الاثنين، 22 نوفمبر 2010

أوصيك...أوصيك بيا

* البداية :

كل أمرآة تُحب أن تَقف أمام المرأة..تُحب أن تَرفع شَعرها إلى أعلى أعلى رأسها حتى تَظهر عِظام رَقبتها بارزة و واضحة أكثر مما هي

تنظر لهما في فَخر...في سَعادة...تَشعُر بجمالها فيهما...تَشعر بأنوثتها بهما

هكذا تَتوقف كل أمرآة و لو حتى دقيقة أمام مِرأتها لتشكر شَعرها المرفوع إلى أعلى أعلى رأسها على لحظات البهجة التي يَمنحها !

* فلاش باك :

أذكر أول مرة أستمعت فيها إلى "علشان يشبهلك"* ...أخبرتك أنني أستمع لها...غَنيت لي نفس المقطع الذي كان يغني منير في تلك اللحظة

*كان نفسي أنديلك...أشكيلك ..أسمع منك...أحكيلك"*

يومها ضَحكت...تَعجبت...

يومها أحببتُك

اليوم أسمعها مرة أخرى في مكان أخر و كلي حرص أن يكن حولي أشخاص أخرون و حديث أخر و دنيا منفصلة عنك

أستمع إلى هذا المقطع و أنظر إلى أعينهم بشيء من التلهف...أريدهم أن يمحو تلك الذكرى بذكرى أخرى تمحو ذكراك و تمحوك معها...أنظر لها فأجد نصف أبتسامة ترتسم على وجهها

"أنا و منير فيه بينا لينك حلو يعني"

و أنحني !

* خاطر :

كل الحكاية أني مش لاقية الأمان مع حد...عارفة أي ست في الدنيا يوم ما بتقابل شخص و تحس معاه بالأمان مخها بيبطل يفكر..مش بتبقى مستنية حاجة...بتبطل بشكل ما تحسب كل تفصيلة صغيرة...بتسيب الطفلة اللي جواها تطلع للدنيا عشان بتبقى عارفة أن بشكل ما فيه حد واقف وراها بيحميها

يمكن يكون علاج فوبيا المستقبل ديه هو أني إلاقي الأمان ده بشكل ما...مش لازم مع شخص محدد...ممكن إلاقي الأمان ده جوايا..أبقى قوية كفاية أني أسند نفسي ف أطمن

يمكن عشان كده بفكر كتير...أوي

* فاصل :

تقف هناك في أخر الحجرة...تحمل في يدها أوراق بيضاء كثيرة لأول فصل من أول رواية كتبتها و كنت أظن وقتها أنها أفضل ما يمكن أن أكتبه على الأطلاق...تقرأ أول صفحة في صمت..ثم تنظر لي

"مش وحشة على فكرة"

أنظر للورق الذي في يدها نظرة إشمئزاز ثم أدير وجهي عنها

تقترب , تضع يدها على كتفي في حنان

"ممكن تكتبي أحسن أكيد , ده غير أنها رواية شخصية أوي و أنتِ ممكن تخرجي برة الأطار الشخصي ده شوية "

أطلب منها أن تقرأه عليِّ كاملاً , و لكن قرأة مسرحية كتلك التي تقرأها...أريد أن تكتمل أركان روايتي الكوميديا بأداء مسرحي يليق بكوميديتها السوداء

تقرأها...نضحك...يرتفع صوت ضحكتنا..

أتوقف لبرهة

"بيبسي مش كاكاو"

"نعم ؟!!"

"مشروبه المفضل بيبسي مش كاكاو "

"!!"

تنحني و تطبع قبلة صغيرة على خدي

"مش ديه أحسن رواية ممكن تكتبيها لأ....أحسن رواية لسة ما عيشتيهاش

أنا بَحِبك أوي ! "

* ما قبل النهاية :

"يا بدر في السما

عمر ما قلبي أترمى

أوصيك

أوصيك بيا"**

أوصيك

أوصيك بيا !

* النهاية :

نعم أنا ضعيفة

أضعف من أن أشد ستائر النهايات , أحب أن أعطي الأطراف الأخرى حبال هذه الستائر ليشدوها هم حتى لا يصيبني داء الندم

لا أحتمل فكرة أن عليِّ تحمل مسؤلية النهايات...التي أخترها أنا و يشدوا حبالها هم

* أغنية "علشان يشبهلك" لمحمد منير

** جزء من قصيدة "عصفورة" لبهاء جاهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق