السبت، 14 مايو 2011

جنزبيل بالليمون

كل ما يمكن أن أرغب فيه الآن , هو تجمد اللحظة , تجمد لحظتي
فليستمر العالم ف الدوران , و لتستمر الأشياء في بعث المزيد من الكآبة و الحزن على عوالم الآخرين ...فقط فلتتجمد لحظتي عند هذه النقطة و لا يعود لشيء معنى أو صوت

لماذا لا يكن لباب حجرتي مقبض واحد , من الداخل ..حتى يكن بإستطاعتي النوم لفترة أطول دون أن يذكرني أحد بضروريات لا شأن لي بها , دون أن يكسر أحد تجمد لحظتي , دون أن يكسرني أحد ؟
لماذا لباب حجرتي مقبضين ؟!

أمي تدعي أنها على يقين بسبب شعوري الدائم بقبضة الصدر و الإنزعاج , تعلم جيداً أسباب الزيارات الدائمة للإكتئاب , كما تقول أنها تعلم سبب شعوري بالوحدة و رغبتي الدائمة ف البكاء
تقول أنه عدم الإيمان أو أن إيماني بك ليس بكافي !
هكذا , تدخل و تتدخل مجدداً في حياتي و لا يكن لأي تفسير منطقي أخر ذات القدسية التي لتفسير يحتوي عليك كركن من أركانه , ف أصمت !
هكذا يتحول ضعف إيماني إلى حزن , كما كان يتحول إيماني بك و كثرة كلامي معك إلى حزن
أصبحت اليوم لا أعلم أن كان حقاً علي إدراكك في ما يخصني من شئؤن و أنت لم تعد تحبني كما كنت تحبني و أنا صغيرة !!

ماذا تتوقع مني الآن ؟...ماذا أتوقع منك الآن ؟!
كل يوم أستيقظ من نوم عميق بجسد مرهق , ظهر يؤلم و عظام تكاد تنكسر من الألم..حتى أحلامي التي أحب لم أعد أتذكر !
أشعر في كل صباح أنني امرأة عجوز , تفقد الذاكرة ببطء , تنسى من تحب , تنسى كل شيء !
امرأة عجوز لا فتاة صغيرة على وشك بلوغ أعوامها الواحد و العشرين
ف صمت شديد أصنع كوب "الجنزبيل بالليمون" و أجلس في حجرتي ببابها المنغلق , إستكمل دائرة الأسئلة الوجودية التي لا أبداًَ تريد أن تجيب على أي منها !
أنظر لك و أستكمل أخر رشفات في كوبي..
لا مزيد من القهوة ! ..توقفت عن شرب القهوة عندما أخبرتني أمي أنها رأت في برنامج ما أن التوقف عن شرب القهوة يساعد على إنقاص الوزن..توقفت و لم ينقص شيء , فقط زادت مرارة الحلق بمرارة الليمون
هكذا أبدأ في التأكد , لم تعد تحبني كما كنت تحبني و انا صغيرة



أترك كراسة مذاكرتي فارغة...أسبوع و ثلاث أيام بلا حرف واحد جديد فيها
فقط جملة واحدة
"لا جديد تحت الشمس"
من يكتب مذاكرته يجب أن يجد أحداث تستحق أن تسجل فيها , و أنا لا أملك شيء
لا أملك شيء على الإطلاق...و لا حتى إملكني
أملك خيبة أمل , و فشل عاطفي فاشل , و علاقات أنسانية متعددة لآناس يعتقد كل منهم أنني أمه التي لم يستطع الحصول عليها على أرض الواقع !
و كل هذه الأشياء لا تكفي لصنع حياة


ربما غداً سأستطيع أن أكتب عن النوم
عن اللاحياة
عن حبك الذي لم يعد
و عن الجنزبيل بالليمون و الأسئلة الوجودية ...لعلك تستجيب و تجيبني
لعلك تحبني مجدداًَ كما كنت تحبني و انا صغيرة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق