكم سيصعب علي أهلنا و أصدقائنا أستيعاب ما حدث ...سيظلوا يحكوا و يتحكوا عن ماهية الأسباب التي دفعتني لما أقدمت عليه... و لكن سيدي لن يعرف أي منهم لما فعلت سبب مرضي و مريح...
فلم يكن هناك بينهم زوجان أسعد مننا... زوجان أنجح مننا ...و الأهم من ذلك زوجان متفاهمان و علي وفاق دائم مثلنا.....
قصة حبنا ظلت تروي لسنوات علي أنها قصة لا مثيل لها و نجاح زواجنا و توافقنا كان علي وشك أن يدرس في مدارس الحياة و يكتب في الكتب و المراجع
ظن الجميع ذلك بيما فيهم أنا ...حتي أنكشف الستار عما يخبأه الزمان لزوج ظن طوال هذه السنوات أنه يعرف زوجته أكثر مما تعرف نفسها
ظن الجميع ذلك بيما فيهم أنا حتي رأيت ما أتمنيأ، لم رأت عيناي ....ما أتمني أن يعود بي الزمان لأمحوه من ذاكرتي المرهقة....

حتي رأيتها هناك علي سريرنا الأبيض...

حتي رأيتها هناك علي سريرها الأبيض ....

حتي رأيتها هناك علي سريرهما الأبيض....

.......................في أحضانه....................
......................


هي كانت زوجتي ..كبريائي ..عمري.. أحلامي.. نفسي التي أحب ..كرامتي التي تألمني..
هو كان صديقي الوحيد.. أخي الذي لم تلده أمي ...ضميري الحي الذي يوجهني..

هي .....................عاهرة...
هو ...........................خائن..

هي......................................... قتلتني..
هو................................................ قتل...

تملكت أعصابي ...كتمت أنفاسي ...
خرجت من منزلنا ...
خرجت من منزلها...
و أنا حافي القدميين لا أعرف لي طريق ....عرفت بعد ذلك أنهم عثروا علي مغما علي في أحد الشوارع الجانبية في بداية طريق الأسكندرية القاهرة.... أي أنني مشيت كل هذه المسافة علي قدماي و أنا لا أشعر...
ها هي تجلس بجانبي تبكي ..... و أمي الطاهرة تحنو عليها بيدها الغالية...
يجلس هو ينظر إليها في أشفاق تام....
"مانامتش من أمبارح"

لا أندهش أنها لم تنم فوجودك يكفي كي لا تنم

أبتسمت
"متقلقش عليها حتنام ...حتنام لما تشيع"

"أيه رأيك نروحلنا الساحل يوميين كده... أنا محتاج أغير جوي و أنتي أكيد تعبتي نفسيا من اللي حصل... الضغط كان شديد عليكي و لازم أنتي كمان تغيري جوي و ترتاحي و أرتاح أنا كمان !"

"مممم طيب يوميين بس عشان أنت عارف يا حبيبي ورايا شغل كتير"

نعم أعلم ...أعلم ما ينتظرك و لا تستطيعيين البعد عنه لأكثر من يوميين... أعلم السبب وراء هذه اللهفة... أعلم الأن لما كانت تلمع عيناكي عند لقائه ...

الأن أعلم كل شيء....

الأن أجهل كل شيء...

نعم ألححت عليها أن ترتدي نفس الفستان السماوي الذي رأيتها به لأول مرة ....نعم كرهته بعد ما كان أحب ملابسها ألي قلبي....نعم علمت لما كرهته ....و نعم أصررت أن ترتديه رغم أن لونه لم يعد سماوي... رغم كرهها له .....رغم كل شيء.... نعم أصررت !!....
نعم أجبرت نفسي علي أرتداء ما كنت أرتدي يوم قابلتها لأول مرة... نعم لم يعد كما كان.... نعم كرهت أرتدائه ....نعم كرهتها ...و لكني أجبرت نفسي علي أرتداء نفس الزي الذي أحببت و كرهت...

وقفنا سويا أمام شاطيء البحر الهاديء علي عكس قلبي...كم تمنيت أن تعترف لي بأثمها ....أن تبكي بين أحضاني طالبة المغفرة ...أن تقل لي لما حدث مأ حدث............... لما هو ..........لما أنا ......................لما نحن.................
أن تبكي لتغسل عارها ....أن تبكي و تطلب مني أن أعطيها فرصة للتوبة....
لربما وقتها وجدت الشجاعة الكافية لكي أتركها تعود لأحضانه و أنا مستسلما....
لربما وقتها وجدت الشجاعة الكافية لأن أطلق سراحها .....لأن أطلقها.....

و لكنها لم تبكي ....لم تطلب ....لم تغسل عارها..... فلم أجد شجاعتي التي قتلت....
و لكني وجدت يداي تمددان لرقباتها ....وجدتهما تحنوان عليها .....وجدتهما تلمسانها في رفق .....ثم تقسوان عليها في ألم....
أردت أن تخرج روحها من جسدها الأثم....
أردت أن تخرج روحها لربما أجد فيها شجاعتي التي قتلت....
خرجت و لكن لم أجد شجاعتي.... فندمت علي تنجيس يداي بلمس رقبتها !!.....


هو ....هو فلتتولي كلاب الصحراء أمره...فلا يوجد سوي كلاب الصحراء التي تحب اللحم المر المقزز ....

سيدي القاضي حضرات المستشاريين كنت يوما رجل أصبحت لا شيء ....كنت زوج أصبحت ستار .....كنت ناجح أصبحت تراب .....كنت هي و و أسفاه ليس بيدي فعل شيء لتغيير ذلك....

سيدي القاضي
لا لن أستطيع أن أمثل أمامكم !! ...
لن أستطيع أن أروي قصتي لكم !!...
لن أستطيع أن أدنس ما بقي منها !!...
لن أستطيع أن أقتل ذكرها الطاهرة ...قصة حبنا الخالدة... زواجنا المقدس !!...
لن أستطيع أن أكون الضحية !!.....

فلتكن قصتنا خالدة طاهرة و محببا لا يشوبها شائبة سوي أثمي و جريمتي

سوي النهاية الحزينة........."

بووووووووووومم

السبت، 20 يونيو 2009

أنشالله أموت قتيل أو أخش المعتئل...!!!

كلما مررت عبر مدخل كليتي "كلية الحقوق"... أجدتني في قمة حسرتي علي ما ألت إليه كلية العظماء و السياسين... كلية قادة الأمة و نوابها.... علي أنها أصبحت تضم بين جدرانها أشخاص قد ألقتهم أقدرهما فيها بعد أن كانت تحتضن بين جدرانها من سهروا الليلي يحلمون بيوم اللقاء .....فأتمني أن يرجع بي الزمن لأحد هذه العصور و أزداد طمعي فليس للتمني حدود أن يكن هذه اليوم هو أحد أيام مظاهرات "الجلاء أو الموت الزؤام" أو أحدي تلك المظاهرات التي تضم كبار المفكريين و الكتاب و الأدباء و السياسيين و العلماء الذين لا يجمعهم سوي هتاف موحد من أجل مبدأ مشترك ....فحتي مظاهرات الماضي تختلف عن مظاهرات الأن فقديما كان يخرج رجال لا يبغون سوي الدفاع عن عقيدة فكر أو مبدأ لا "مع الزحمة و خلاص ".... كانوا يتظاهرون للوطن الدين أو الأمة لا لأنفسهم.... كانوا يتظاهرون للتعمير لا للتخريب.... يقفون صفا واحد لحماية بعضهم البعض و هم لا صلة تربطهم لا يدهسون أخاهم من أجل البقاء.... قديما تظاهر المفكريين و الكتاب و الأدباء و السياسيين و العلماء و هم في قرارة أنفسهم لا يخشون المعتقلات ...التعذيب و ضياع السمعة ...تظاهروا من أجل ألا يري خلافئهم هذه المعتقلات... تظاهروا دفاعا عن حرية الرأي حتي نحظي نحن بها ...من أجل المبادئ حتي تصبح لنا قاعدة... من أجل الفكر حتي لا تصبح الأمة علي ما هي عليه الأن ...و لكن وأسفاه لقد ضاع ما تحمل هؤلاء الرجال ألا قليل ....
لو كان حدث و كنت من المحظوظين الذين عاشوا في عصور الرجال أصحاب الكرامة لكنت ستراني في كل مظاهرة أصرخ بأعلي ما أوتيت من قوة دفاعا عن ما أؤمن به ....و لكن اليوم لو طلب مني الأشتراك في مظاهرة فأن الرفض سيكون بالتأكيد ردي.... فمن الذي يسعي للبهدلة الفارغة !!!....


و مما يدعو للتعجب و الأستنكار أن الحكومة تطالب الشعب بأن تكن مظاهراتهم ووقفاتهم الأحتجاجية سلمية منظمة و السؤال هنا إلا تعلم حكومتنا الموقرة أن من لم يذق شئ لا يعرف كيف هو طعمه و بالتالي لا يستطع أن يصفه مما يرفع الحرج من عليه ؟ .....فليس من العدل أن تطالب حكومتنا العادلة شعب لا يعرف سوي الفقر ..الجوع.. البطالة.. التشرد و الجهل بالنظام....
فيا قادة الأمة و أسيادها أطلبوا من أنفسكم العدل و الضمير تجدوا من الشعب النظام و الأحترام....

و لكن الأن ليس من العدل أن تحظوا بأكثر من الفوضي و الفساد و التمرد .....

ليس من العدل أن تحظوا بأكثر مما لا تعطوا و لن أبدا تعطوا.....!!!

الخميس، 18 يونيو 2009

مشاهدة "أيوب" شئ و قرائته شئ أخر....!!

بالتأكيد شاهد أغلبنا فيلم "أيوب" الذي كان بطولة كل من عمر الشريف و فؤاد المهندس .....أما ما هو ليس بالتأكيد هو قراءة هذا "المعظم" للقصة ذاتها و التي كتبها العظيم "نجيب محفوظ" ضمن مجموعته القصصية في كتابه "الشيطان يعظ" .....
و دعاني أقل أن لم يكن أؤكد أن من شاهد و لم يقرأ "أيوب" قد فاته أكثر بكثير من الكثير..... فنعم لطلما أعتبر محبي القراءة من طبقة المثقافيين -التي وجب أن تكن الطبقة الغالبة في المجتمع - أن قراءة الرواية أفضل و أمتع بكثير من مشاهدتها ...و لكن في حالة "أيوب" -و التي أطمن -أخوانا- أعداء القراءة أنها قصة قصيرة لا تتعدي العشر صفحات - الوضع مختلف ....فهي تجربة للقراءة أكثر منها للمشاهدة ....فلا توفي أبدا مشاهدة الفيلم حق الرواية و ما أظهر فيها أستاذنا -كعادته- من عظمة التعبير و أنتقاء ممتع للتشبيهات و التفاصيل ....

أنا شخصيا عندما شاهدت الفيلم و كان ذلك قبل قراءتي للقصة ذاتها كرهت "د .جلال أبو السعود" و الذي يجسد شخصيته فؤاد المهندس ....لم يلفت أنتباهي بل أوجع أنتباهي... و لكن عندما قراءت القصة حدث العكس تماما ...لقد أمتعني تخيل "د .جلال" و هو يتحدث عن الحرية.... عن أرادة الأنسان التي لم ينلها أبدا ....عن تحقيقه لحلمه الذي لم يشمل السعي وراء الثروة ...عن يومياته و الشخصيات المتعددة التي يكتشف في نفسه ....
وجدتني و قد رسمت لهذا الرجل مظهر و أطار مختلف فظهر لي في النهاية طبيب ذو وجه خجول مبتسم... رجل وقور يحمل في ملامحه من الطيبة و الصفاء ما يحمله رجل مصري مألوف الهيئة و المظهر ....رجل مثقف ثقافة تزيد من وقاره وقار ....فوجدتني مغرمة بشخص "د جلال" و أرائه... بزوجته و بناته اللوات لم يذكرهن الكاتب في الرواية بالشكل الذي يدعو لتذكرهن أو حبهن ....وجدتنا أريد أن أطبق في كتابة يومياتي نفس الطريقة التي أتبعها "د جلال" في كتابة يومياته...و هذا ما أسميه الكتابة الهادفة ....فيكفي أن تغير قصة وجهة نظر لك أو عادة أو تضيف لشخصك و نمض حياتك من جديد لتتحول من مجرد قصة ممتعة ألي قصة هادفة نجح من خلالها الكاتب في أن يعطيك شيء من رائحته... تجربته و رونقه

و أن قصة "أيوب" هي ليست وحدها ما يستحق أن يقرأ في كتاب "الشيطان يعظ" ...فالمجموعة القصصية بأكملها تجربة تستحق أن تخاض ... تجربة ممتعة مبهجة و مختلفة


- كعادتي عندما أقرأ أمسك بقلم رصاص لأضع خط تحت ما يشد أنتباهي من عبارات و لكن ذلك لا يحدث عند قراءتي لأحد روايات أي من "نجيب محفوظ" أو "د أحمد خالد توفيق" أو لأشعار الأسطورة "نجيب سرور"... فلو فعلت ذلك لتحول لون الورق الأبيض إلي رمادي داكن ....
و لكن ذلك لا يمنع أبدا أن أختم كلامي ببعض الجمل و العبارات التي أستحوذت علي كامل أعجابي و تقديري في قصة "أيوب" :

-لن أطالب الدنيا بما ليس في دستورها "

-فجأة توقف كل شيء عن الحركة فيخيل إلي أنني أسمع دبيب الزمن و هو يجد في سيره ..أجل الزمن يسير و هذا صوته.. بل المؤكد أنه لم يتوقف لحظة عن السير فأين كان يختبيء؟

-أيا كان عمل الأنسان فالثقافة يجب أن تستمر كمعين دائم لأنسانيته الحقة

-كانت لحظة الحسم عسيرة و لكني أخترت و لم أندم

-العمل ضرورة و لكنه ليس الهدف
أذن فما الهدف ؟
لعله التحرر من ضرورة العمل

-عاودتني الأنتباهة فرجعت أنصت ألي صوت الزمن الجاري.. رجعت أتساءل أين كان يختبيء ..متي أنسي الكدر لأكتشف المتعة المتاحة ؟ ..متي أسمع الأغنية فلا أسهو عن شيء من أيقاعها ؟

-الحرية وهم يتراءي لخيال الأنسان العادي و هو أنسان ميكانيكي في أغلب الأحوال

-أنه لم يتحرك بأغراء اللقمة و لكن ليتحرر من الجوع ..الحضارة معركة مستمرة بين الحرية و القوي المؤثرة ..الألة تحرير من عبودية السخرة ..الدواء تحرير من المرض.. العلم تحرير من الجهل.. الطيارة تحرير من الجاذبية.. السرعة تحرير من الزمن ..كذلك المذاهب ..فالدين تحرير للروح.. الإقطاع تحريرا من الفوضي.. اليبرالية كانت تحريرا من الإقطاع ..الأشتراكية تحرير من الليبرالية.. معركة مستمرة بلا نهاية

-عليه أن يقتنع بأن "الذاتية" هي سبيل العبودية و أن الموضوعية هي سبيل الحرية.. الأختيار الحر يقوم علي الموضوعية و ألا أذعنا إلي غريزة و نحن نتوهم أننا نمارس عاطفة أو سيرنا عاطفة و نحن نعتقد أننا نلبي العقل ..و لكي يحدث الأنسجام و التوازن بين الغرائز و العواطف و العقل فلابد من تربية الأرادة تربية تبلغ بها ذروة القوة ..و بكل أنسان سليم من الصبر ما يستطيع به أن يربي أرادته و يتغلب علي ضعفها و تراخيها ..في الأنسان قوة كامنة تضارع قوة الذرة

-في عنق كل منا جريمة قتل عليه أرتكبها

-التصوف يجعل من الشيطان العدو الحقيقي للأنسان أما الطريق فعدوه يشمل الفقر و الجهل و المرض و الأستغلال و الطغيان و الكذب و الخوف

-أحذف "الأرغام" من قاموسك ..لا تتبع طريق الحكام الذين يمهدون للديمقراطية بمناهج دكتاتورية أو يحققون العدل بالظلم أنه طريق سهل لأنه يقوم علي القوة لا التربية

-بين الحقيقة و الخرافة خيط رفيع فاحذر أن تقصفه

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

......

أرانا و قد وافتني المنية و لكن هذه المرة لا أحزن عند أستيقاظي من نومي فلقد تعلمت مؤخرا أن أتغلب علي خوفي من عدم حزن أحبائي علي لأقلق فقط علي رضاء من لن ينفعني وقتها سوي رضائه و مغفرته .....فكل ما أتمناه الأن هو أن يجعل الله يومي قبل يوم أي من أحبائي.... فعذاب الفراق لا يحتمل و أخشي علي وقتها من ضعف نفسي....

يجعل الله مسوانا جميعا الجنة ....يغفر لنا و يهدينا و يرحمنا و يثبت إيماننا عند السؤال و يرحمنا من عذاب القبر .....

كلي رجاء عندما يحين موعدي للقاء وجه كريم أن أجد من يتذكرني بالخير فيترحم علي و يدعو لي بالمغفرة

الاثنين، 15 يونيو 2009

عيناك....!

ضاعت أحلامنا في وردة ذابلة ملقاة في كتاب قديم ....ضاعت كما ضاعت رائحتها و لونها ....و لم يبقي لي منك سوي وردة ذابلة و ذكري ملامح وجهك الصافي.... لم تضع عيناك و لن تضيع... فسأخبأهما في قلبي و أحميهما في أحضاني.... فلن يضيع بريقهما و لا أبدا يضيع حنانك ...!!

ربما....!!!

-اليوم .......الآن..... أنا في أشد الحاجة لراحة البال و لكن كيف و أنا أعلم جيدا أنه لم يعد شئ كما كان و لن يعد شئ لما كان ....فحتي قلبي لم يعد في مكانه ....لم أحب.... لم يذهب ألي أحدهم ....و لكنه لم يعد في مكانه ....شئ تغير .....شئ تبدل .....قطع الحبل الذي يصلنا فلم يعد هناك أتصال أو تواصل بيننا ...لكم أفتقد قلبي ....

لربما يعود !!
..........................
.................................................................................

-عشان يرتاح قرر أن ينعزل عن الناس.... ينغلق علي ذاته.... لا منه أرتاح و لا عرف يرجع تاني لنفس المكان اللي بدأ منه !!....فالوحدة لا تعلم و لكنها تأتي بالتعود و من تعود علي شئ صعب عليه فراقه .....فرجاء أن كانت محاولتك في الأنعزال قد فشلت فربما لن تفشل هذه المرة في أن تعلمني الوحدة.....

لربما أجد لما أنا به من أنعزال معني............

لربما علي سبيل الأستثناء أجد في الوحدة راحتي ........

و لربما تجد أنت مكان أخر غير هذا الذي بدأت منه لتعود إليه.......!!!!

....................................................................................................

-أخاف علي نفسي منها ....فلا يوجد من هو أخطر علي من نفسي.... تظل تذكرني بما لا أحب تذكره فتجبرني علي الحزن و الدموع .....ما الذي يدفعني للأستماع إليها ؟!..... نفسي هي أنا .....لم و لن نفترق سوي بالموت .....و لكن حتي هذه اللحظة سأخد حذري منها.....

فلربما تخدعني فنسقط سويا في الحفرة السوداء !!

.............................................................................................................

- لماذا كلما أنظر في وجوه الماريين من حولي لا أري سوي "بوز" ممتدد لأكثر من شبريين ....نعم أعلم جيدا مدي صعوبة الحياة .....أقدر جيدا مدي شقاء هؤلاء و أنهم "طالع عينهم" ....و لكن لن يضرك أبدا أن تنظر حولك فتجد أبتسامات هادئة تهون عليك شقاء اليوم و "قرفه" .....

لربما تكون هذه الأبتسامات هي العزاء الوحيد الذي يمكن لكل منا تقديمه للأخر..... التهوين الوحيد الذي بالأمكان و لكم أتمني ألا نخسره ...!!

..............................................................................................................

-أشتاق كثيرا للقراءة .....حقا أتوحش الأمساك بكتاب ما و أنا غير مجبرة لأذهب معه إلي عالم أخر .....أشتاق لأنعزال القراءة الممتع .....فالآن أشعر أنه لم يعد لي عقل يفكر ....حتي أنني أعتقد أن قدرتي علي أستيعاب الأمور قد بدأت في التضائل .....أشتاق للقراءة تماما كأشتياقي للكتابة..... فهذه الأيام أشعر بأنني فقدت القدرة علي التعبير عما أشعر به ....عما يكمن بداخلي و يكاد يخنقني.....

ربما هناك صلة ما بين القراءة و الكتابة ....علي الأقل بالنسبة لي ...!!

.............................................................................................................

- كوابيس ....اليوم يمر أسبوعيين علي بداية سلسلة الكوابيس التي لا تبدو نهايتها قريبة.... أصبحت أخاف النوم ....فالكوابيس تلاحقني ....تزداد سوء و كثرة.... بالتأكيد هناك سبب ما لما يحدت.... أشعر أن هناك ما تريد نفسي قوله لي..... و لكن يبدو أنني لست في مزاج يسمح لي بالأنصات لها....

فلتحاول مرة أخري....

فلتحاول أكثر .....

.....لربما......!!ء

و للأغاني بقية


"كل الأحاديث ما بتفيد" ....هكذا بدأت و هكذا أنتهت و ستنتهي كل تلك الأحاديث التي لم و لن تفيدني.....أبدا......لربما يأتي اليوم الذي تفيد فيه الأحاديث..!!


هاهو الملك يشدو : "عليكي بعتب عليكي ....من عينيكي.... من نظرة في عينيكي ....من وردة دبلت بين أيديكي" ....فأجدني و قد ذهبت لعالمي الخاص محاولة أن أفك هذه الشفرة ....أحاول تخيل ما هذا الذي دفعه ليعتب عليها بصوته الحنون ....أفقط علي نظرة عينيها أم أنه عني ما هو أبعد و أعمق من ذلك.... فيوقظني صوت نسيم الليل يرجوني أن أتوقف و أستمتع بأحلي عتاب سمعته أذناي "

"ضحكتك بتندهلي .......نظرتك بتعرفني ......................من عينيكي"


لكم تمنيت أن أجد من أتوحشه فأتوحش معه ريحة "مسك الليل" .....فلو كان لي حبيب تذكرني به ريحة مسك الليل لما ترددت في أن تلعب في عيني دمعة من أجله و أجل ذكراه ....و لكني الأن يكفني أن أتوحش فقط ريحة "مسك الليل" ".....

"شايفه علنظام مش عم يمشي غيرله النظام بركي أذا غيرتله بيمشي علنظام" هذه الكلمات تكفي لتصف حال بلادي اللي جرحاني و جرحني جرحها .....و بالرغم من أن هذه الأغنية بالتحديد حتي وقت قريب كانت ترسم الأبتسامة علي شفتاي لما يحمله صوت أبو الزووز من سخرية إلا أن مجرد تفكيري في هذا التشبيه كفيل بأن يجعلها من أكئب ما سمعت أذناي ...

"عبالي" أشياء كثيرة أتمني أن يأتي اليوم الذي أستطيع فيه أن أحقق جزء منها و لو علي الأقل "أحل هلعقدة اللي ما عم بتروح "......!!!!!


و للأغاني بقية


فقط قل بخير

رجاءا عندما أسألك "كيف هي ؟" فقط قل بخير.... فلا داع لذكر التفاصيل ....لا تقل لي كم تحبها أو كم هي رائعة ....لا تصف لي ما لا أود سماعه ....فقط قل بخير..... فأنا عندما أسألك عن حالها لا يكون غرضي هو معرفة أخبارها كل ما في الأمر هو أنني أجد نفسي علي وشك أن تتعدي حدودها.... أجدني علي وشك قول ما لا يجب علي قوله... عندها يكون ذكر أسمها كافيا لوضع ما يكفي من خطوط حمراء لتحكم بقية حديثنا.... و في بعض الأحيان عندما أفتقدك و أكون علي وشك أن أهاتفك أجدني أمنع نفسي من فعل ذلك ....أضع هاتفي في أحد الأدراج حتي أنني قد أذهب ألي حجرة أخري ....لها حق علي ....حتي و أن لم أكن أعرف عنها سوي أسمها.... لها علي حق.... فعندما أكلمك أراي صورتها الغير واضحة الملامح ...أراها تجلس هناك تستمع ألينا في حزن ....فلا يوجد أمرأة لا تمانع أن تكلم حبيبها أمرأة أخري قد يذيب كلامها قلبه....لها حق علي كما لها حق عليك يدفعني دائما لأن أراعي مشاعرها و أتمني لها السعادة التي تعني بالضرورة سعادتك ....و لكن تذكر في المرة القادمة عندما أسألك كيف هي أن فقط تقل بخير فلي أنا الأخري حق في ألا تبدد سعادتي المؤقتة.....!!

اليوم عيد ميلاد دكتور أحمد خالد توفيق ... عقبال مليون سنة أبداع

بدأت معرفتي بكتابات دكتور أحمد خالد توفيق عندما شأ القدر أن تقع في يدي رائعته "يوتوبيا"....بدأت الحكاية عندما كنت في أحدي زياراتي الأسبوعية للمكتبة المجاورة لمنزلي... أتصفح كعادتي الكتب لساعات حتي تقع عيني علي كتاب ما و أقرر شرائه.... لا أزال أذكر هذا اليوم جيدا كعادتها جاءت إلي صاحبة المكتبة السورية الأصل لتحاول أنهاء حيرتي بنصحي ببعض الروايات الجديدة التي لقت أعجابها أو أعجاب أمثالي من رواد المكتبة الدائمين....فشاورت علي الرف الموضوع عليه "يوتوبيا" و أخذت تخبرني عن هذه التجربة الشيقة التي لا يجب أن تفوت أي من محبي القرأة أو حتي غير محبي القرأة و بروعة و عبقرية أسلوب د.أحمد خالد توفيق الذي ليس من السهل أن تجده في أي رواية معاصرة ....لا أنكر أنني وقتها شعرت بالمبالغة خاصا أن هذا الكلام نابع من أمرأة وجدت "ربع جرام" رواية لم تستحق ما حصدت من نجاح و مؤخرا "عزازيل" تجربة لا تستحق الوقت الذي "تضيعه" في قرأتها مما يجعلك تشك حتي في قدرت هذه المرأة علي القرأة !!.... في نهاية الأمر قمت بشراء "يوتوبيا" و أستطيع أن أقول أن نصحها لي بقرأت هذه الرائعة يمكنه أن يغفر لها ما أرتكبته و ما قد ترتكبه من خطايا في حق الأبداع !.... فلا أذكر أنني أستمتعت بقرأة رواية ما بقدر أستمتاعي بقرأة "يوتوبيا"... فحتي الأن لا أعلم كيف مضي الوقت بهذن السرعة دون أن أشعر حتي وجدتني و قد وصلت إلي النهاية و أنا كلي رجاء أن يكون لايزال هناك ما تبقي لقرأته ....فلا كلمات يمكنها أن تصف ما شعرت به من لهفة و أنا أطوي كل صفحة لأستقبل ما بعدها فتفجأني بروعة ما كان مفترض أن ينقش عليها بالذهب لا بالحبر ....كيف يبدأ الفقرة فينهيها بالكلمة التي بدأ بها فيعلمك أن الكلمة لها ألف مذاق...روح و معني.... مقاطع أغاني "الأورجزم" التي جاءت لتعطي رونق خاص و مختلف ....لتحمل رسالة أعمق من مجرد فاصل عبثي ....أكثر من مجرد تعبير عن تغير الحال.... جاءت لتعبر عن الصراع و تسارع الأحداث....جاءت أشارة عما تحمله النهاية من مفاجأت.... كيف رددت كل شخصية كلام الأخري و لكن من منظورها هي....كيف ترابطت الأحداث بشكل لا يصدق ....بالنسبة لي عبقرية هذا الرجل تكمن في أهتمامه بأدق التفصيل التي تجعلك لا تمل أعادة قرأت روائعه لمرات عديدة و متتالية ....لتجد في كل مرة شئ جديد لم تكن قد لاحظته من قبل و هو تماما ما شعرت به و أنا أطوي أخر صفحة من "يوتوبيا" للمرة السادسة.... اليوم يحتفل هذا الكاتب العبقري بعيد ميلاده ....و وجدتني اليوم مدينة بالأعتراف له بخالص حبي و تقديري ....فلقد تعلمت من كتابته الكثير سواء كان علي صعيد الكتابة و الأبداع و الدقة المتناهية في نقش الكلمات أو علي صعيد الحياة العملية و فلسفة الواقع... أدين لدكتور أحمد خالد توفيق بخالص الشكر ...فكل سنة و كتابته معنا... عقبال مليون سنة أبداع :).....!!ء

تخاريف نهارية غير مبهجة علي الأطلاق

لا يوجد أمرأة لا تحب أن تكون أمرأة بأن تعامل كأمرأة كي تشعر بأنوثتها... و لكن هناك أمرأة تجبر علي ألا تكون أمرأة بإلا تعامل كأمرأة فلا يعد لديها ما تشعر به...لذلك ربما يكون السبب وراء وجود أي أمرأة "بميت رجل" هو رغبة منها في تعويض الفاقد ......!!......

"أنا حر" لأ منتش حر ماهو ماينفعش تصرف فلوس أهلك "الحلال" علي تدمير صحتك و صحة اللي حواليك و تقول أنا حر... مينفعش تلعب ببنات الناس و لما حد يقولك "حب لأخيك ما تحبه لنفسك...أنت مترضهاش علي نساء بيتك" تقوله و أنت مالك أنا حر ...و مينفعش تبقي عارف و متأكد أنك بتعمل حاجة غلط و برضو تعملها عشان قال أيه أنت حر ...الحرية مش عمل ما يرضي رغبات نفسك الناقصة... الحرية هي أن تفعل ما تريد دون أن يكون هذا الذي تريد فيه أذي لك أو لغيرك و تعدي علي حرية هذا الغير ...الحرية هي أن يسبق ضميرك الحي شهوات نفسك الأمارة بالسوء ...عشان كده مينفعش أنك تكسر قواعد دينك وتقول أنا حر ......!!ء

يقولون أغفر لمن أخطأ في حقك و لكن أبدا لا تنسي ما فعل أو بمعني أدق لا تنسي الدرس الذي تعلمته مما حدث و لكن ماذا أن كان ما حدث لا يمكن غفرانه و لا يمكن للزمن محوه ؟... ماذا أن كان الجرح أعمق من أن يلتئم.... أعمق من أن نخبأه بقطعة قماش جديدة بيضاء نظيفة و نتجاهل أن هنا يكمن جرح عميق بعمق حب الشخص الذي سببه.... ماذا أن كان النسيان أهون من المغفرة..... فعندما تحب أحد بغض النظر عن نوع هذا الحب تراه في عينيك ملاك و تغض بصرك عن كل عيوبه ....ترفض أن تسمع كلام العقل و المنطق و لكن ما أن يغرز سكين غدره في ظهرك حتي يعمك الجرح و الدموع عن رؤاية الحب و الذكريات.... لا أقول لا تغفر.... أن كان بأمكانك ذلك أغفر و لكن ليس من العقل أن تقع في حفرة فتظل تناضل من أجل الخروج منها و عندما تتمكن من الخروج تعود فتمشي من نفس الطريق !!....ء

دايرة مدورة

كل حاجة ليها نهاية و بداية... بدايتي بدأت من غير ما أحس و أول ما أفتكر أني وصلت لنهاية الطريق ...وصلت للنهاية... أرجع ألقي الدنيا بتلف بيا و من غير ما أدرة ترجعني تاني لنقطة البداية... بخاف من الدواير و أنا حياتي ما هي إلا دايرة مدورة !!

ملفات طبيبة نفسية : "حتة ظل".....!!

ي بعض الأحيان تغلق الدنيا جميع أبوابها في وجهك...تسود الدنيا في عينيك...يضيق بك الحال فيضيق صدرك بمكنونه و عندها تكون في حاجة ماسة لأن تجد من يحمل عنك بعض من هذا الحمل الذي يكاد أن يقضي عليك...البعض منا حظي بأهل متفهمين...البعض الأخر أنعم الله عليه بالأصدقاء الصالحين ...و البعض الأخر يجد في مناجاة الله خلاصه...أما البعض المتبقي فلا يجد سوي ليلجأ له...ففي بعض الأحيان تجد نفسك في حاجة إلي التكلم مع شخص محايد يستطيع أن يتفهم كلامك الذي قد لا يبدو منطقيا لجميع من حولك...فليس كل من يذهب ألي طبيب نفسي هو شخص مريض...يمكن أن يكون فقط شخص في حاجة إلي أحد ليتكلم معه...أحد يتفهم ما يعنيه دون الحاجة ألي شرح مطول و مفصل...دون الحاجة إلي التفكير فيما يقول و ما قد تكون عواقبه...فلا أحد منا يحب أن يظهر بصورة سيئة أمام من حوله...و لكن حتي و أن كان مريض فما العيب في ذلك...كلنا مرضي !...فكل منا عنده مشكلة يعاني منها... غضب يكره أن يواجهه...شئ يزعجه و لا يستطيع البوح به...بعضنا يستطيع التعامل مع مرضه و التعايش معه أما البعض الأخر فيلجأ لي لأساعده علي ذلك.....و هولاء لن أنساهم مهما حييت و لذلك قررت أن أخرج ملفاتهم الي النور و أعيد قرأتها :

-حتة ظل :
"هو يعني أيه أمل ؟...يعني أنك تحس أن بكرة أحلي حتي لو كان النهاردة زي الزفت ...و لا أنك تحس أن فيه حاجة كويسة حتحصل رغم أن كل حاجة بتقول عكس كدة ...أنا مكنتش أعرف يعني أيه أمل لحد وقت طويل قوي...نظريا أه كنت أعرفه لكني عمري ما قابلته وجها لوجه كده زي بقيت الناس لأني ببساطة لقيت أن كل ما أحت أمل في حاجة مبتحصلش مش مثلا تحصل و بعد كده تروح لأ ديه أصلا مبتحصلش...كانوا دايما يقولوا متحصلش أحسن متحصل و تضيع...أصل الجرح ساعتها بيبقي أعمق... بس اللي الناس مفهمتوش هو أن أنا كان نفسي أتجرح !....علي الأقل ساعتها الجرح حيبقي ليه داعي...شوفي رغم كل اللي بقولهولك دلوقتي ألا أني مش تعيسة...عادي طول عمري بروح..باجي..بشتغل..بحاول..
بحب..بكره..بضحك علي أد ما بعيط أو يمكن أقل حبتين أو أكتر حبتين..بحلم يمكن بكرة يبقي أحلي..مش ده برضو أسمه أمل ؟...و الله أنا ما بقيت عارفة حاجة...بس هو باينه كده أمل أصل تقريبا كده أحنا مبرمجين أن مهما يحصل يفضل عندنا أمل...مش لازم في بكرة يعني المهم أن يفضل عندنا أمل في أي حاجة...أصل الأنسان اللي من غير أمل يعتبر كده ميت و أنا عارفة أني مش ميتة...أنا عايشة...بس عايشة بنص قلب...بنص نفس...عايشة باللي باقي من روحي...مبسوطة و مش مبسوطة...طبعا زمانك بتقولي أيه المجنونة ديه و لا أنت أصلا مبيجلكيش غير المجانين ؟...ما علينا...عارفة أني عمري ما تخيلت أني ممكن يجي عليا اليوم اللي أتجرأ فيه و أروح لدكتورة نفسية مع أني فكرت كتير أوي في الموضوع ده لكن الموضوع ده أصلا ضد مبدأي أو يمكن أنا اللي طول عمري بقول كده عشان يبقي عندي مبرر لضعفي و جبني اللي منعني من أني أخد الخطوة ديه...كنت دايما أقول لنفسي يعني أخرتها أروح أدفع لحد فلوس عشان يسمعني...خلاص بقيت وحيدة لدرجة أني أروح أدفع لحد فلوس عشان أنشر قدامه غسيلي القذر...و أحلي حاجة بقي أني أقنعت نفسي أن ده أسمه مبدأ عشان ميبقاش زيي زي الناس كده لا أنا عندي مبدأ !...ياخي شلاه يا مبدأ !!...أغبي حاجة أنك تحاول تستهبل نفسك قال يعني مش حاتخد بالها أنك بتديها علي قفها !... أي كلام .....أقولك أنا الحقيقة... الحقيقة هي أني كان زيي زي بقيت الناس و يمكن أغبي لأني ببساطة كده أنا كنت عارفة و متأكدة أن المسألة مش مسألة مبدأ كل ما في الأمر هو أني كنت خايفة من الناس...تخيلي ! ....من الناس ! ...كنت خايفة من ألسنتهم اللي مبترحمش حد "أكيد حيقولوا عليا مجنونة" و خدي علي قفاكي...."طب أفرض جالي عريس ما أكيد حيسأل عليا و يعرف أني كنت بروح لدكتورة نفسية ساعتها أكيد أهله حيرفضوني من الأساس أكيد حيقولوه منجوزش أبننا لواحدة مجنونة و يا عالم كانت بتروح لدكتورة نفسية ليه و علي أيه ما البنات علي قفا من يشيل" و شيلي قفا كمان !.... بس أكتشفت بعد كده أن خوفي من ألسنت الناس عمره ما واداني في حتة لأن اللي يدور في عين الناس علي صورته عمره ما حيعرف شكله الحقيقي أيه ...مبقتش بخاف علي حاجة و لا بقيت بحب أتفرج علي صورتي في عيون حد فجتلك !...... الغريبة بقي أني مع كل ده عمري ما كنت منطوية بالعكس طول عمري بحب الناس و اللمة.... مش بقولك عادي....طول عمري عادية...بس برضو طول عمري حاسة أني ناقصني حاجة...عارفة لما يكون حد تايه فصحرا عطشان تعبان و حيموت و يلاقي حتة ظل يداري فيها أهو أنا كنت الحد ده و الصحرا هي حياتي...كنت عطشانة حنية و تعبانة من الوحدة و محتاجة قلب أو حتي ظل قلب إداري فيه...كنت تايها في حياتي و بدور علي حب...عمرك سامعتي عن حد عايش يدور علي الحب ؟...أنا كان هدفي الوحيد و الأوحد في الحياة هو أني ألقي الحب...كل ما كنت أقابل حد جديد كنت أقعد مع نفسي أشوف أذا كان الشخص ده ينفعني و لا لأ... ينفع نكون سوي...في بينا تفاهم...فيه الصفات اللي أنا محتاجها...أفضل أدقق فيه و أركز في تصرفاته أحللها لحد طبعا ما تحصل حاجة تثبتلي أنه مينفعش...بس ده طبعا بعد ما أكون تخيلتنا سوي وولادنا حيبقي شكلهم أيه و حنتعامل مع بعض أزاي ألي أخره بقي...غباء أوي طب أفرضي يعني كنت عظمتي أكتشفت أننا ننفع مع بعض كان أيه إلي ممكن يحصل ؟ و لا حاجة طبعا ! ...عارفة أنه منتهي الغباء بس للأسف الأحساس بالوحدة و الحزن و الحاجة للحنان و الحب يعملوه أكتر من كدة....الدنيا صعبة أوي أنك تعشيها لوحدك لازم يبقي جنبك حد فيها تتسندي عليه...في الوقت ده كنت حاسة أني خلاص حقع و مش حلاقي حد يسندني...أظن أنه حقي أني أدور علي حد أتعجز عليه بدل ما أقع علي بوزي و قلبي يتكسر...مش صح برضو و لا أيه ؟ يمكن !.... فضلت كده لحد ما جاه اليوم اللي أتقبلنا فيه.... عارفة يعني أيه تبصي لحد فتشوفي فيه نفسك كأنك بالظبط بتبصي فمراية...شوفت نفسي واقفة قدامي بس معرفتش أحبها !!...بس هو كان بيحب نفسه فحبني...يوم ما أعترفلي بحبه مفكرتش أذا كنت بحبه و لا لأ...كل اللي جاه في دماغي ساعتها أن واحد زيه بيحبني أنا...عارفة يعني أيه أنا ؟ يعني واحدة ثقتها بنفسها مزاوية للأرض ...واحدة عمرها ما أتحبت قبل كده ...كنت عارفة أني مش وحشة أوي كدة بس كل حاجة مكنتش بتقول غير كدة ...فأن واحد زيه يحبني كان بالنسبة لي الحتة الظل الوحيدة اللي ممكن أتظلل بيها في صحرا حياتي...يعني ماكنش قدامي غير حلين الأول أني أفضل ماشية في الصحرا و التاني أني أقعد في الظل...قوليلي أنتي من المجنون اللي حيختار التاني ....أنا بقي أختارته !!... أخترت أفضل ماشية في الصحرا...أفضل عطشانة حنية و تعبانة من الوحدة...أخترت أعيش لوحدي في الصحرا لأني عارفة و متأكدة أني أستحق أكتر من أني أعيش لوحدي في الصحرا و جنبي حد !!"

وطن و بيت....!!

ده مش حب...لا اللي بينهم فيه دقات قلب بتصارع بعضها و لا فيه لهفة العاشقين...لكنه فيه أحساس بالأمان و الدفي و كأنه وطنها و بيتها...أتعودت علي عيشتها بعيد عنه فمباقتش الغربة تتعبها لكن شوقها إليه دايم و مفروغ منه...بالنسبلها هو رمز الحنان و الطيبة...عمر ما حد حن عليها أده و لا عمرها حست بطيبة قلب أبيض زي طيبة قلبه...ينفع تحس أن حد بيحضنك و يطبطب عليك و أنت بتبكي و هو مش جنبك ؟...في كل مرة تبكي عنيها بتفتكر ضحكته فتبتسم لأنها عارفة أن عمره ما يستحمل يشوف دموعها...و ساعات كتير تضحك أوي من قلبها لأنها عارفة أنه لو كان جنبها كان ضحك من قلبه علي ضحكتها و تبقي طفلة دلوعة أول ما تفتكر حنية الأب اللي دايما مليي نبرة صوته في كلمه ليها...صوت ضحكته و صوت أبتسمته...ينفع تحسي أن أنتي أم و بنت حد ؟...هو وطن و أب ليها...بتخاف عليه و تقلق علي حاله زي ما يكون أبنها و مش أي أبن ده أبنها البكري...و هي حضن و أم ليه...شايلها جوة عينيه زي ما تكون بنته و مش أي بنت ديه أخر العنقود..........ده مش حب ده أكبر و أنقي من كده...ده أحساس بالأمان و الدفي...أنك يكون لك وطن و بيت... لو ماأنكتبلكش تعيش فيهم تفضل طول عمرك فاكرهم و مشتاق لهم

حلمت أني خنتك...!!

حلمت أني خنتك ...أنا عارف أني لا يمكن أعمل فيكي كده... لكن ده حلم مفيش رقابة عليه ...و أحلفلك بأيه دورت فالحلم علي دم... أصلهم بيقولوا الدم في الحلم يبطله... لكني ما لقيت ...يظهر كده أني ماكنش عندي في الحلم دم ....و الظاهر كده أنه و لا حتي عندي منه في الحقيقة ...

حلمت أني خنتك... بس مانيش فاكر مع مين ...أعدائك كتير لكن بايني خنتك مع صديق... أصلي لا يمكن أتحالف مع عدوك عليكي... مالي أنا فالأصل كلام معاه و الود كان دايما بيني و بين الصديق ....ماعرفش ده يجعلني أصيل و لا خسيس ...

حلمت أني خنتك و صدقيني كان بودي أخبي عليكي حلمي... لا أنا غاوي تقليب مواجعك عليكي و لا أنا غاوي وجع قلبي ...لكن ضميري الله يجزيه خني و غصب عليا ....قالي تخنها مرة ماشي لكني عمري ماسمحلك تخنها مرتين ...

حلمت أني خنتك و خايف لتطلع حقيقة و أنا من خوفي خلتها حلم ....جتلك تقوليلي أذا كنت خنتك بجد و لا كنت أنا بحلم ....بيقولوا إللي يحب حد يعرف أذا كانت وقفته في الطهر لجل يغرز فيه سكينته و لا واقف وراه بس عشان يحميه ....و أنا عارف أنك بجد بتحبيني فأحميني من نفسي .....لا أنا عايز الحلم يبقي حقيقة و لا عايزه تاني يتكرر

مجرد أستفسار بسيط....!!

ياتري أيه الأحسن أنك تبقي حلو أوي من برة و عادي خالص من جو (قصدي عقلك تفكيرك و مشاعرك) ولا أنك تبقي حلو أوي من جو و عادي من برة ؟!!....
ياتري أنهوا فيهم اللي يريح أكتر ؟؟! .....أنهو اللي يسعد أكتر ؟!! ....

ساعات بشك أني بحب نفسي علي الحالة اللي هي عليها .....مش عيب أنك ساعات ماتحبش نفسك العيب هو أنك تقلل من قيمتها .....تفتكروا تفرق ؟!!
طول عمري بقول أنها تفرق
بس ياتري هي فعلا تفرق و لا أنا عملت كده عشان أقنع نفسي أني عارفة قيمتها اللي الناس بتقول عليها
....دايما بنتفلسف و بنعوج الحاجة لحد ما نخليها مناسبة للي أحنا .عايزينه... أنا معظم الوقت بعمل كده و لما ضميري بينأح عليا بكل بساطة بعمل نفسي عبيطة.... العبط ساعات بيبقي عز الطلب بس يارتوه بيدوم علي الأقل معايا !!!


نرجع لمرجوعنا
ياتري أيه الأحسن أنك تبقي حلو أوي من برة و عادي خالص من جو (قصدي عقلك تفكيرك و مشاعرك) ولا أنك تبقي حلو أوي من جو و عادي من برة ؟!!
ياتري أنهوا فيهم اللي يريح أكتر ؟؟! ....أنهو اللي يسعد أكتر ؟!!

طبعا معظم الناس ده لو مش كلهم و هما قاعدين دلوقتي حيقولوا طبعا اللي جوة هو الأهم هو ده اللي بيدوم و هو ده اللي يشدني و هو ده اللي يريح

طب نرجع تاني كده سنة لوري
أقري السؤال تاني بس المرة ديه و أنت بتقراه أفتكر كل المواقف اللي عدت عليك ...أفتكر عينيك راحت لمين و أنت بتتعرف علي ناس جديدة ...أفتكر أيه اللي بيشدك في الشخص اللي قدامك... أفتكر كام مرة ضايعت علي نفسك فرصة معرفة أنسان يستاهل أنه يتعرف عشان شكله معاجبكش أوي و كام مرة أتعرفت علي ناس متستاهلش أنك تبص عليهم لمجرد أن شكلهم عجبك....

بعد ما تفكر في كل ده كويس أوي أقري السؤال تاني و أرجع فكر فيه و جاوب عليه الأجابة اللي تريحك



فالنهاية نحن في مجتمع يري ما يحب أن يري.... لا ما يستحق أن يري

ريحة المسك....!!

علي غير العادة قلقت في نص الليل من غير أي سبب أو داعي أني أقوم...الساعة لسة 2 يعني لسة بدري علي الفجر و لسة بدري جدا علي شغلي و معاد صحينها ...معاد صحيا مراتي اللي من أول ما أتجوزنا و هي متعودة كل يوم تقوم الساعة 5 الفجر تصلي الفجر تحضرلي البدلة... تكولي القميص... تلمعلي الجزمة و بعدين تدخل تحضر الفطار و بعد ما تخلص تصحيني...
في الأول طبعا كنت مبهور ...كل الناس قالولي أن الستات كلها بيبقوا متحمسين في الأول بس بعد كده كل ده بيروح ....عدت الأيام و أنا مستني اليوم اللي حقوم فيه من النوم لوحدي ملقيش بدلة و لا قميص مكوي و لا جزمة متلمعة و لا فطار... بس اليوم ده عمره ما جاه... عمرها ما قصرت... كل الناس حسدوني عليها ست بميت ست و ميت رجل كمان ....من أول ما عرفتها و أنا مرتاح و مبسوط ....دلوقتي بس أكتشفت أني عمري ما سألتها أذا كانت هي كمان مبسوطة و لا لأ ....أذا كانت مرتاحة و لا لأ ....عمري ما سألتها أذا كانت محتاجة حاجة و لا لأ ...هي أصلا عمرها ما أديتني الفرصة أني اسألها... كانت دايما تقولي ربنا يخليك ليا ححتاج أيه طول ما أنت جانبي ...
بصيت جانبي علي صورتها و هي صغيرة... صورة شفتها أيام الخطوبة و صممت أني أخدها ...خدتها و حطتها في برواز و فضلت كل يوم أبص عليها بالساعات ....بعد كده نقلتها معايا بيتنا و من ساعتها مابصتش عليها...أول مرة أخد بالي أنها طولت شعرها مخصوص عشاني...

"مابحبش الشعر القصير "

من بعدها بطلت تقصه و أنا بطلت ألاحظ أنها بطلت تقصه لحد ما طول.... ياه ده طول أوي....
بس فعلا شكلها أحلي و شعرها قصير.... ياتري كانت زعلانة و هي شايفه بيطول و شكلها اللي أتعودت عليه بيتغير ...طول عمرها بتقولي أنها بتحبه قصير و طول عمرها و هي بتقصه ...لكن أنا اللي طول المدة ديه ماخدتش بالي...

بتحبني أوي........... أول مرة أخد بالي أنها بتحبني كده


قمت في هدوء ...قفلت المنبه ....فتحت الدولاب ....أخد بيجامة عشان أخش أخد حمام و أصلي الفجر...
أول ما فتحت الدولاب ريحة المسك -ريحتها- أخترقت قلبي... أول مرة من سنين أفتح الدولاب ده ...البيجامات مطبقة ...مكوية... متنظمة بشكل مخيف ....
أول ما أتجوزنا أتخديت لما لقتها بيجي عليها كل يوم سبت تجمع كل بيجاماتي اللي لسة مغسولة و تقف بالساعات تكويها و تطبقها بنظام و تقف ترصهم في الدولاب و هي حريصة أنها تسيب فراغ بينهم و بعد ما تخلص تروح تجيب حتيت مسك و تحطها في الفراغ ده ....تقفل الدولاب و علي وشها أبتسامة رضا كأنها محارب بيقفل الباب علي العدو بعد حرب طويلة و مرهقة... طبعا أنا في الأول كنت قاعد بتفرج عليها و هي بتعمل كل الحاجات ديه و كأني طفل صغير بيتفرج علي البهلونات في السيرك.... بعد كده بقيت بشوفها كل سبت و هي بتقفل باب الدولاب و علي وشها نفس الأبتسامة... بس ساعاتها عيني ماكانش فيها نفس نظرة الأنبهار....

أول مرة أحس أنها كانت بتتعب أوي كده....
بتحبني أوي .............أول مرة أخد بالي أنها كانت بتحبني كده....

حضرت البدلة ..كويت القميص... لمعت الجزمة

لسة ناقص حاجة ....

حضرت الفطار ....فطرت ..

لسة برضو ناقص حاجة....

دخلت الأوضة فتحت الدولاب..... ريحة المسك -ريحتها- أخترقت قلبي..... أول مرة أخد بالي أني بحبها أوي كده.... بس للأسف ماخدتش بالي غير متأخر أوي....
بصيت لصورتها اللي جنب السرير لأخر مرة قبل ما أنزل.....

أنتي الحاجة الوحيدة اللي ناقصة....

مش عارفة...!!

إمبارح حلمت بيك
سألتني
-"أنتي كويسة ؟!!"

سكت شوية و بعدين قلتلك
-"مش عارفة"

بصتلي و بعدين قاعدت جنبي علي الكرسي الخشب اللي كنت قاعدة عليه ...فضلنا بصين قدامنا علي البحر و أحنا ساكتين

و أنت لسة باصص قدامك مديت أيدك و مسكت أيدي و قلتلي
_"أنا هنا"
فضلنا بصين قدامنا علي البحر و أحنا ساكتين و أيدينا في أيد بعض


بالرغم من أن الحلم يفرح إلا أني صحيت من النوم مضايقة ....ماعرفش يمكن أحساس أنه مجرد حلم ضايقني أو يمكن لأني فعلا ماعرفش أنا كويسة ولا لأ و أني بجد محتاجة أنك تبقي موجود هنا هو اللي ضايقني

مش عارفة !!!ء

هي و هو .....!!

هي :
مرت ليالي عديدة و أنا لا أعلم أذا كان بأمكاني معرفة ما يدور بخاطري و ما بي فأنا أعلم جيدا أنني لست علي ما يرام و لكن ما هي علتي و ما الذي يحدث لي هذا ما لم أكن أعرفه علي الأطلاق و لذلك بديهيا لم أعرف لما أنا فيه دواء...
و بالرغم من أن كل ما كنت أمر به كان يدل علي أنني في أعقب حالة أكتئاب حاد ألا أنني كنت أعلم جيدا أنه ليس أبدا بالأكتئاب... نعم هذه هي أعراضه و لكن ليس هو ...فالأعراض الأساسية مفقودة !!...
أذا هل هي حالة من اللامبالاة ؟ّ!... لا ...و لا حتي هذه... فكل هذه الحالات دائما ما كانت تدفعني نحو الورقة و القلم و لكن ما أنا به يبعدني كل البعد عنهما...
هذه المرة أنا علي يقين أن ما أمر به هو حالة أعمق و أشد من مجرد أكتئاب أو لامبالاة ...فأنا لا أشعر بشيء علي الأطلاق ...كل مشاعري مخدرة تخدير كامل و لا شيء يشعرني بشيء و مع ذلك لايزال أي شيء يبكيني لأزال أشعر بالحزن و الضياع

شيء لايزال مفقود !!.......................


هو:
ها أنا أستيقظ مع سطوع الشمس و دخول أول أشاعتها ألي غرفتي الصغيرة... أستيقظت و كلي أمل أن يحمل هذا اليوم السعادة و الرضي بالرغم من أنه يوم مرهق مليء بالعمل و التحضيرات التي لا نهاية لها...
فالبرغم من أنني لأزال طالب في أحد الجامعات الحكومية المرموقة نسبيا ألا أنني أعمل جاهدا علي خلق كيان منفصل و مستقل خارج أسوار هذه الجامعة ...كان هذا ما يدفعني ألي العمل في كل ما وقعت عليه عيناي ووجدته مناسب و سيساعدني علي تحقيق أهدافي و الوصول ألي غايتي ...
و لذلك كانت و لاتزال لكل خطوة أخطوها هدف و هو التقدم بي ألي الأمام..
فأيماني بالله ثم بنفسي قويا يدفعني دائما ألي الصمود و المحاولة ...فمرت أيام عديدة و أنا أعمل جاهدا داخل أسوار الجامعة و خارجها و أن كان عملي خارجها طغي علي عملي داخلها و لكني كنت دائما حريص علي أن ينتهي يومي و أنا راضي عما أنا فيه...
بالرغم من كل ذلك لطلما شعرت ....شيء ليس صحيح

شيء لايزال مفقود !!.........

..........................
...........................................................................................
هي :
كل شيء يبدو غريبا اليوم... ففجأة أخذت في أتخاذ قرارات غريبة ليس لها أية علاقة بالمنطق أو العقل ...أخذت حالتي في التدهور و مع كلن لم تبدو علي أي من علامات هذا التدهور

قوة ؟!

ربما و لكن أن كانت هذه قوة فكل ما أعرفه الأن هو أنني في أمس الحاجة ألي ضعفي... في أمس الحاجة ألي مصدر قوة خارجي ليكن ملجأي... كل ما كنت أعرفه هو أن كان ما أنا به قوة....
فاليوم قوتي هي مصدر ضعفي و علتي !!

هو :
أن تكلف بمسؤلية ما مهما كانت شاقة هو بالتأكيد أحساس مختلف... فكلما كلفت بمسؤلية أكبر كلما طغت فرحتي و حماسي علي خوفي و قلقي ...فالمسؤلية علمتني أن أهدء... أن أفكر أكثر... أتروي في أتخاذ القرار ...فأتخذ قرارات منطقية محددة وواضحة...
و لكن حدث اليوم ما دفعني ألي أتخاذ قرار ليس له أي علاقة بالعقل أو المنطق... لأول مرة تتدخل مشاعري فيما لا يجب أبدا أن تكون جزء منه ...

ضعف ؟!!

ربما ...و لكن أن كان هذا ضعف فكل ما أعرفه الأن هو أنني أحتجت ضعفي ليصبح مصدر قوتي ...أن هناك من أحتاج ضعفي ليلجأ أليه ...كل ما كنت أعرفه هو أن كان ما أنا به ضعف ...
فاليوم ضعفي كان مصدر قوتي و ملاذي !!

....................................................................................................................
هي :
قررت صديقاتي الخروج عن المألوف -بالنسبة لهن- و دعوتي ألي مكان ليس بالمفضل عندهن و لكنه بالتأكيد المفضل عندي و هو "دار الأوبرا" ...
فعلن ذلك لأنهن أرادنني أن أخرج من الحالة الغريبة التي أنا فيها ...أرادا أن يشجعانني علي الصمود بتذكيري بكل ما هو جميل في حياتي ...أرادا التفريج عن كربي ...كانت تضحية كبيرة منهن سعدت كثيرا بها و لكني لم أتحمس لها كعادتي...
أستعدينا... ذهبنا ...كانت حفلة للموسيقي الكلاسيكية ...
حقا قدرت كثيرا هذه التضحية التي يضحيانها أخواتي فكان لا مفر من التظاهر بالسعادة و الحماس...
ظل كل شيء هادئا حتي جاء منتصف الحفلة و حدث شيء غريب ...أحسست برغبة شديدة في الكتابة... لا أعلم هل كان هذا تأثير الموسيقي أم مجرد أحدي هذه الخواطر التي تأتيني من حيث لا أعلم ...و لكن كان هناك ما يجب أن يكتب حيث أنه لن يبقي في ذاكرتي طويلا...
كان كل ما كنت أحتاج أليه هو قلم... بحثت في حقيبتي علي أمل أن أجد علي سبيل الصدفة البحتة قلم و لكن لم أكن بهذا الحظ لأجد قلم في حقيبة لا أحملها سوي في المناسبات و الحفلات الرسمية ...حاولت أن أسأل صديقاتي عن قلم دون أحداث ضجة أو أزعاج و لكن حدثت الضجة و لم تعثر أيهن علي قلم...
لم يكن هناك مفر من الألتفات ألي الخلف علي أمل أن أجد مع من يجلس خلفي قلم...
كل ما كنت أتمناه وقتها - منعن للأحراج- هو أن يكن من يجلس ورائي أمرأة مهذبة و تحمل قلم...
ألتفت في حذر تام... كان يجلس خلفي شاب في العشرينات... لم يكن هناك مفر من أن أسأله الأن ...فسألته أن كان يحمل قلم... فوجدت أبتسامة خلابة و مطمأنة و قد أرتسمت علي شفتيه -كانت كل ما تمكنت من رؤيته بوضوح من ملامحه أو قد يكون ما شد أنتباهي فخيل لي أنه ما تمكنت من رؤيته - أعطاني القلم و الأبتسامة لاتزال تنير وجهه الوسيم ...
تلفت و أخذت أكتب علي ظهر ورقة برنامج الحفل و طوال هذه اللحظات شعرت أن هناك عين تراقبني و أبتسامة رقيقة لم تزول...
أنتهي الحفل أعطيته القلم و شكرته و أنا أنظر له في تمعن لعلني أستطيع ألتقاط صورة لهذه الأبتسامة في ذاكرتي و لكن في هذه اللحظة ....في هذه اللحظة بعينها شيء لم يعد في مكانه ...

الأن عاد ما كان مفقود و مكانه شيء أخر فقد !!

هو :
قررت دعوة صديقي المفضل ألي أحدي أماكننا المفضلة "دار الأوبرا" ....شجع كثيرا هذه الفكرة لعلمه بمدي حبي لهذا المكان و هذا النوع من الحفلات و مدي ما حملته لنا الأيام الماضية من أرهاق و تعب العمل
كنت في قمة سعادتي و حماسي
أستعددنا ...ذهبنا ...كانت حفلة للموسيقي الكلاسيكية... أستمتعنا بالحفل كثيرا
ظل كل شيء هادئا حتي جاء منتصف الحفل و حدث شيء غريب... وجدت الفتاة التي تجلس في الكرسي الذي أمامي تلتفت في حذر تام و تسألتني أن كنت أحمل قلم ...لم أتمكن وقتها من رؤية ملامحها بوضوح ...كان كل ما رأيت هما عينان وسعتان تشعان بريقا و خجلا ...و بالرغم من غرابة السؤال ألا أنني تذكرت أنني في بداية اليوم و أنا أرتدي ملابسي أخذت قلم من علي مكتبي دون أن أفكر ما قد تكون حاجتي ألي قلم في حفلة مثل تلك !!...
أخرجت القلم في هدوء و أعطيتها أياه....
عادت ألي جلستها في هدوء تام و أخذت تكتب شيئ علي ظهر ورقة برنامج الحفل كانت تكتب في عجل و كأنها مسافر يكتب رسالة وداع و يخاف أن يفوته قطاره...
أخذني الفضول فأخذت أراقبها و هي

تكتب و تفكر...

تشطب و تعيد كتابة ما شطبت ....

ثم ترسم أسهم لتكمل سطر ما لا مكان ليكتمل في مكانه....

بدت لي ترسم خريطة لشيء أعرفه جيدا... ترسم طريقا ليس بالغريب عني ...
أنتهي الحفل ...ألتفتت مرة أخري لتعطيني القلم ...فأخذت أتمعن في ملامحها ...بدت لي أكثر وضوحا الأن ..
عينان عسلييتان واسعتان و اللتان بالرغم من الضوء الشديد كانا لا يزالان يشعان بريقا... وجهه طفولي دائري يحلهما وجنتان يكسوهما أحمرار الخجل ...و أبتسامة لم يكملها هذا الخجل الطفولي ...
علمت لحظتها أنني يجب أن أخطو أحد خطواتي ذوات الهدف ..
ففي هذه اللحظة بعينها كنت أيقن أن

ما كان مفقود عاد و مكانه شيء أخر فقد !!ء

...........................................................................................................................

هي :
لم تغب هذه الإبتسامة الخلابة عن بالي...ظلت صورة هذا الشاب مجهول الهوية أمام عيناي فإصبحت الإبتسامة لا تفارق شفتاي
مل كل من حولي حديثي المتكرر عن الموقف "العادي" و صاحب القلم و مدي رقة هذا الشاب ...حتي أنه ذات مرة أقترحت أحدي صديقاتي بدافع السخرية أن أذهب للبحث عنه في كل أنحاء المدينة و ربما أستأجر منادي يطوف المدينة بحثا عن "صاحب الإبتسامة" لربما يجده و "يريحنا".... ضاحكن و لكنني لم أضحك ...فحقا لو كان بإمكاني فعل ذلك لفعلته...
تمنيت ان يحالفني الحظ و تجمعنا صدفة أخري ....فشيء ظل يخبرني أن وراء هذه الإبتسامة ما يستحق الأستكشاف ....أن صاحب هذه الأبتسامة هو بالتأكيد رجل مختلف....
شيء ظل يخبرني أنني سأجد ما فقدت عنده !!....

هو :
ماذا تريد هاتان العينان العسليتان مني... فمنذ تلك اللحظة و هما يرمقانني بنفس النظرة الطفولية البريئة
...لا تكاد تخلو منهما أحلامي.... يملأ قلبي بريقهما حتي يخيل لي أننا أراهما بالفعل أمامي و لكن ما أن أستيقظ حتي إيقن أنها مجرد أحلام....
لم أعد أقوي علي العمل أو المذاكرة أو أي شيء أخر... فمنذ تلك اللحظة و هاتان اللؤلؤتان لايتركانني ثانية واحدة ...حاولت حقا أبعادهما و لكن هاتان العينان العسلييتان كانا يخبأن شيء مختلف .....شيء ظل يخبرني أن هذه الفتاة مختلفة عن الأخريات....
شيء ظل يخبرني أنني سأجد ما فقدت عندها !! ...

.........................................................................................................................

هي :
عودت مرة أخري ألي الحالة الغريبة التي كانت تغمرني و لكن هذه المرة لم تكن مشاعري متخدرة و لكنها كانت مشتعلة تحرقني بنارها ...
لم تعد تعرف عيناي طريق النوم.... لاحظت صديقاتي ما أنا به ....
حاولت التخفيف عن صديقتي المفضلة التي ظنت أنها السبب في كل ذلك ....فعندما كان علي وشك الكلام تدخلت هي ....فلقد كان الوقت قد تأخر و كان لابد أن نذهب....
ذهبنا في اللحظة التي كانت شفتاه علي وشك البوح بشيء.... ليتني بقيت لبضع لحظات... فلقد كان علي وشك أن يتخذ خطوة ما كان من شأنها أما أن تقربنا أو تبعدنا ألي الأبد و لكنها علي الأقل كانت لتريحني مما أنا فيه الأن....
ليتني أعلم ما كان علي وشك أن يقول و لكن ما فائدة الندم الأن ....

صليت و أنا علي يقين أن الله يسمعني
يا الله فلتخمد هذه النيران و لتلهمني الصواب !!

هو:
أصبحت مثل الرجل الألي.... أعمل لأنني لم أعتد أن أهمل مسؤلية كلفت بها فلم يكن خذل من أ‘عتمدوا علي و وثقوا في أحد طبعي و لكني كنت حريص كل الحرص أن أقضي كل أوقات فراغي و الأوقات التي يسعني فيها التفكير فيما ليس له علاقة بهذه المسؤليات أو ذاك لأعيد هذه اللحظة أمامي لعلني أجد فيها شيء يقودني أليها ...حاولت تذكر ما كانت تكتب لربما أجد فيه ضالتي و لكن كل ما تمكنت من تذكره هو

"و لكن كيف لليأس و السعادة أن يجتمعان ؟!....أخاف عليك من يأسي !!..."

فبالرغم من أنها أخذت في الكتابة و الشطب و التفكير و الكتابة مرة أخري ألا أنني في نهاية الأمر أكتشفت أن كل هذا المجهود كان موجه لكلمة واحدة و هي "السعادة" ...فتارة كتبتها "الحياة" ثم شطبتها و كتبت "الفرح" ثم "الراحة" حتي بدي لي أنها ستتركها فارغة و لكنها في النهاية أستقرت علي كلمة "السعادة"...
أصبحت من يأسي أكتب :

"و تقولين "و لكن كيف لليأس و السعادة أن يجتمعان ؟!....أخاف عليك من يأسي !!..." سيجتمعان كما أجتمعا بريق القمر و نهر العسل في عينايكي"

علي كل ورقة تقابلني لعلها تكون هي قارئها فتعلم أنني أبحث عنها ...
تدهور حالي و لأول مرة في حياتي لا أعلم حقا ما علي فعله ...فلم يبد لأهدافي الأن أي معني...
لاحظ أعز أصدقائي و أخي و الذي كان من أقرب أصدقائي هو الأخر أنني في حالة من التدهور و الحزن الشديد و لكن لم يكن بيدهما حيلة ...فهما الوحيدان الذين يعلمان سبب ما أنا فيه ...فجلسا معي محاوليين أيجاد حلا يريح قلبي و يخمد النيران التي تحرقني
جلسنا سويا في صمت قاتل لساعات كل منهم يفكر و لكن بلا جدوي فلقد نفذت كل ما أقترحوا من حلول بالفعل ...خيم الصمت علينا حتي فجأة وجدت صديقي يقفز من علي مقعده و هو يصرخ

-زهررررررررررررررررة

-ماذا ؟؟!!!!!!!!!

-أسمها زهرة

-.........................

-أتذكر في نهاية الحفل عندما كنت علي وشك أن تتكلم معها و في اللحظة التي كنت أنا علي وشك الأنصراف لأترككما وحدكما جأئت صديقتها و همست في أذنها بشيء وحتي ما بدأت علامات التذمر تظهر علي وجهها حتي همست صديقتها لها بصوت مسموع لي حيث كنت أقف بجانبها
"الوقت تأخر يا زهرة"

"زهرة" .....بقيت ساكن في مكاني للحظات عديدة و أنا أحاول أن أصدق أنني حقا بعد كل هذا العناء عرفت لما بي أسم
حاول أخي أن يعلمني أن أيجاد الأسم لن يسهل كثيرا من مهمة البحث و لكن

أتعلم ما هو شعور طفل صغير تاه في حارة مظلمة لا نهاية لها في ليلة شتوية باردة ..يشعر بالبرد و الجوع .. يبكي من الخوف و الضياع ثم يجد أمه قادمة من أخر الطريق
كان هذا هو بالتحديد شعوري لحظة تلفظ صديقي أسمها... أحسست كالطفل التأه الخائف الذي وجد أمه فلم يعد لكلام العقل قيمة وقتها

"زهرة" لم يكن بالأسم الشائع أو المتكرر مما أعطاني أمل في أن صعوبة البحث ستكون أقل مما كانت لتكون عليه لو كانت صاحبة واحد من تلك الأسماء المألوفة...
أصبحت أسأل كل من أعرفهم من بشر سواء من قريب أو من بعيد أذا كان يعرف أحدهم فتاة تدعي زهرة حتي ظن الجميع أنني جننت ...حتي أن أصدقائي ذات مرة داعباني بأرسال زهور ألي منزلي كتب علي بطاقتها "جلبنا لك بدل الزهرة مليون"
لم أبالي كثيرا بيما يظن الأخرون فهدفي كان واضحا الأن.... كان علي أيجاد "زهرة" ...
طال البحث و لكن بلا جدوي... ظهرت لي بعض الزهرات في طريقي و لكن لم يكن فيهن الزهرة التي أبحث عنها ...حتي بدأ اليأس يتسلل ألي عقلي و لكن قلبي أبي أن يستسلم..
حتي جأئتني الرحمة.... ففي ليلة عندما كدت حقا أن أستسلم لليأس أخذ أخي يداعبني أمام صديقة له

-"ألن تسألها ما أذا كانت تعرف فتاة بأسم زهرة "

بدت علي علامات الأستياء و الغضب
- " كفاك دعابات سخيفة"

حدقت في الفتاة بأستياء
-" و ما السخيف في ذلك.... أنا لي بالفعل صديقة تدعي زهرة و لا شيء سخيف في أسمها "

ظنت الفتاة أنني نهزء من الأسم ذاته ...لم تكن تعلم أن هذا الأسم بالنسبة لي هو كل شيء
و كأنني شخص يغرق ثم في اللحظات الأخيرة و قواه تخور و يقرر التوقف عن محاولة النجاة و يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة تظهر له يد من عدم لتنقذه
أخذت تحدثني عن صديقتها و بالرغم من أن كل ما وصفته بدي بعيدا كل البعد عنها ألا أن شيء كان يخبرنني أنني وجدت ضالتي ...هذه المرة كنت أشعر أنها قريبة أكثر من أي وقت فات ...هذه هي بالرغم من كلام صديقتها عن شخصيتها القوية و تفائلها و أندفاعها ألا أنني كنت أكيد أن من تتكلم عنها هي من أبحث أنا عنها...
أخبرتني أنها تصغرني بثلاث سنوات أو ربما أقل ...تدرس في أحدي الجامعات التي لا تبعد كثيرا عن جامعتي مما أسعدني أكثر...
و كان القرار ...غدا أذهب أليها ...سأحسم الأمر الذي طال تعذيبه لي ...قد لا تتذكرنني أو تظنني مجنون ما و لكن لا يهم ...كل ما يهم الأن هو أن أخمد هذه النيران التي تحرقني و ألي الأبد ...فأما أن أحصل كعادتي علي غايتي أو .....
حتي يدي لم تقوي علي كتابتها

صليت و أنا علي يقين أن الله يسمعني
يا الله فلتخمد هذه النيران و لتلهمني الصواب !!

......................................................................................................................

هي :
صباح جديد من الألم يوم أخر لا طعم له
لا أمل...ليت هذه الأبتسامة تختفي.....!!
أخذت أتأمل كعاعدتي وجوه الناس من حولي محاولة تفادي أي حديث موجه لي... فلم أكن في حالة تدعوني للحديث أو المسامرة
و لكن ......................
............................ما هذا .................................................................؟!!!!

هو:
قرر صديقي أن يذهب معي ...لم يشأ أن يتركني أقدم علي مثل هذا الفعل المتهور وحدي... كنت أعلم أنه مقتنع أقتناع تام أنها ستتفاجأ بوجودي و تظن أنني مجنون ما أخذ يبحث عنها حتي وجدها... أنها حتي قد يصيبها الذعر و الهلع ......أنه مقتنع بذلك و لكنه خاف أن يبوح لي بيما يفكر لعلمه بمدي تصميمي الشديد علي القيام بهذه الخطوة ....فطلما صممت أنا علي القيام بها لم يكن هناك داعي لأحباطي....

ذهبنا سويا.... أخذ كل منا يبحث عن وجهها المألوف بين حشود الطلبة.... أنا أبحث في لهفة و كلي تمني أن أجد بريق عيناها ليدلني إلي مكانها.... أما هو فكان يبحث في خوف شديد علي أمل ألا يجدها ...كنت أشعر بخوفه الشديد علي و لكن لا جدوي الأن....

ها هو بريق القمر في عز النهار يلمع في سمائي مرة أخري.... ها هو نهر العسل.... ها هما لؤلؤتاي...
كانت تقف وسط أصدقائها فلم تري عيناي أجمل منها زهرة...

-أنه هو .....!!

-أخيرا هي .....!!

-تري ما الذي جاء به ألي هنا ؟!

-أستصدق أنني بحثت عنها حتي بدي لي أيجادها مستحيل ؟!!.... أستصدق أنني جأئت ألي هنا فقط لأجلها ؟!!.

-لا يجب أن أنظر تجاهه ! ...ماذا لو لم يتذكرني ؟!....ماذا لو ظن أنني مجنونة ما تحدق فيه ؟!...و حتي أن تذكرني ...ماذا لو أحرجني ؟؟!!....لا يجب أن أنظر تجاهه فلن يتحمل قلبي مثل هذا الموقف...

-لا أشعر بقدامي ...أحاول دفعهما ألي الأمام... و لكنهما يأبيان...
ماذا لو لم تتذكرني و ظنتني مجنون ما يتعقبها ؟!....و حتي أن تذكرتني ماذا لو أحرجتني في وسط أصدقائها ؟!....فلأنتظر حتي تصبح وحدها لعل يخفف ذلك من حدة الوضع !!


طال الأنتظار..............!!!
ثواني معدودات بدت لكلاهما دهر لا نهاية له
ظلت تسترق النظر ناحيته مدعية أنها لا تراه
ظل ينتظر اللحظة التي تصبح فيها وحدها
ظلا ينتظران
طال الأنتظار ..........................................!!!

-ماذا ؟!! ........أنه يتقدم نحوي !!.....

-ها أنا أخطو خ.............

-..........طوته الأولي..

-ليت قلبي يتوقف ع............

-..............ن الخفقان


أشدد خفقان القلب
حدق كل فيهما في الأخر
دقائق بدت لكلاهما ثواني معدودات
ظلت تنظر إلي وجههه ....أين هي إبتسامته ؟!
ظل ينظر ألي عيناها ....أين هو بريقهما ؟!
محي الخوف ملامحهما
أشدد خفقان القلب !!!!

-لا أعلم أن كنتي تتذكرنني ....

-بالطبع أذكرك... أنت صاحب القلم ...
رددت في سرعة و براءة فما لبث أن أحمرت وجنتاها حتي بدي أنها علي وشك البكاء ....نظرت ألي الأرض و كأنها تتمني أن تنشق و تأخذها بين أحضانها لتحميها مما هي فيه من خجل

-لقد كنت أبحث عنك.... من وقتها و أنا أبحث حتي خيل لي أنني لن أجدك أبدا
حدقت فيه بعيناها الواسعتان فبدياي له أكثر أتساعا و أجمل مما قد يتحمله قلبه

-أنا .....؟؟ تبحث عني أنا ؟!!!.....لماذا ؟!!....
ظلت محدقة فيه بذعر و كأنها تبحث في عيناه عن الأجابة
لكم كره نفسه لحظتها لما رأي في عيناها من ذعر... أحس لحظتها أنه يقسو عليها ...أحس أنها أبنته الصغيرة و هو أباها فتمني لو يأخذها بين أحضانه و يزيل ذعرها

-.......لماذا ؟؟!
قاطعت صمته بصوت أشد قلقا و ذعر

أبتسم محاولا طمأنتها
- لي عندك أمانة ....

- عندي أنا ؟؟!!.....أمانة ؟!!

- نعم !!..

ردت و هي تكاد تسقط من الخوف
-ما هي ؟!..

سكت لبرهة
بدي له أنه تهور ...ما كان يجب أن يفعل ما يفعله...
بدي لها أنه خائف أكثر منها فأبتسامته مسلوبة الحياة..
طال الصمت..
أستجمع قواه....
لا مفر من الكلام ....أما الأن أما فلا




- .....................................قلبي.......!!




ظلت محدقة فيه دون حراك
ثم بدأت في البكاء ...أخذ بكائها يزداد حتي سمع صوته...
جاءت صديقاتها مسرعات أليها و هن مذعورات من الموقف
حاولت أحدهن جذبها من ذرعها لتأخذها بعيدا و لكن ما أن رأها تجذبها حتي صرخ فيها

-أتركييييييييييييها

كان موقفه واضح و ثابت... لم يكن ليتحمل أن يأخذ أحد قلبه منه مرة أخري... فأما يتركه معها للأبد مقابل حصوله علي قلبها ...أما يأخذ بقاياه و يذهب و ليكن الله في عونه...
أراد رد واضح و محدد ...فلم يكن قلبه ليتحمل المزيد من الأنتظار و الألم ...فلا يمكنك أن تعطي لشخص ميت الحياة ثم تأخذها منه بهذه السهولة ...هنالك حرب يجب أن تخوضها لفعل ذلك... كان هذا هو الحال بالنسبة له ...جاء صديقه مسرعا لأخذه بعيدا ...فلا داعي لمزيد من الأحراج و الألم ...لم يبد له صديقه في حالة أتزان ...حاول جذبه من يده و لكنه ظل ثابت في مكانه لا يتحرك ...لا يسمع لرجاء... لا يتكلم.... فقط يحدق فيها ....و كأنه جندي في أنتظار أوامر قائده...


تحررت من يد صديقاتها... أخذت تجفف دموعها بيديها كطفلة صغيرة ...نظرت له في حزن و الدموع تملأ عيناها...
-لا يمكن لليأس و السعادة أن يجتمعان ....
حقا أخاف عليك من يأسي !!..

عادت له أبتسامته المشرقة و هو يجفف بيده دموعها
-سيجتمعان كما أجتمعا بريق القمر و نهر العسل في عينايكي

تشابكت الأيدي و أختفي العالم من حولها

فأخيرا وجد "صاحب الأبتسامة " "زهرته " .............ء

.............................................................................................................................