تعاني من حالة غير مفهومة من الجفاء
تشاهد المقربون يتركون الساحة و يرحلون أو ينسحبون بشيء من البطء و هم لا يشعرون بأعراض هذا الأنسحاب , بينما هي تجلس هناك تحتسي الشاي بالنعناع في شيء من السخرية و التحدي
فليرحلون ...لن أوبخ أحد للبقاء...أسيكون لبقائهم معنى أن طلبته أنا ؟!
لا
أذاً فليرحل من يستشعر الرغبة في ذلك...ف أنا حقاً لا أهتم سوى بكوب الشاي بالنعناع الذي أرتشف دون ملل
تمتص المرارة و تترك جسدها لألام أعراض الأنسحاب القاتلة و رائحة النعناع
الآن تعرف سبب البرود المفاجيء الذي أصاب أطرافها و تركها دون شعور
تحلمين بالتواجد داخل خزانة من الحديد يطرقها الجميع دون كلل طلباً للمساعدة...كلهم يريدون مكانك هذا...يريدون الحماية و الأمان ..عدم الشعور مبهج -أحياناً- !
تغمض عينها في شيء من الأستنكار
أنا لا أعاني من شيء على الأطلاق...أنها مرحلة أنتقالية أخرى ...واحدة من تلك الفوبيات الكثيرة التي تلهث ورائي محاولة قتلي , تحاول أقتحام عقلي و دفعي للجنون و لكن لا
و لكن لما لا ؟...لما لا نخوض تجربة الجنون ...ربما تكن أفضل من تجربة المراحل الأنتقالية و أعراض الأنسحاب
يأتيها وجهه في المرآة واضح ..ترتبك لأرتسام حركات يده و نصف الإبتسامة و حاجبه الذي يرفعه في تعجب على وجهها ...تتقمص دوره في براعة ...تقلد صوته
الآن سيخبرها إلا تخاف ..أن تدخل في التجارب ب"صدر مفتوح" دون خوف أو تعجب أو فوبيا بينما يتملك صوته النبرة الهادئة
سينصحها أن تتخلص من فوبياتها و تمارس حياتها بشيء من الأندفاع..سيشجعها على أن تخوض تجربة الجنون لربما تكن الأفضل ثم سيبتسم أبتسامة صغيرة تسمع صوتها يرن في أذنيها
نعم أنه الجنون المصاحب لحالة أنسحاب أخرى شديدة السخرية
تترك وجهه المرتسم على وجهها ..تندفع إلى هناك... تريد أن تقطف زهرة مرسومة على ورقة بيضاء صغيرة ملقاة في أحد صناديق القمامة العارية الملقاة على قارعة الطريق
أخبرت صديقتها أنها تتحضر لموعد مهم جداً أمام المرآة و أنه لا يصح أن تذهب إلى موعدها دون شيء جميل تحمله في يدها المحملة بأكواب الشاي بالنعناع
ها هي صديقة أخرى ترحل دون أن تشرب الشاي !
و لكن لا يهم...المهم الوردة المرسومة على الورقة البيضاء الصغيرة الملقاة في أحد صناديق القمامة العارية ...هذا هو المهم
فكيف يمكن أن تشرب الشاي أمام المرآة دون أن يصحاب أرتسام نصف إبتسامته على وجهها وردة بيضاء لا وجود لها ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق