الجمعة، 15 أبريل 2011

الفراق

بالرغم من أن فكرة الفراق لا تستهوني كثيراً , إلا أني لا أخافه على الإطلاق
المسافات الجغرافية و دموع الأهل و الأصدقاء التي يتركون على بوابات المطارات لا تخيفني و لا تبعث في أي حزن على الإطلاق
ربما أقل ذلك لأنني شخص سريع التأقلم , لا تؤلمني كثيراً التغييرات السريعة أو إختفاء الأشياء , كذلك لا يؤلمني كثيراً إختفاء الأشخاص , سواء كان بأختيارهم أو رغماً عن إرادتهم ,
بالعكس , كلما تقدم بي العمر , تخليتني بعد سنة أو أثنين أجلس في مكان غير مكان , في بلاد غير تلك مع أشخاص أخرون في كادر مختلف لا يحمل في طياته أي ذكرى من حقبة "الآن" , لا تؤلمني تلك الفكرة على الإطلاق
بل أسعد لمجرد مرور فكرة البداية الجديدة و المكان الجديد على خاطري , لمجرد مرور فكرة التجربة و المغامرة و الأشخاص و الثقافات الجديدة
فكرة الإستقلال و الإبتعاد عن الروتين الموجود الآن , تسعدني كثيراً , حتى لو كان هذا الإنتقال ما هو إلا روتين أخر و لكنه متخذ شكل أخر
لا أشعر أن فكرة السفر و الإبتعاد مؤلمة , بل أشعر أن فكرة القاء في مكان واحد مع نفس الأشخاص طوال العمر فكرة مؤلمة
فمن قال أن ببقائكم معهم تضمن بقائهم معك , و من قال أنك أن بقيت بجسدك ستبقى بروحك
و من قال أنه ببقائك معهم , تكن قد عشت حياة لها معنى ؟

دموع الأهل و الأصدقاء على أبواب المطارات , اريدها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق