الأربعاء، 13 يناير 2010

و يبقي الصبار...!!



جاءتني تحمل في يدها قصيص كبير في منتصفه نبات صبار مغطي بالورود الزهرية الصغيرة
أعطتني إياه و هي تنظر في عيناي و تتأملني..
"لما البكاء ؟..خذي هذه
أنتِ الصبار ...فأعطيها لمن يتقبلها"

أنحنت برفق و طبعت قبلة رقيقة علي جبيني البارد و رحلت في صمت
لم أحاول أن أسألها من أنتِ..لها ملامح جدتي و ضحكتها و عيناها الواسعتان و لكن شيء ما كان يخبرني أنها ليست هي
لم يكن حقا يعنيني أن أعرف من تكن..فتركتها ترحل في صمت و أنا أتأمل خطوتها الواثقة الهادئة و هي تأخذها بعيد


أحتضانت قصيص صبارتي في صمت و أخذت أمشي في الأتجاه المعاكس لها و أنا أدندن
"أخد حبيبي يانا ياما
أخد حبيبي يابلاش
زارع في القلب وردة
و النبي ياما ماتقطفهاش"


رأيتك تقف هناك ..أبتسمت لك و لكنك لم تبتسم لي في المقابل فشعرت بالبرد يتسرب إلي أعماق قلبي و أحتضنت صبارتي إلي صدري أكثر و أكثر
ثم في خطوات ثابتة هادئة ذهبت إليك
وقف كل منا أمام الأخر و طالت لحظة الصمت...أنا أنظر لعيناك و أنت تنظر بأستغراب و علامات الأشمئزاز في عيناك إلي صبارتي
و في اللحظة التي كنت علي وشك أن أخبرك أن هذه الصبارة لك...لك أنت
أخبرتني أنك تكره الصبار
و رحلت

رحلت و تركتني هناك أحمل صبارتي في أحضاني لا أعلم أهل أتركها غضبنا عليها أم أتمسك بها غضبا منك
رحلت و أخذت ترحل أكثر فأكثر حتي أختفت عيناك مع السراب البعيد هناك
رحلت و تركتني هنا لا أعلم

أزداد البرد و أزداد مع تسربه إلي أحتضاني لصبارتي فوجدتني أنزف..دماء أخذت تلون الورود الزهرية بلونها الأحمر الداكن و تزيد من كثافتها علي الصبار حتي أصبحت صبارتي مغطاة بالكامل بالورود الحمراء الصغيرة و لم أكتفي من أحتضانها
و صوت لا يفارق أذناي يردد في ألحاح و ثقة

"ياإبنتي أنتِ الصبار الذي تحملين
تقبليه حتي تجدي من يتقبله

أحتضينه بقوة حتي يتوقف سريان البرد في عروق قلبك الصاخب و تشعرين بالدفء من جديد
و أعلمي أنه إبدا لم يحب الصبار
كل ما أحب هو تلك الورود الزهرية الصغيرة
و لكن الورود تذبل يا إبنتي و يبقي الصبار
يبقي الصبار الصبور الذي يرضي بالقليل
يبقي أنتِ و قلبك الرقيق"

عندما أستيقظت كنت علي يقين أنها أنتِ
أنتِ من أعطنيِ الصبار و طبعت قبلتها علي جبهتي
أنتِ يا أمي من صنعت الصبار

الذي أحب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق