الاثنين، 22 نوفمبر 2010

مُفتاح الحياة

"مُفتاح الحياة أنت

مُفتاح الحياة الذي لا تَنفتح أبواب السَعادة الأبدية إلا به

أنت مُفتاح الحياة الذي أضعت"

تقف على ناصية شارع ما , تَنتظرُ ,...في شَيء من المَلل تُدير خَاتمها الفضي الكبير الذي تزين به أصابعُ كَفها الصغير ...ثم في شيء من اللامبالاة تدير وجهها ناحية بَحرها لتتأمله .

في الجهة المُقابلة للطريق يقف هو مُستند على عَربته , يضع كَفيه في جُيوب جاكتته الثَقيلة , ينظرُ إلى الجهة المقابلة للطريق - دون أن يَلمحها - يتأمل البيوت السَكندرية القديمة التي تأكلت وجهتها بفعل الجو و مياه بحره المالحة و الزمن .

ظَل يتأمل شُرفات البُيوت واحدة تِلو الأُخرى و يتسأل عما أذا كانت روحه قد سَكَنت أي من هذه الشُرٌُفات , قَديماً , قبل أن تُقرر الإنتقال إلى مَدينته الجافة لتلتقي بجسده و يَكُن هو !...يتأمل كل شُرفة منهم و يتمعن في تفاصيلها... يبحث في طياتها عما قد يمد لروحه بأي صلة....يَسرح فيها حتى تَصتدمُ روحَه بنسمة هَواء مُتشبعة بذرات مياه بحره المالحة لتقتحم الفكرة عقله...لا لم تَسكن روحه أي من هذه الشُرفات الباردة بل كانت تَسكن قلب فتاة سَكندرية كانت تَسكُن , قديماً , في بيت خَشبي صغير مُطل على نفس هذه البقعة التي يَقف أمامها...أعجبته الفكرة كثيراً

لما لا ؟!

روحه تَسكن قلب فتاة سَكندرية ترتدي ثوب أبيض و تطلقُ شَعرها للريح بينما تُزين أصابع كَفها الصغير بحجر الفيروز الذي يحب

إبتسم في صمت ..إبتسامة أنتصار..و كأنه أخيراً قد وجد جذوره و نَسبه الذي يَنتمي إليه...لهذا متعلقة روحه بهذا المكان و يشعر الأنتماء له !...أحب فكرة أن روحه التي يحمل الآن كانت تحملها فتاة ما بين صَدرها و تخاف عليها..لا شُرفة بيت قديم ذابلة لا روح فيها

أطمن لأستقرار تلك الفكرة ف عقله , و أدار ظهره للبيوت القديمة و الشرف الذابلة......و لها !

كل ذلك و هي لاتزال تقف هناك في الجهة المقابلة للطريق , تنتظر , و تدير خاتمها الفضي الكبير في ملل !

**Inspiration :

شخصية "أوكتافيا" في رواية "عزازيل"

و أشخاص أخرى

:)))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق