الأحد، 17 أبريل 2011

Diaries

الكراسة اللي بقالي ست شهور بكتب فيها مذكراتي ضاعت النهاردة , مش مهم ضاعت إزاي و لا فين
الفكرة كلها أن الكراسة اللي من يوم ما أشترتها و أنا بكتب فيها كل يوم تفاصيل اليوم بالتفصيل الممل و أحاسيسي و كل حاجة
الكراسة اللي عاشت معايا أوحش فترة في حياتي , اللي كتبت فيها عن كل التجارب المهمة في حياتي , عن إعراض الإنسحاب , عن الأشخاص الجديدة , الكراسة اللي كتبت فيها طول أيام الأمتحانات , في الفترة اللي كانت الأكثر صفاء و بهجة و راحة على الإطلاق
كتبت فيها عن التغيرات اللي بتحصلي , عن الحياة , كتبت فيها أجزاء من كلام ناس كان أتقالي في مكالمات تليفون و في صدف مش مترتبة و أثر فيا
لحظات كانت عابرة صعب دلوقتي أفتكرها و تفاصيل صغيرة أوي بس كانت مبهجة
الكراسة اللي حضرت معايا التجارب الجديدة , و خنقاتي مع ماما , و فرح أختي و يوم السفر
الكراسة اللي حضرت عيد ميلاد أعز أصحابي و يوم رأس السنة

كل التفاصيل ديه دخلت في بعض و أنا بلف حوالين نفسي زي المجنونة و بسأل الناس اللي حواليا ماحدش شاف كراسة هنا ؟

بعد ما ضاعت حاولت أتمالك نفسي و أفتكرت أن عندي معاد أتأخرت عليه , بس ماكنش ينفع أعمل ده دلوقتي , أي حد كنت حقبله ساعتها كان أول حاجة حتيجي ف بالي لو شوفت حد أعرفه أو يعرفني أني أعيط
كنت غضبانة أوي و حاسة أن فيه مؤامرة بتتعمل ضدي !
ركبت الترام , قاعدت على كرسي الكمسري و حطيت الآيس كريم اللي كنت أشتريته عشان أخفف حرارة الجو الرهيبة اللي ضياع الكراسة زودها على الترابيزة الخشب الصغيرة بتاعته
-طيب ينفع تشتري آيس كريم في الحر ده و تأكليه لوحدك
جاه صوت الكمسري من ورايا غريب و كسر لحظة الصمت و الغضب اللي كنت فيها
رديت عليه بإبتسامة صغيرة
-أتفضل
- أنتِ زعلانة كده ليه طيب ؟....خلاص مش حخد منه يا ستي
-لأ و الله أتفضله كله بالهنا و الشفا

أبتسم الكمسري و سابني و مشي من غير ما يخد مني تمن التذكرة
شوية و جاه وقف جمبي , أخد الربع جنيه و أداني التذكرة
- طيب أنتِ زعلانة ليه ؟
- لأ أصل الكراسة بتاعتي ضاعت
- طيب معلش فداكي , شوفي حد من زمايلك أنقلي اللي ضاع منه

ماكنتش عارفة اقوله إيه...ياريت كان فيه حد ممكن أنقل منه اللي ضاع , بس للأسف كل الناس اللي ذكرتهم فيها ماحدش منهم ممكن ينقلني اللي أنا بس عارفه

- آه , ربنا يخليك يا حاج

أبتسم لي و مشي و فضل طول السكة في الرايحة و الجاية يقولي
- خدت الشر و راحت ماتزعليش بقى

نزلت من الترام مرتاحة شوية عن ماكنت ركبته , بس بمجرد ماشوفت أصحابي , و حضنتهم , عيطت شوية
كان لازم أعيط على الست شهور اللي وقعوا مني كده...كأن حتة من عمري كنت بكتب عنها وقعت من غير أنذار سابق


بس بعد ما عيطت راح الزعل , و حاولت أبص على الصورة من بعيد لقيت أن فيه حكمة من ضياع الكراسة ديه
ما أصل لما يقع ست شهور كان الوحش فيهم أكتر من الحلو...ده مالوش معنى غير أن ربنا بيقولي أبدأي من الأول في كراسة جديدة و صفحة بيضة مفيهاش حاجة تزعل

و اللي فرحني أكتر أني أفتكرت , أخر سطر كتبته في مذكراتي قبل ما تضيع كان
"مش كل شيء بيفوت , ف عمرنا بيجرح
قلب الحياة مليان , حاجات و بتفرح"

أعتقد أن اللي حيقرى المذكرات ديه حينبسط بالنهاية اللي حيوصلها في أخر المذكرات أكتر من التفاصيل , و ديه تقريباً الحكمة اللي ربنا عايز يعلمهالي من ضياع الكراسة ديه
:))

هناك تعليقان (2):