تظهر صور الشهداء على مختلف الصفحات , أشاهدها بكثير من الحزن و الحسرة
أشتم رائحة الموت و يؤلمني مجرد التفكير في أهل هؤلاء..تأتني صورة فيفان و هي تتشبث بيد خطيبها مايكل و يبدو على وجهها الكثير من المرارة
الحداد يحاصرنا , يؤلمني
أنظر إلى السماء , لماذا كل تلك العبثية , أن كنا جميعاً أبنائك ..لماذا تشتتنا بين الأديان المختلفة
تقول أمي أن من ماتوا كانوا بشكل ما مخطئين , أسكت
تخبرني جارتنا التي قلما ما يدور بيننا نقاش جدي , أو اي نقاش على الإطلاق
تقول أن الإقباط " نصارى كفرة" ...أثور في وجهها و أخبرها أن مثل هذا الكلام مرفوض
تخرج و هي تنظر لي نظرة تكفير
أعود لأتذكر ...الله الذي أعلمه بالتأكيد يختلف عن ذلك الذي تتكلمون عنه
الذي أعلمه يرحمنا , يعطينا الحب و السكون في نفوسنا , الذي أعلمه خلقنا جميعاً و نحن أبنائه
لا أعلم لما قد يفضلنا عن الأخرون فقط لأننا ولدنا بملة أخرى غير هؤلاء الذين نتشارك معهم في عبادته
تذكرت عندما أجتمعت مع عدد من الصديقات في جنينة الأوبرا و دار بيننا نقاش مؤلم حول رؤيتنا للذات الإلهية
كل منا رأت الله بعينيها , و لكنه كان نفس الرب الذي نعود لنا جميعاً لنحدث
تتسأل صديقتي عن سبب وجودنا , ما الفائدة أن كنا جميعاً عائدون له
لماذا خلقنا ...تتسأل و أصمت
أنا لا أعلم أجابة محددة لهذه الأسئلة...و أجابة العمل و العبادة أجابة - بالنسبة لي - غير مكتملة
و لكني على يقين أن الله الذي أقف كل ليلة في شرفتي أحدثه , و الذي يتحمل نوبات غضبي...يد الله التي تربت على كتفي كلما أبكي ..لا يمكن أن تكن اليد التي ساعدت كل هؤلاء في قتل بعضهم البعض
و لكن يا الله , أنا الآن أريد أجابة على سؤالي
لماذا تتركهم يمارسون كل تلك العبثية بإسمك...إلا يكفينا ما في هذا العالم من عبثية ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق