الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

أسكندريتي .....أهناك المزيد ؟




أشعر أن الأسكندرية في حالة تعاطف ظاهر و واضح معي و مع حالة الأكتئاب الحاد الذي أعيش
فثلاثة أيام من غيمة الأتربة و سماء مليئة بالغيوم و شمس ترفض السطوع كان أفضل تعاطف يمكن أن تمنحني إياه أسكندريتي

لا أعلم لما و لكن لا رغبة لي في الذهاب إلي أي مكان ممتليء بالناس لا أريد رؤية ناس لا أعرفهم و الأهم من ذلك حقا لا أريد رؤية ناس أعرفهم فلا رغبة لي في الكلام و رسم بعض الأبتسامات الزائفة و لا رغبة لي أيضا في تبرير وجوم وجهي و صمتي
كل ما لي رغبة فيه الأن هو الصمت ...الصمت الأختياري اللطيف و بعض الراحة لرجلي اليسري التي تظل تصاب في تصميم قاتل حتي ظهرت عليها علامات الضعف و الورم الدائم مقارنة بأختها اليمني

البارحة تمكنت من أختلاق الأعذار و المكوث في المنزل في حالة ثبات غير معتادة و كأنني أتعاطف أنا الأخري مع أسكندريتي الحزينة
حتي شجارنا المعتاد لم أكترث له كثيرة و لكن أكترثت لكلماته و أنصت لها ...و علي غير العادة لم تنتج عني أي ردة فعل سلبية كانت أو أيجابية كل ما كنت أريده هو تأثير هذه الكلمات علي نفسي فكم كنت بحاجة إلي سكب بعض الدموع علي جروحي !
-نعم تظلي تخبريني أنه لا داعي للبكاء علي كلام مكرر متوقع تكراره كثيرا.... بل مؤكد تكراره و لكن لايزال يؤثر في و من المؤكد أنه سيظل يؤثر حتي ننتهي.... أوعدك أن تري هذه اليوم -

البارحة صمتنا يا صديقاتي العزيزات فلم يعد لثرثرتنا معني
و علي غير العادة كان هناك الكثير لنحكيه لبعضنا البعض و لكن كل منا شعر برغبة قاتلة في الصمت و تفهمنا
تفهمنا صمتنا
فصمتنا و لم نلح فالكلام لابد له من رد
و الرد ثقيل فتركنا كل منا لصمتها
و ليتنا تكلمنا

و اليوم لأسباب كثيرة وجدت نفسي في حاجة إلي الخروج إلي الحياة و لكن الحياة الخالية من الناس... أريد الأختلاء بذاتي في مكان لا جدران فيه و لا أوامر مرهقة
خرجت لعلني أجد شيء مبهج في طريقي
فأنتشلت "ثلاثية غرناطة" التي منذ أن أشتريتها و هي ملقاة علي مكتبي في أنتظاري لأقرئها
بدأت في قرأتها دون رغبة مني فقط ليمر الوقت الذي لا معني له فكم أكره الوحدة
و خاصة الوحدة الأجبارية المغلفة بطبقة من وهم الأختيار
مرت الساعات و أنا أفكر
لما يحدث ما يحدث ؟
فحتي الأن لم أري الحكمة المؤكد وجودها أو التي أظل أقنع نفسي بوجودها فلو لم يكن هناك حكمة وراء ما يحدث لأصبح الموت بسكتة قلبية حادة ليس بالكثير

أخوتي الأعزاء لما لا أجدني قادرة علي الكلام و البوح لكما بمكنون صدري
أربما لأن أحاديثي أصبحت مكررة فلا أجد الأن داعي للكلام ؟
أم أنني حقا أمنت أنه لا فائدة منه فأصبح لا داعي له ؟
أيأست ؟
أيأسنا ؟
لتكذبا علي و تخدعاني و تقولا لا !!


أ أنا التي تتعاطف مع أسكندريتها الحزينة أم هي تشعر بما نشعر به من ألم يجعلها راغبة في التعاطف معنا جميعا ؟







أنظر هناك
هناك تجد مافقدته هنا
أنظر لعل نظرك المريض يري بريق الدنيا
أنظر حتي و أن كنت أعمي البصر
لعلك الأن تري
لعلك الأن تستطيع أن تري


و حتي أن رأيت لا بريق هناك لأري



ليت حياتي حلم حلمته من سنوات
أفضل حلم حلمته علي الأطلاق

ليت حياتي حلم لا أتذكره

هناك تعليق واحد:

  1. Just brilliant! Very very compelling and well-written begad! I thoroughly enjoyed reading it. Good job Jailan :).

    ردحذف