الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

النار لم تنطفيء بعد

أبتسم إبتسامة صغيرة بمجرد تذكر التفاصيل التي تجمعنا و التي لا أستطيع أن أحددها بالتفصيل
أشعر وقتها أن لا ذكريات حقيقية تجمعنا و لا تفاصيل تصفنا ...أعود بعدها لأتذكر أن كل هؤلاء الذين أحب لا أستطيع أن أحصى التفاصيل التي تجمعني بهم..لا أستطيع أن أقف على تفصيلة واحدة محددة تصنع ما بيننا من حب و مودة
و لكنني بالتأكيد أعلم أن الذي يجمعنا عمر...عمر أكبر من كل تلك التفاصيل التي قد تكن تجمعني بأصدقاء عابرون لا يحددون بالتأكيد هويتي و تفاصيلي...لا يحددون وجودي مثلكم...لا يحددون وجودي مثلك !
أخبرك أنني لا أستطيع الإستغناء عنك...كل الذي يخطر في بالي في تلك اللحظة هو حقيقة أنه سيأتي اليوم الذي سيستغنى فيه أحدنا عن الأخر...و لكن أظل أأكد لك أن فكرة الحياة من دونك فكرة غير واردة ف الخطة
تبتسم صديقة لنا تعرفنا و هي تسمعني أحدثها عن أصابع يداك الطوال...تحاول تفادي الحديث عنك ..و عندما أخبرها أن وجودك لا غنى عنه تبتسم و تخبرني أنها مرحلة و ستنتهى
أشعر وقتها بالمرارة تحاصرني و أنكمش...لا أريد منها أن تخبرني أن كل الأشياء قد تحدث و لكني أيضاً لا أريدها أن تذكرني بأننا كالماء و الزيت...لن أبداً نجتمع في كوب واحد و أن أجتمعنا سيظل ذلك الفاصل بيننا يفرقنا
أصمت...في حديث أخر يجمعنا بعد بضعة أيام...أخبرها أنني على يقين بأنه لا وجود لمفترق طريق بين طريقينا
تبتسم محاولة مواستي , ف أضحك حتى لا تشعر بكم المرارة التي أحمل في قلبي و لكنها تخبرني فيما بعد أنها أحبتني و أنا هادئة بالرغم من كل ذلك الحزن الذي رأته في عيناي !


في اليوم التالي أصمت كثيراً..أضحك مع صديقة على الهاتف...أتوقع حدوث الأفضل..أنظر إلى السماء و أبتسم..."
أعلم أنك هناك و ستفعل شيء ما عما قريب يريح قلبي"


اليوم الذي يليه يأتي القليل من النجاح لعتبة منزلي الذي بعد يومين يحترق !

أستعب بعدها بيوم أنني لا أختلف عنهن...جميعاً في نفس الكفة..يقال لنا ذات الكلمات

أترك العمل أو يتم فصلي من عمل ظننت لبرهة من الوقت أنه تذكرة الخروج من كل ذلك الضجر...تذكرة الطريق الذي سيأخذني بعيداً عن كل شيء
أتقبل الوضع وأرحل في صمت لتحترق في اليوم الذي يليه الشقة المجاورة لشقتنا و يمتليء منزلنا بدخان أسود مناسب تماماً لحالة التعاسة التي أعيش


أذكر يوم فصلت من العمل و أنا أعبر الطريق المؤدي للشارع الرئيسي أن كل ما كنت أفكر فيه هو الله !...كنت أشعر بالخذلان...و شعرت بشيء من المرارة و الألم ...صدري كان يحترق هو الأخر و شعرت أنه لا جدوى من الشكوى..بكيت و أنا أتفادي النظر له !
و تذكرت عندما من أقل من سنة كتبت له أنه لم يعد يحبني ...و لكنني شعرت يومها أنه يحبني ...و لكني مثلي مثلهن جميعاً...كل منا يحظي بالقليل من الحب ...و لكني دائماً أريد أكثر و لعلمي أنه يعلم , لم أستطع النظر له
كنت أريد أن يأخذني أبي في أحضانه في تلك اللحظة بالذات...ف وحده عندما أبكي ينظر لي و يبتسم
"بتبقي عاملة زي العيال الصغيرة الهابلة و أنتِ بتعيطي" !


ينتهى الحريق , أجلس هادئة في سريري , يمر على خاطري أصابع يده الطوال فأنظر إلى يدي و أتذكر عندما أخبرتني صديقة أنها تتعجب من قدرتي على تذكر تفاصيلك الدقيقة و أضحك
أنام لأستيقظ على صوت أمي و هي تخبر أبي أن الحريق لم ينتهي بعد و أن الكثير من الدخان يتصاعد من الشقة المجاورة
أضمها برفق


نعم , كنت على يقين أن النار لم تنطفيء بعد !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق