الاثنين، 15 يونيو 2009

هي و هو .....!!

هي :
مرت ليالي عديدة و أنا لا أعلم أذا كان بأمكاني معرفة ما يدور بخاطري و ما بي فأنا أعلم جيدا أنني لست علي ما يرام و لكن ما هي علتي و ما الذي يحدث لي هذا ما لم أكن أعرفه علي الأطلاق و لذلك بديهيا لم أعرف لما أنا فيه دواء...
و بالرغم من أن كل ما كنت أمر به كان يدل علي أنني في أعقب حالة أكتئاب حاد ألا أنني كنت أعلم جيدا أنه ليس أبدا بالأكتئاب... نعم هذه هي أعراضه و لكن ليس هو ...فالأعراض الأساسية مفقودة !!...
أذا هل هي حالة من اللامبالاة ؟ّ!... لا ...و لا حتي هذه... فكل هذه الحالات دائما ما كانت تدفعني نحو الورقة و القلم و لكن ما أنا به يبعدني كل البعد عنهما...
هذه المرة أنا علي يقين أن ما أمر به هو حالة أعمق و أشد من مجرد أكتئاب أو لامبالاة ...فأنا لا أشعر بشيء علي الأطلاق ...كل مشاعري مخدرة تخدير كامل و لا شيء يشعرني بشيء و مع ذلك لايزال أي شيء يبكيني لأزال أشعر بالحزن و الضياع

شيء لايزال مفقود !!.......................


هو:
ها أنا أستيقظ مع سطوع الشمس و دخول أول أشاعتها ألي غرفتي الصغيرة... أستيقظت و كلي أمل أن يحمل هذا اليوم السعادة و الرضي بالرغم من أنه يوم مرهق مليء بالعمل و التحضيرات التي لا نهاية لها...
فالبرغم من أنني لأزال طالب في أحد الجامعات الحكومية المرموقة نسبيا ألا أنني أعمل جاهدا علي خلق كيان منفصل و مستقل خارج أسوار هذه الجامعة ...كان هذا ما يدفعني ألي العمل في كل ما وقعت عليه عيناي ووجدته مناسب و سيساعدني علي تحقيق أهدافي و الوصول ألي غايتي ...
و لذلك كانت و لاتزال لكل خطوة أخطوها هدف و هو التقدم بي ألي الأمام..
فأيماني بالله ثم بنفسي قويا يدفعني دائما ألي الصمود و المحاولة ...فمرت أيام عديدة و أنا أعمل جاهدا داخل أسوار الجامعة و خارجها و أن كان عملي خارجها طغي علي عملي داخلها و لكني كنت دائما حريص علي أن ينتهي يومي و أنا راضي عما أنا فيه...
بالرغم من كل ذلك لطلما شعرت ....شيء ليس صحيح

شيء لايزال مفقود !!.........

..........................
...........................................................................................
هي :
كل شيء يبدو غريبا اليوم... ففجأة أخذت في أتخاذ قرارات غريبة ليس لها أية علاقة بالمنطق أو العقل ...أخذت حالتي في التدهور و مع كلن لم تبدو علي أي من علامات هذا التدهور

قوة ؟!

ربما و لكن أن كانت هذه قوة فكل ما أعرفه الأن هو أنني في أمس الحاجة ألي ضعفي... في أمس الحاجة ألي مصدر قوة خارجي ليكن ملجأي... كل ما كنت أعرفه هو أن كان ما أنا به قوة....
فاليوم قوتي هي مصدر ضعفي و علتي !!

هو :
أن تكلف بمسؤلية ما مهما كانت شاقة هو بالتأكيد أحساس مختلف... فكلما كلفت بمسؤلية أكبر كلما طغت فرحتي و حماسي علي خوفي و قلقي ...فالمسؤلية علمتني أن أهدء... أن أفكر أكثر... أتروي في أتخاذ القرار ...فأتخذ قرارات منطقية محددة وواضحة...
و لكن حدث اليوم ما دفعني ألي أتخاذ قرار ليس له أي علاقة بالعقل أو المنطق... لأول مرة تتدخل مشاعري فيما لا يجب أبدا أن تكون جزء منه ...

ضعف ؟!!

ربما ...و لكن أن كان هذا ضعف فكل ما أعرفه الأن هو أنني أحتجت ضعفي ليصبح مصدر قوتي ...أن هناك من أحتاج ضعفي ليلجأ أليه ...كل ما كنت أعرفه هو أن كان ما أنا به ضعف ...
فاليوم ضعفي كان مصدر قوتي و ملاذي !!

....................................................................................................................
هي :
قررت صديقاتي الخروج عن المألوف -بالنسبة لهن- و دعوتي ألي مكان ليس بالمفضل عندهن و لكنه بالتأكيد المفضل عندي و هو "دار الأوبرا" ...
فعلن ذلك لأنهن أرادنني أن أخرج من الحالة الغريبة التي أنا فيها ...أرادا أن يشجعانني علي الصمود بتذكيري بكل ما هو جميل في حياتي ...أرادا التفريج عن كربي ...كانت تضحية كبيرة منهن سعدت كثيرا بها و لكني لم أتحمس لها كعادتي...
أستعدينا... ذهبنا ...كانت حفلة للموسيقي الكلاسيكية ...
حقا قدرت كثيرا هذه التضحية التي يضحيانها أخواتي فكان لا مفر من التظاهر بالسعادة و الحماس...
ظل كل شيء هادئا حتي جاء منتصف الحفلة و حدث شيء غريب ...أحسست برغبة شديدة في الكتابة... لا أعلم هل كان هذا تأثير الموسيقي أم مجرد أحدي هذه الخواطر التي تأتيني من حيث لا أعلم ...و لكن كان هناك ما يجب أن يكتب حيث أنه لن يبقي في ذاكرتي طويلا...
كان كل ما كنت أحتاج أليه هو قلم... بحثت في حقيبتي علي أمل أن أجد علي سبيل الصدفة البحتة قلم و لكن لم أكن بهذا الحظ لأجد قلم في حقيبة لا أحملها سوي في المناسبات و الحفلات الرسمية ...حاولت أن أسأل صديقاتي عن قلم دون أحداث ضجة أو أزعاج و لكن حدثت الضجة و لم تعثر أيهن علي قلم...
لم يكن هناك مفر من الألتفات ألي الخلف علي أمل أن أجد مع من يجلس خلفي قلم...
كل ما كنت أتمناه وقتها - منعن للأحراج- هو أن يكن من يجلس ورائي أمرأة مهذبة و تحمل قلم...
ألتفت في حذر تام... كان يجلس خلفي شاب في العشرينات... لم يكن هناك مفر من أن أسأله الأن ...فسألته أن كان يحمل قلم... فوجدت أبتسامة خلابة و مطمأنة و قد أرتسمت علي شفتيه -كانت كل ما تمكنت من رؤيته بوضوح من ملامحه أو قد يكون ما شد أنتباهي فخيل لي أنه ما تمكنت من رؤيته - أعطاني القلم و الأبتسامة لاتزال تنير وجهه الوسيم ...
تلفت و أخذت أكتب علي ظهر ورقة برنامج الحفل و طوال هذه اللحظات شعرت أن هناك عين تراقبني و أبتسامة رقيقة لم تزول...
أنتهي الحفل أعطيته القلم و شكرته و أنا أنظر له في تمعن لعلني أستطيع ألتقاط صورة لهذه الأبتسامة في ذاكرتي و لكن في هذه اللحظة ....في هذه اللحظة بعينها شيء لم يعد في مكانه ...

الأن عاد ما كان مفقود و مكانه شيء أخر فقد !!

هو :
قررت دعوة صديقي المفضل ألي أحدي أماكننا المفضلة "دار الأوبرا" ....شجع كثيرا هذه الفكرة لعلمه بمدي حبي لهذا المكان و هذا النوع من الحفلات و مدي ما حملته لنا الأيام الماضية من أرهاق و تعب العمل
كنت في قمة سعادتي و حماسي
أستعددنا ...ذهبنا ...كانت حفلة للموسيقي الكلاسيكية... أستمتعنا بالحفل كثيرا
ظل كل شيء هادئا حتي جاء منتصف الحفل و حدث شيء غريب... وجدت الفتاة التي تجلس في الكرسي الذي أمامي تلتفت في حذر تام و تسألتني أن كنت أحمل قلم ...لم أتمكن وقتها من رؤية ملامحها بوضوح ...كان كل ما رأيت هما عينان وسعتان تشعان بريقا و خجلا ...و بالرغم من غرابة السؤال ألا أنني تذكرت أنني في بداية اليوم و أنا أرتدي ملابسي أخذت قلم من علي مكتبي دون أن أفكر ما قد تكون حاجتي ألي قلم في حفلة مثل تلك !!...
أخرجت القلم في هدوء و أعطيتها أياه....
عادت ألي جلستها في هدوء تام و أخذت تكتب شيئ علي ظهر ورقة برنامج الحفل كانت تكتب في عجل و كأنها مسافر يكتب رسالة وداع و يخاف أن يفوته قطاره...
أخذني الفضول فأخذت أراقبها و هي

تكتب و تفكر...

تشطب و تعيد كتابة ما شطبت ....

ثم ترسم أسهم لتكمل سطر ما لا مكان ليكتمل في مكانه....

بدت لي ترسم خريطة لشيء أعرفه جيدا... ترسم طريقا ليس بالغريب عني ...
أنتهي الحفل ...ألتفتت مرة أخري لتعطيني القلم ...فأخذت أتمعن في ملامحها ...بدت لي أكثر وضوحا الأن ..
عينان عسلييتان واسعتان و اللتان بالرغم من الضوء الشديد كانا لا يزالان يشعان بريقا... وجهه طفولي دائري يحلهما وجنتان يكسوهما أحمرار الخجل ...و أبتسامة لم يكملها هذا الخجل الطفولي ...
علمت لحظتها أنني يجب أن أخطو أحد خطواتي ذوات الهدف ..
ففي هذه اللحظة بعينها كنت أيقن أن

ما كان مفقود عاد و مكانه شيء أخر فقد !!ء

...........................................................................................................................

هي :
لم تغب هذه الإبتسامة الخلابة عن بالي...ظلت صورة هذا الشاب مجهول الهوية أمام عيناي فإصبحت الإبتسامة لا تفارق شفتاي
مل كل من حولي حديثي المتكرر عن الموقف "العادي" و صاحب القلم و مدي رقة هذا الشاب ...حتي أنه ذات مرة أقترحت أحدي صديقاتي بدافع السخرية أن أذهب للبحث عنه في كل أنحاء المدينة و ربما أستأجر منادي يطوف المدينة بحثا عن "صاحب الإبتسامة" لربما يجده و "يريحنا".... ضاحكن و لكنني لم أضحك ...فحقا لو كان بإمكاني فعل ذلك لفعلته...
تمنيت ان يحالفني الحظ و تجمعنا صدفة أخري ....فشيء ظل يخبرني أن وراء هذه الإبتسامة ما يستحق الأستكشاف ....أن صاحب هذه الأبتسامة هو بالتأكيد رجل مختلف....
شيء ظل يخبرني أنني سأجد ما فقدت عنده !!....

هو :
ماذا تريد هاتان العينان العسليتان مني... فمنذ تلك اللحظة و هما يرمقانني بنفس النظرة الطفولية البريئة
...لا تكاد تخلو منهما أحلامي.... يملأ قلبي بريقهما حتي يخيل لي أننا أراهما بالفعل أمامي و لكن ما أن أستيقظ حتي إيقن أنها مجرد أحلام....
لم أعد أقوي علي العمل أو المذاكرة أو أي شيء أخر... فمنذ تلك اللحظة و هاتان اللؤلؤتان لايتركانني ثانية واحدة ...حاولت حقا أبعادهما و لكن هاتان العينان العسلييتان كانا يخبأن شيء مختلف .....شيء ظل يخبرني أن هذه الفتاة مختلفة عن الأخريات....
شيء ظل يخبرني أنني سأجد ما فقدت عندها !! ...

.........................................................................................................................

هي :
عودت مرة أخري ألي الحالة الغريبة التي كانت تغمرني و لكن هذه المرة لم تكن مشاعري متخدرة و لكنها كانت مشتعلة تحرقني بنارها ...
لم تعد تعرف عيناي طريق النوم.... لاحظت صديقاتي ما أنا به ....
حاولت التخفيف عن صديقتي المفضلة التي ظنت أنها السبب في كل ذلك ....فعندما كان علي وشك الكلام تدخلت هي ....فلقد كان الوقت قد تأخر و كان لابد أن نذهب....
ذهبنا في اللحظة التي كانت شفتاه علي وشك البوح بشيء.... ليتني بقيت لبضع لحظات... فلقد كان علي وشك أن يتخذ خطوة ما كان من شأنها أما أن تقربنا أو تبعدنا ألي الأبد و لكنها علي الأقل كانت لتريحني مما أنا فيه الأن....
ليتني أعلم ما كان علي وشك أن يقول و لكن ما فائدة الندم الأن ....

صليت و أنا علي يقين أن الله يسمعني
يا الله فلتخمد هذه النيران و لتلهمني الصواب !!

هو:
أصبحت مثل الرجل الألي.... أعمل لأنني لم أعتد أن أهمل مسؤلية كلفت بها فلم يكن خذل من أ‘عتمدوا علي و وثقوا في أحد طبعي و لكني كنت حريص كل الحرص أن أقضي كل أوقات فراغي و الأوقات التي يسعني فيها التفكير فيما ليس له علاقة بهذه المسؤليات أو ذاك لأعيد هذه اللحظة أمامي لعلني أجد فيها شيء يقودني أليها ...حاولت تذكر ما كانت تكتب لربما أجد فيه ضالتي و لكن كل ما تمكنت من تذكره هو

"و لكن كيف لليأس و السعادة أن يجتمعان ؟!....أخاف عليك من يأسي !!..."

فبالرغم من أنها أخذت في الكتابة و الشطب و التفكير و الكتابة مرة أخري ألا أنني في نهاية الأمر أكتشفت أن كل هذا المجهود كان موجه لكلمة واحدة و هي "السعادة" ...فتارة كتبتها "الحياة" ثم شطبتها و كتبت "الفرح" ثم "الراحة" حتي بدي لي أنها ستتركها فارغة و لكنها في النهاية أستقرت علي كلمة "السعادة"...
أصبحت من يأسي أكتب :

"و تقولين "و لكن كيف لليأس و السعادة أن يجتمعان ؟!....أخاف عليك من يأسي !!..." سيجتمعان كما أجتمعا بريق القمر و نهر العسل في عينايكي"

علي كل ورقة تقابلني لعلها تكون هي قارئها فتعلم أنني أبحث عنها ...
تدهور حالي و لأول مرة في حياتي لا أعلم حقا ما علي فعله ...فلم يبد لأهدافي الأن أي معني...
لاحظ أعز أصدقائي و أخي و الذي كان من أقرب أصدقائي هو الأخر أنني في حالة من التدهور و الحزن الشديد و لكن لم يكن بيدهما حيلة ...فهما الوحيدان الذين يعلمان سبب ما أنا فيه ...فجلسا معي محاوليين أيجاد حلا يريح قلبي و يخمد النيران التي تحرقني
جلسنا سويا في صمت قاتل لساعات كل منهم يفكر و لكن بلا جدوي فلقد نفذت كل ما أقترحوا من حلول بالفعل ...خيم الصمت علينا حتي فجأة وجدت صديقي يقفز من علي مقعده و هو يصرخ

-زهررررررررررررررررة

-ماذا ؟؟!!!!!!!!!

-أسمها زهرة

-.........................

-أتذكر في نهاية الحفل عندما كنت علي وشك أن تتكلم معها و في اللحظة التي كنت أنا علي وشك الأنصراف لأترككما وحدكما جأئت صديقتها و همست في أذنها بشيء وحتي ما بدأت علامات التذمر تظهر علي وجهها حتي همست صديقتها لها بصوت مسموع لي حيث كنت أقف بجانبها
"الوقت تأخر يا زهرة"

"زهرة" .....بقيت ساكن في مكاني للحظات عديدة و أنا أحاول أن أصدق أنني حقا بعد كل هذا العناء عرفت لما بي أسم
حاول أخي أن يعلمني أن أيجاد الأسم لن يسهل كثيرا من مهمة البحث و لكن

أتعلم ما هو شعور طفل صغير تاه في حارة مظلمة لا نهاية لها في ليلة شتوية باردة ..يشعر بالبرد و الجوع .. يبكي من الخوف و الضياع ثم يجد أمه قادمة من أخر الطريق
كان هذا هو بالتحديد شعوري لحظة تلفظ صديقي أسمها... أحسست كالطفل التأه الخائف الذي وجد أمه فلم يعد لكلام العقل قيمة وقتها

"زهرة" لم يكن بالأسم الشائع أو المتكرر مما أعطاني أمل في أن صعوبة البحث ستكون أقل مما كانت لتكون عليه لو كانت صاحبة واحد من تلك الأسماء المألوفة...
أصبحت أسأل كل من أعرفهم من بشر سواء من قريب أو من بعيد أذا كان يعرف أحدهم فتاة تدعي زهرة حتي ظن الجميع أنني جننت ...حتي أن أصدقائي ذات مرة داعباني بأرسال زهور ألي منزلي كتب علي بطاقتها "جلبنا لك بدل الزهرة مليون"
لم أبالي كثيرا بيما يظن الأخرون فهدفي كان واضحا الأن.... كان علي أيجاد "زهرة" ...
طال البحث و لكن بلا جدوي... ظهرت لي بعض الزهرات في طريقي و لكن لم يكن فيهن الزهرة التي أبحث عنها ...حتي بدأ اليأس يتسلل ألي عقلي و لكن قلبي أبي أن يستسلم..
حتي جأئتني الرحمة.... ففي ليلة عندما كدت حقا أن أستسلم لليأس أخذ أخي يداعبني أمام صديقة له

-"ألن تسألها ما أذا كانت تعرف فتاة بأسم زهرة "

بدت علي علامات الأستياء و الغضب
- " كفاك دعابات سخيفة"

حدقت في الفتاة بأستياء
-" و ما السخيف في ذلك.... أنا لي بالفعل صديقة تدعي زهرة و لا شيء سخيف في أسمها "

ظنت الفتاة أنني نهزء من الأسم ذاته ...لم تكن تعلم أن هذا الأسم بالنسبة لي هو كل شيء
و كأنني شخص يغرق ثم في اللحظات الأخيرة و قواه تخور و يقرر التوقف عن محاولة النجاة و يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة تظهر له يد من عدم لتنقذه
أخذت تحدثني عن صديقتها و بالرغم من أن كل ما وصفته بدي بعيدا كل البعد عنها ألا أن شيء كان يخبرنني أنني وجدت ضالتي ...هذه المرة كنت أشعر أنها قريبة أكثر من أي وقت فات ...هذه هي بالرغم من كلام صديقتها عن شخصيتها القوية و تفائلها و أندفاعها ألا أنني كنت أكيد أن من تتكلم عنها هي من أبحث أنا عنها...
أخبرتني أنها تصغرني بثلاث سنوات أو ربما أقل ...تدرس في أحدي الجامعات التي لا تبعد كثيرا عن جامعتي مما أسعدني أكثر...
و كان القرار ...غدا أذهب أليها ...سأحسم الأمر الذي طال تعذيبه لي ...قد لا تتذكرنني أو تظنني مجنون ما و لكن لا يهم ...كل ما يهم الأن هو أن أخمد هذه النيران التي تحرقني و ألي الأبد ...فأما أن أحصل كعادتي علي غايتي أو .....
حتي يدي لم تقوي علي كتابتها

صليت و أنا علي يقين أن الله يسمعني
يا الله فلتخمد هذه النيران و لتلهمني الصواب !!

......................................................................................................................

هي :
صباح جديد من الألم يوم أخر لا طعم له
لا أمل...ليت هذه الأبتسامة تختفي.....!!
أخذت أتأمل كعاعدتي وجوه الناس من حولي محاولة تفادي أي حديث موجه لي... فلم أكن في حالة تدعوني للحديث أو المسامرة
و لكن ......................
............................ما هذا .................................................................؟!!!!

هو:
قرر صديقي أن يذهب معي ...لم يشأ أن يتركني أقدم علي مثل هذا الفعل المتهور وحدي... كنت أعلم أنه مقتنع أقتناع تام أنها ستتفاجأ بوجودي و تظن أنني مجنون ما أخذ يبحث عنها حتي وجدها... أنها حتي قد يصيبها الذعر و الهلع ......أنه مقتنع بذلك و لكنه خاف أن يبوح لي بيما يفكر لعلمه بمدي تصميمي الشديد علي القيام بهذه الخطوة ....فطلما صممت أنا علي القيام بها لم يكن هناك داعي لأحباطي....

ذهبنا سويا.... أخذ كل منا يبحث عن وجهها المألوف بين حشود الطلبة.... أنا أبحث في لهفة و كلي تمني أن أجد بريق عيناها ليدلني إلي مكانها.... أما هو فكان يبحث في خوف شديد علي أمل ألا يجدها ...كنت أشعر بخوفه الشديد علي و لكن لا جدوي الأن....

ها هو بريق القمر في عز النهار يلمع في سمائي مرة أخري.... ها هو نهر العسل.... ها هما لؤلؤتاي...
كانت تقف وسط أصدقائها فلم تري عيناي أجمل منها زهرة...

-أنه هو .....!!

-أخيرا هي .....!!

-تري ما الذي جاء به ألي هنا ؟!

-أستصدق أنني بحثت عنها حتي بدي لي أيجادها مستحيل ؟!!.... أستصدق أنني جأئت ألي هنا فقط لأجلها ؟!!.

-لا يجب أن أنظر تجاهه ! ...ماذا لو لم يتذكرني ؟!....ماذا لو ظن أنني مجنونة ما تحدق فيه ؟!...و حتي أن تذكرني ...ماذا لو أحرجني ؟؟!!....لا يجب أن أنظر تجاهه فلن يتحمل قلبي مثل هذا الموقف...

-لا أشعر بقدامي ...أحاول دفعهما ألي الأمام... و لكنهما يأبيان...
ماذا لو لم تتذكرني و ظنتني مجنون ما يتعقبها ؟!....و حتي أن تذكرتني ماذا لو أحرجتني في وسط أصدقائها ؟!....فلأنتظر حتي تصبح وحدها لعل يخفف ذلك من حدة الوضع !!


طال الأنتظار..............!!!
ثواني معدودات بدت لكلاهما دهر لا نهاية له
ظلت تسترق النظر ناحيته مدعية أنها لا تراه
ظل ينتظر اللحظة التي تصبح فيها وحدها
ظلا ينتظران
طال الأنتظار ..........................................!!!

-ماذا ؟!! ........أنه يتقدم نحوي !!.....

-ها أنا أخطو خ.............

-..........طوته الأولي..

-ليت قلبي يتوقف ع............

-..............ن الخفقان


أشدد خفقان القلب
حدق كل فيهما في الأخر
دقائق بدت لكلاهما ثواني معدودات
ظلت تنظر إلي وجههه ....أين هي إبتسامته ؟!
ظل ينظر ألي عيناها ....أين هو بريقهما ؟!
محي الخوف ملامحهما
أشدد خفقان القلب !!!!

-لا أعلم أن كنتي تتذكرنني ....

-بالطبع أذكرك... أنت صاحب القلم ...
رددت في سرعة و براءة فما لبث أن أحمرت وجنتاها حتي بدي أنها علي وشك البكاء ....نظرت ألي الأرض و كأنها تتمني أن تنشق و تأخذها بين أحضانها لتحميها مما هي فيه من خجل

-لقد كنت أبحث عنك.... من وقتها و أنا أبحث حتي خيل لي أنني لن أجدك أبدا
حدقت فيه بعيناها الواسعتان فبدياي له أكثر أتساعا و أجمل مما قد يتحمله قلبه

-أنا .....؟؟ تبحث عني أنا ؟!!!.....لماذا ؟!!....
ظلت محدقة فيه بذعر و كأنها تبحث في عيناه عن الأجابة
لكم كره نفسه لحظتها لما رأي في عيناها من ذعر... أحس لحظتها أنه يقسو عليها ...أحس أنها أبنته الصغيرة و هو أباها فتمني لو يأخذها بين أحضانه و يزيل ذعرها

-.......لماذا ؟؟!
قاطعت صمته بصوت أشد قلقا و ذعر

أبتسم محاولا طمأنتها
- لي عندك أمانة ....

- عندي أنا ؟؟!!.....أمانة ؟!!

- نعم !!..

ردت و هي تكاد تسقط من الخوف
-ما هي ؟!..

سكت لبرهة
بدي له أنه تهور ...ما كان يجب أن يفعل ما يفعله...
بدي لها أنه خائف أكثر منها فأبتسامته مسلوبة الحياة..
طال الصمت..
أستجمع قواه....
لا مفر من الكلام ....أما الأن أما فلا




- .....................................قلبي.......!!




ظلت محدقة فيه دون حراك
ثم بدأت في البكاء ...أخذ بكائها يزداد حتي سمع صوته...
جاءت صديقاتها مسرعات أليها و هن مذعورات من الموقف
حاولت أحدهن جذبها من ذرعها لتأخذها بعيدا و لكن ما أن رأها تجذبها حتي صرخ فيها

-أتركييييييييييييها

كان موقفه واضح و ثابت... لم يكن ليتحمل أن يأخذ أحد قلبه منه مرة أخري... فأما يتركه معها للأبد مقابل حصوله علي قلبها ...أما يأخذ بقاياه و يذهب و ليكن الله في عونه...
أراد رد واضح و محدد ...فلم يكن قلبه ليتحمل المزيد من الأنتظار و الألم ...فلا يمكنك أن تعطي لشخص ميت الحياة ثم تأخذها منه بهذه السهولة ...هنالك حرب يجب أن تخوضها لفعل ذلك... كان هذا هو الحال بالنسبة له ...جاء صديقه مسرعا لأخذه بعيدا ...فلا داعي لمزيد من الأحراج و الألم ...لم يبد له صديقه في حالة أتزان ...حاول جذبه من يده و لكنه ظل ثابت في مكانه لا يتحرك ...لا يسمع لرجاء... لا يتكلم.... فقط يحدق فيها ....و كأنه جندي في أنتظار أوامر قائده...


تحررت من يد صديقاتها... أخذت تجفف دموعها بيديها كطفلة صغيرة ...نظرت له في حزن و الدموع تملأ عيناها...
-لا يمكن لليأس و السعادة أن يجتمعان ....
حقا أخاف عليك من يأسي !!..

عادت له أبتسامته المشرقة و هو يجفف بيده دموعها
-سيجتمعان كما أجتمعا بريق القمر و نهر العسل في عينايكي

تشابكت الأيدي و أختفي العالم من حولها

فأخيرا وجد "صاحب الأبتسامة " "زهرته " .............ء

.............................................................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق