السبت، 27 نوفمبر 2010

إنها سخرية القدر

عندما تستيقظ ذات يوم لتكتشف أن الشيء الوحيد الذي كانت تدور كل حياتك حوله هو مجرد لا شيء

يكن الوقت قد لعب معك أفضل لعبة ساخرة في كوميدياته السوداء

فليكن عندها رد فعلك بسيط غير مبتذل و لتضحك...لتكن ضحكتك عالية مبهجة حتى لا تفسد إيقاع البكاء

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

و بس

لما لا أسكن وحدي في مدينة لا أعرف فيها أحد ؟!...لما لا ؟!


دائماً ما يأتيني هذا الهاجس الجميل أن يوم ما سنتقابل في مكان لا يعرفنا فيه أحد و سـأتكمن يومها من ضمك إليَِ بقوة و البكاء في أحضانك...أظل أبكي...ابكي أبكي حتى إنكمش داخلك فتسكن روحي جسدك و أبقى معك إلى الأبد !
أشعر أن مثل هذا الفعل من شأنه أن يخلصني تماماَ من كل المشاعر السلبية التي تحتلني..ربما سيخلصني ذلك من غضبي الذي يخنقني...

ربما وقتها سأتأكد من أن القدر لم يظلمني و أن الله حقاً يحبني بقدر محبتي له....و لك


الخميس، 25 نوفمبر 2010

حالة

لأنني أعرف يقيناً أن النهاية قريبة...أستنجد بكل لحظة تجمعني بك...أتعمل مع وجودك كأنه واقعي الذي أعيشه
و أحبك كأنك ملكي وحدي و كأننا نبدأ , وحدنا , من جديد
لأنني أعرف أن هذا الغد - الذي أودعك فيه إلى الأبد لأبدأ رحلة المعاناة و تبدأ أعراض الأنسحاب في الظهور و أحتلال بقايا هذا القلب المفتت - سيأتي...أستمتع بكل لحظة ...لا أفكر ماذا قد يحدث بعد...عن مشاعري التي ستنكسر لفراقك قريباً
لا أتسأل من , متى أو كيف
فقط أستمتع بحبي لك...بأخر قطراته قبل النهاية
* الصورة من فيلم :(Le Fabuleux Destin d'Amélie Poulain

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

أعراض الإنسحاب

إنه الإكتئاب الأعظم و الرغبة في اللا شيء سوى أن أبتعد و أولد من جديد على إيد أخرى غير تلك اليد التي تقتلني !

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

أوصيك...أوصيك بيا

* البداية :

كل أمرآة تُحب أن تَقف أمام المرأة..تُحب أن تَرفع شَعرها إلى أعلى أعلى رأسها حتى تَظهر عِظام رَقبتها بارزة و واضحة أكثر مما هي

تنظر لهما في فَخر...في سَعادة...تَشعُر بجمالها فيهما...تَشعر بأنوثتها بهما

هكذا تَتوقف كل أمرآة و لو حتى دقيقة أمام مِرأتها لتشكر شَعرها المرفوع إلى أعلى أعلى رأسها على لحظات البهجة التي يَمنحها !

* فلاش باك :

أذكر أول مرة أستمعت فيها إلى "علشان يشبهلك"* ...أخبرتك أنني أستمع لها...غَنيت لي نفس المقطع الذي كان يغني منير في تلك اللحظة

*كان نفسي أنديلك...أشكيلك ..أسمع منك...أحكيلك"*

يومها ضَحكت...تَعجبت...

يومها أحببتُك

اليوم أسمعها مرة أخرى في مكان أخر و كلي حرص أن يكن حولي أشخاص أخرون و حديث أخر و دنيا منفصلة عنك

أستمع إلى هذا المقطع و أنظر إلى أعينهم بشيء من التلهف...أريدهم أن يمحو تلك الذكرى بذكرى أخرى تمحو ذكراك و تمحوك معها...أنظر لها فأجد نصف أبتسامة ترتسم على وجهها

"أنا و منير فيه بينا لينك حلو يعني"

و أنحني !

* خاطر :

كل الحكاية أني مش لاقية الأمان مع حد...عارفة أي ست في الدنيا يوم ما بتقابل شخص و تحس معاه بالأمان مخها بيبطل يفكر..مش بتبقى مستنية حاجة...بتبطل بشكل ما تحسب كل تفصيلة صغيرة...بتسيب الطفلة اللي جواها تطلع للدنيا عشان بتبقى عارفة أن بشكل ما فيه حد واقف وراها بيحميها

يمكن يكون علاج فوبيا المستقبل ديه هو أني إلاقي الأمان ده بشكل ما...مش لازم مع شخص محدد...ممكن إلاقي الأمان ده جوايا..أبقى قوية كفاية أني أسند نفسي ف أطمن

يمكن عشان كده بفكر كتير...أوي

* فاصل :

تقف هناك في أخر الحجرة...تحمل في يدها أوراق بيضاء كثيرة لأول فصل من أول رواية كتبتها و كنت أظن وقتها أنها أفضل ما يمكن أن أكتبه على الأطلاق...تقرأ أول صفحة في صمت..ثم تنظر لي

"مش وحشة على فكرة"

أنظر للورق الذي في يدها نظرة إشمئزاز ثم أدير وجهي عنها

تقترب , تضع يدها على كتفي في حنان

"ممكن تكتبي أحسن أكيد , ده غير أنها رواية شخصية أوي و أنتِ ممكن تخرجي برة الأطار الشخصي ده شوية "

أطلب منها أن تقرأه عليِّ كاملاً , و لكن قرأة مسرحية كتلك التي تقرأها...أريد أن تكتمل أركان روايتي الكوميديا بأداء مسرحي يليق بكوميديتها السوداء

تقرأها...نضحك...يرتفع صوت ضحكتنا..

أتوقف لبرهة

"بيبسي مش كاكاو"

"نعم ؟!!"

"مشروبه المفضل بيبسي مش كاكاو "

"!!"

تنحني و تطبع قبلة صغيرة على خدي

"مش ديه أحسن رواية ممكن تكتبيها لأ....أحسن رواية لسة ما عيشتيهاش

أنا بَحِبك أوي ! "

* ما قبل النهاية :

"يا بدر في السما

عمر ما قلبي أترمى

أوصيك

أوصيك بيا"**

أوصيك

أوصيك بيا !

* النهاية :

نعم أنا ضعيفة

أضعف من أن أشد ستائر النهايات , أحب أن أعطي الأطراف الأخرى حبال هذه الستائر ليشدوها هم حتى لا يصيبني داء الندم

لا أحتمل فكرة أن عليِّ تحمل مسؤلية النهايات...التي أخترها أنا و يشدوا حبالها هم

* أغنية "علشان يشبهلك" لمحمد منير

** جزء من قصيدة "عصفورة" لبهاء جاهين

أحمر

فجأة أُقرر أن أخلع عن قَدماي حذاء يخنقهما , أنظر لهما في ترقب و أنتظر أن تهبط عليهما مُعجزة من السماء ليضيئا مرة أخرى و لكن لا شيء يأتي ...مظلمتان تماماً كما كانا و هما داخل حذاء أحمر يكرهنا !

سنوات طوال و أنا أمشي ببطء , لا أسعى لأستخدام قدمان مَلا رجائي الركض بهما.. أغطيهما بحذاء -من جلد البشر -صنع خصيصاً لهما !...فقط سمحت لهما و لنفسي أن تخترق كعبهما شقوق الزمن,,و لكن رفضت أن أروي هذه الشقوق فتنبت زهور بنفسجية

و أبكي !

أنظر لهما...ربما كان علىِّ منذ البداية بترهما

أنظر لهما...ربما لا أستحق أن يكن لي قدمان أركض بهما بعيداً

أنظر لهما...و ببطء شديد أغرسهما في الماء..تظهر بوادر زهور بيضاء صغيرة...يُضيئان مجدداً

و أحِبَك !

الحوريات السبع

يحرص هو , كلما دخل للإستحمام , على غلق باب حمامه بأحكام شديد جداً !

أقتنع بعد فترة طويلة من الأقناع أنه لم يدفعها إلى أي شيء...هي التي دخلت حياته و دفعته إلى الدخول في شيء لم يريد

نعم , ف هو لم يخبرها بشيء محدد سوى أن سبع حوريات يحبانه و يزورنه في أحلامه بشكل يومي متصل

..فقط...هذا هو كل ما أخبرها...

هي التي حرصت كل الحرص على أحاطته بذكر كل الأشياء التي يحب...ضحكت أمامه و بشكل ما دفعته إلى التلاعب بها

هي كانت تريد ذلك...بالتأكيد كانت تسعى لأن يتلاعب بها و يعبث بعواطفها و يدمرها

و إلا لماذا كانت تخبره أنه أرقى منها و أكثر ذكاءاً و موهبة ؟!

خلع ملابسه و ترك المياه الساخنة تنال من رأسه و تُسَيح ما بها من أفكار

الآن هي -بالتأكيد الممل - كعادتها المملة تبكي ...ربما تكن تحكي لأحدى صديقتها عن هذا الوغد الذي حطم بقاياها

و ربما تكن تبكي فراقه

هو لم يكن يسعى لأي شيء...هي التي دفعته

لم تكن تعرف أنه كان يغلق باب حمامه حتى لا يرونه حورياته عارياً فيكرهونه أكثر

و أنه اليوم قد ترك باب حمامه مفتوح لأنه بشكل ما يعرف أن لون الدماء على رخام حمامه الأبيض سيثير حورياته السبع و يدفهن لحبه و أخذه معهن في أحلامهن !

العيد فرحة

"من إمتى العيد مبهج ؟"

تسأله في برود

"مم طول عمر العيد مبهج..مش عيد ..لازم يبقى مبهج"

تنظر له نظرة سخرية

"أي كلام...بقالك قد إيه ماحستش بالعيد ؟...أي كلام "

يتركها تنفخ دخان سيجارتها في غضب و يخرج إلى الشرفة في محاولة منه للخروج خارج نطاقها السلبي و تنفس بعض الهواء النقي

"يمكن يكون عندها حق , بس إدينا بنقنع نفسنا أننا مبسوطين..يعني نموت من القهر و الحزن يعني !"

تدخل عليه الشرفة..تسند رأسها على كتفه المرهق

"عارف...أخر مرة حسيت فيها أن العيد له معنى كان و أنا صغيرة أوي...من كتر ما الوقت ده بعيد مش فاكره

بس أنا فعلاً مش عارفة أفرح بالعيد تاني

يمكن دلوقتي و أنا ساندة رأسي على كتفك حاسة أن العيد مش حيمر مر زي كل سنة..بس مش حينفع يبقى مبهج زي زمان

فاهم حاجة ؟"

يمرر يده على شعرها ببطيء و يرفع رأسها قليلاً ثم ينظر لها نظرة حانية

"فاهم...للأسف فاهم أوي"

يترك رأسها لتستقر ببطء على كتفه بينما يتأمل كلاهما الزينة المعلقة على الشرفة المقابلة لهما !

شاي نعناع

تعاني من حالة غير مفهومة من الجفاء

تشاهد المقربون يتركون الساحة و يرحلون أو ينسحبون بشيء من البطء و هم لا يشعرون بأعراض هذا الأنسحاب , بينما هي تجلس هناك تحتسي الشاي بالنعناع في شيء من السخرية و التحدي

فليرحلون ...لن أوبخ أحد للبقاء...أسيكون لبقائهم معنى أن طلبته أنا ؟!

لا

أذاً فليرحل من يستشعر الرغبة في ذلك...ف أنا حقاً لا أهتم سوى بكوب الشاي بالنعناع الذي أرتشف دون ملل

تمتص المرارة و تترك جسدها لألام أعراض الأنسحاب القاتلة و رائحة النعناع

الآن تعرف سبب البرود المفاجيء الذي أصاب أطرافها و تركها دون شعور

تحلمين بالتواجد داخل خزانة من الحديد يطرقها الجميع دون كلل طلباً للمساعدة...كلهم يريدون مكانك هذا...يريدون الحماية و الأمان ..عدم الشعور مبهج -أحياناً- !

تغمض عينها في شيء من الأستنكار

أنا لا أعاني من شيء على الأطلاق...أنها مرحلة أنتقالية أخرى ...واحدة من تلك الفوبيات الكثيرة التي تلهث ورائي محاولة قتلي , تحاول أقتحام عقلي و دفعي للجنون و لكن لا

و لكن لما لا ؟...لما لا نخوض تجربة الجنون ...ربما تكن أفضل من تجربة المراحل الأنتقالية و أعراض الأنسحاب

يأتيها وجهه في المرآة واضح ..ترتبك لأرتسام حركات يده و نصف الإبتسامة و حاجبه الذي يرفعه في تعجب على وجهها ...تتقمص دوره في براعة ...تقلد صوته

الآن سيخبرها إلا تخاف ..أن تدخل في التجارب ب"صدر مفتوح" دون خوف أو تعجب أو فوبيا بينما يتملك صوته النبرة الهادئة

سينصحها أن تتخلص من فوبياتها و تمارس حياتها بشيء من الأندفاع..سيشجعها على أن تخوض تجربة الجنون لربما تكن الأفضل ثم سيبتسم أبتسامة صغيرة تسمع صوتها يرن في أذنيها

نعم أنه الجنون المصاحب لحالة أنسحاب أخرى شديدة السخرية

تترك وجهه المرتسم على وجهها ..تندفع إلى هناك... تريد أن تقطف زهرة مرسومة على ورقة بيضاء صغيرة ملقاة في أحد صناديق القمامة العارية الملقاة على قارعة الطريق

أخبرت صديقتها أنها تتحضر لموعد مهم جداً أمام المرآة و أنه لا يصح أن تذهب إلى موعدها دون شيء جميل تحمله في يدها المحملة بأكواب الشاي بالنعناع

ها هي صديقة أخرى ترحل دون أن تشرب الشاي !

و لكن لا يهم...المهم الوردة المرسومة على الورقة البيضاء الصغيرة الملقاة في أحد صناديق القمامة العارية ...هذا هو المهم

فكيف يمكن أن تشرب الشاي أمام المرآة دون أن يصحاب أرتسام نصف إبتسامته على وجهها وردة بيضاء لا وجود لها ؟!

مُفتاح الحياة

"مُفتاح الحياة أنت

مُفتاح الحياة الذي لا تَنفتح أبواب السَعادة الأبدية إلا به

أنت مُفتاح الحياة الذي أضعت"

تقف على ناصية شارع ما , تَنتظرُ ,...في شَيء من المَلل تُدير خَاتمها الفضي الكبير الذي تزين به أصابعُ كَفها الصغير ...ثم في شيء من اللامبالاة تدير وجهها ناحية بَحرها لتتأمله .

في الجهة المُقابلة للطريق يقف هو مُستند على عَربته , يضع كَفيه في جُيوب جاكتته الثَقيلة , ينظرُ إلى الجهة المقابلة للطريق - دون أن يَلمحها - يتأمل البيوت السَكندرية القديمة التي تأكلت وجهتها بفعل الجو و مياه بحره المالحة و الزمن .

ظَل يتأمل شُرفات البُيوت واحدة تِلو الأُخرى و يتسأل عما أذا كانت روحه قد سَكَنت أي من هذه الشُرٌُفات , قَديماً , قبل أن تُقرر الإنتقال إلى مَدينته الجافة لتلتقي بجسده و يَكُن هو !...يتأمل كل شُرفة منهم و يتمعن في تفاصيلها... يبحث في طياتها عما قد يمد لروحه بأي صلة....يَسرح فيها حتى تَصتدمُ روحَه بنسمة هَواء مُتشبعة بذرات مياه بحره المالحة لتقتحم الفكرة عقله...لا لم تَسكن روحه أي من هذه الشُرفات الباردة بل كانت تَسكن قلب فتاة سَكندرية كانت تَسكُن , قديماً , في بيت خَشبي صغير مُطل على نفس هذه البقعة التي يَقف أمامها...أعجبته الفكرة كثيراً

لما لا ؟!

روحه تَسكن قلب فتاة سَكندرية ترتدي ثوب أبيض و تطلقُ شَعرها للريح بينما تُزين أصابع كَفها الصغير بحجر الفيروز الذي يحب

إبتسم في صمت ..إبتسامة أنتصار..و كأنه أخيراً قد وجد جذوره و نَسبه الذي يَنتمي إليه...لهذا متعلقة روحه بهذا المكان و يشعر الأنتماء له !...أحب فكرة أن روحه التي يحمل الآن كانت تحملها فتاة ما بين صَدرها و تخاف عليها..لا شُرفة بيت قديم ذابلة لا روح فيها

أطمن لأستقرار تلك الفكرة ف عقله , و أدار ظهره للبيوت القديمة و الشرف الذابلة......و لها !

كل ذلك و هي لاتزال تقف هناك في الجهة المقابلة للطريق , تنتظر , و تدير خاتمها الفضي الكبير في ملل !

**Inspiration :

شخصية "أوكتافيا" في رواية "عزازيل"

و أشخاص أخرى

:)))

لحظة

دعنا نَتقابل صُدفةً , نَمشي سَوياً في شَوارع مَدينة تَكرهنا , ننظرُ إلى أضوائها التي لا تَبهرنا على الأطلاق فيزيد حنقها علينا و تكرهنا أكثر

نظل نمشي نمشي و نمشي حتى نَملُ المشي فنجلس على أول مقهى تُقابلنا لتُخرجَ ما تبقى من علبة سَجائرك و تضعها على الطاولة الفارغة ف شُموخ...تَسحب سيجارة و تشعلها بينما أبدأ أنا في سرد أحداث غير مهمة على الأطلاق

أخبرك عن تلك التي فقدت حبيبها و الأخرى التي تملأ حياتها المشاكل...أنتهي بهذا الرجل الذي فقد أحلامه و هذا الصديق الذي لم يعد كذلك...تستمع إلي بينما تصوب دخان سيجارتك الرابعة على سحاب سماء لم و لن تسعك

نصمت

و نصمت

و نصمت

أشير لك على أمرآة تقف هناك بجانب رجل يبدو عليه الأرهاق , أخبرك أنها بقايا هذا الرجل الذي يجر ورائه الفقر و الهم و أشياء أخرى لا نعلمها

تُتابعني و أنا أحرك يدي و أنظر إليهما في شيء من الأشفاق

تترك سيجارتك تحترق في يدك

تنظر إلى اللاشيء ..تخبرني , في هدوء تام مصاحب بنصف إبتسامة تعودت أن ترسمها على شفتيك كتعريف لسخرية القدر ,

أنها ليست وحدها...فنحن جميعاً ,مثلها تماماً , بقايا لهذا الرجل

بخاف

لماذا يأتي دائماً الخوف ليعكر صفو كل شيء ؟

لماذا أخاف ؟!

لماذا لم نولد جميعاً ف قصة كتلك الخيالية حيث الخرافات و الأساطير

حيث الفارس يحب الأميرة و تنتهى القصة دون أن يسأل أي منهما عن رصيد الأخر ف البنك أو عن عائلته الكريمة من أب و أم , عمة و عم !

لماذا نحن هنا جميعاً في هذا القدر و الدوامة الغير معروفة النهاية ؟

أنا أخاف

نعم أنا أخاف

أخاف من الفشل

من الوحدة

من الجرح

أخاف من الألم

أخاف من الخوف ذاته أن يأتي اليوم الذي يدمر فيه كل ما أعمل أنا لبنائه

أخاف من المستقبل إلا يكن كمان أريد و أتخيل

أخاف منك و عليك

و أخاف لك و إليك و لي و علىّ

أخاف مني

...........

"من الغريب أن أشعر بأن روحي مملوءة بالنور مع أنها لم تفارق البدن"

أفلوطين

الآن , أنا أفقد كل ما أملك من نور كان يحتويني و لا أعلم أن كان في أستطاعتي أن أمنع تسربه من أركان روحي

و لكني على يقين بأنه يتسرب

لم يعد بيدي حيلة الآن سوى الأعترف بأن النور نفذ و الطاقة لم يبقى منها شيء

من المؤلم أن تستيقظ ذات صباح لتنظر في المرآة فتشعر أنك فقدت ذاتك و لم يعد لأبتسامتك روح

تشعر أنك في حاجة إلى أشياء كثيرة و لكنك أعتدت على منحها دون الحصول عليها فلا يسعك اليوم أن تطلبها من أحد

أفتقد روحي و نورها

و أخاف إن ينتهي الحال عند هذا الحد...أخاف أن ينتهي الحال هنا

لا أكتب

لماذا لم يعد بإستطاعتي الكتابة ؟!

لماذا كلما أمسكت بالقلم و أندفعت إلى كتابة شيء ما فجأة أفقده..أصبحت لا أملك كلمات أعبر بها عن مشاعري و أفكاري و وجهات نظري الضئيلة

أم أصبحت فارغة إلى درجة أنه لا يوجد ما يستدعي التعبير عنه ؟!

أين أنا ؟

و لماذا عندما قررت أن أتوقف عن الكتابة عن الحب و الشريك المفقود , عندما قررت أن أتوقف عن البحث عن الحب و الشريك المفقود ...أن أتوقف عن الكتابةعن المرأة و دورها في مجتمع قد يكن لا يراها كما أراها أنا

عن طموحها و أهميتها و عندما قررت إن لا أكتب عن قوتي , عن ضعفي و خوفي

توقف القلم

إلا يوجد في داخلي شيء آخر سوى هذه الأشياء يستحق أن أعبر عنه و لو حتى في كلمات و أسطر قليلة

أصبحت كل كلمة تحملها أوراقي لا ترضيني , أراها غير معبرة على الأطلاق

كل فكرة تحضرني اراها مكررة , غير مجدية ...ثم أنتبه أنني كنت أكتب من قبل لأنني أشعر أنني أريد أن أكتب

أن هناك شيء يريد أن يخرج حتى لا يقتلني ..فأستحقر كل الأفكار التي تحضرني لأكتبها و أنام

لماذا لم أعد أراني ؟ ...أكنت أراني من قبل في عيون الآخرين و عندما توقفت عن الأهتمام بإنعكاس ملامحي في أعينهم لم أعرف حقاً من أنا

إلهذا أشعر بالضياع ؟...أطمح للتغيير ؟

و لكن أين ما تبقى مني أن كنت بتخلِيَّ عن هذه الهوامش فقدتني

لا أعلم أن كنت سأجد شيء يدفعني للإستيقاظ من نومي و البحث عن ورقة و قلم كما كان يحدث من قبل

لا أعلم أن كان ما أنا فيه الآن بداية أم نهاية

لا أعم أيضاً أن كان عليَّ أن أبحث عن مصدر إلهام جديد أو عن ذات فقدتها دون قصد مني و أنا أبحث عنها

كل ما أعلمه أنني لم أعد أملك شيئاً لأكتبه , على الأقل الآن

Phobia

"خذ بيدي و أحملني بذراع قوتك حتى أستطيع أن أتفهم أن لضعفي معنى"

لأنني أخاف الوحدة , أخاف الضعف , أخاف الفشل , أخاف إنكسار القلب

لأنني أخاف من جرئتي , أخاف من أندفاعي إلى التجارب الجديدة , أخاف من طريقة تفكيري

لأنني أخاف أنكر خوفي

شيء في طبيعتنا البشرية يدفعنا إلى إنكار نقاط ضعفنا التي ربما جزء داخلنا و لو صغير يحب...شيء فينا يخبرنا أنه لا مكان للخوف بينما كل ما يحركنا هو

دافع يقودنا للبحث عن الأمان بقتل ما يخيفنا

أبحث عن الحب حتى لا أخاف الوحدة..أدعي القوة حتى لا يقتلني الضعف...و أبني الكثير من الحوائط حولي حتى لا ينكسر القلب

و لكن ربما لم يكن هناك داع لإنكار الخوف...

ف ربما لن يأتي الشيء الذي من شأنه أن يبدد هذا الخوف إلا عندما أعلن وجوده

عشرين

من حوالي سنة من الآن أخبرتني صديقة ما أن العشرينات هي عهد جديد و مختلف

و عندما من بضعة أشهر فاتت أتممت العشرين من عمري حاولت أن اقنع نفسي أنني حقاً على أعتاب عهد جديد ومختلف و لكنني - وقتها- لم أشعر بأي فرق يذكر

الآن - بعد مرور هذه الأشهر القليلة على دخولي حقبة العشرينات - أشعر أنه عهد جديد و مختلف , بل عهد جديد و أفضل

كل يوم يمر الآن له شعور آخر مختلف...و الآن أشعر أن كل سنة جديدة ستكون بداية عهد جديد أشعر فيه بأختلاف أفضل

يؤجل الله أمنيتنا و لا ينساها

كل الأجابات و الدروس اللي بنوصل لها مع الوقت...لما بترجع شوية بتفكيرك بتفتكر ان في يوم من الأيام ولدك أو ولدتك حاولوا يشرحولك الدرس ده و يسلموك العلامات اللي ممكن توصلك للأجابات ديه

المشكلة أن كل واحد فينا كان أعند من أنه يتقبل تجربة حد من أهله...كل واحد فينا كان عايز هو يخوض تجاربه بنفسه و يدور هو على أجابات أسئلته يمكن يشوف حاجة أهله ماشوفوهاش

كل واحد فينا كان عايز يحط إيده في النار عشان يتأكد بنفسه أنها بتلسع !

زمان لما كانت أمي بتحاول تقدم لي تجارب حياتها و الدروس و الاجابات على طبق من فضة كنت برفض ده

كنت بشوف أنه نوع من أنواع التحكم و الرغبة في السيطرة الكذابة و ممارسة دور الأمومة و الأبوية زي ما قال الكتاب المصري

الغريب أنه من وقتها عملية التقديم ديه ما تعدديتش حدود النصح و الخناق العادي

لكن عمرها ماتحولت لعملية اجبار

كان فيه نسبة حرية على خوض التجارب ديه...لأن أمي كانت بتشوف ان في يوم من الايام حجي و حقولها أنتِ كنتِ صح ...ساعتها حتفكرني باللحظة ديه

النهاردة أنا دخلت على أمي أوضتها عشان اقولها أنتِ كنتِ صح...في كل حاجة !

بس الغريب أني كنت مبسوطة اوي و انا بقولها..

أعتقد أني لو كنت أخد التجربة على الجاهز كنت أكيد حبقى أنسانة تاني....و مجرد فكرة أني ابقى أنسانة تانية غير نفسي اللي انا عليها دلوقتي مش ممتعة بالنسبة لي

يمكن كنت ساعتها حخد قرارات تبان اريح ليا...يمكن كنت حقدر أخطط بصورة اوضح لمسقبل مختلف

بس يمكن كمان ماكنتش حبقى بكتب الكلام ده دلوقتي...ماكنتش حيبقى حواليا الناس اللي حواليا دلوقتي

يمكن كنت حبقى أسعد طبقاً لمعايير السعادة في مجتمعنا

بس اللي انا أكيدة منه اني كنت حبقى واحدة زي اي واحدة في مجتمع كل الناس فيه شبه بعض حتى في إيقاع النفس

خلاصة الكلام أنا مش ندمانة على اي حاجة دخلتها بكامل أرادتي و انا غرضي أني اتعلم منها حاجة جديدة

انا مش مكتئبة...شوية الزعل اللي كنت بمر بيهم زمان و اللي قلوا بالتدريج كنت لازم أمر بيهم عشان أتعلم افرح

أنا عمري ما حبيت...الحب هو مشاعر متبادلة بين أتنين ...أحاسيس و مواقف...حياة و عِشرة ...و ديه حاجة انا لسة ما عيشتهاش و بالتالي انا ما حبيش !

أنا و أختي شبه بعض أوي...يمكن أكون لسة عارفة ده دلوقتي...بس انا و أختي بذرتنا طلعت واحدة أوي...برغم أختلاف الناتج...البذرة واحدة

الدنيا مش صغيرة و مفيش حاجة صعبة و انا ممكن في أي وقت أختار طريق جديد...بس مفيش حاجة بتيجي ببلاش

الشغل التطوعي ده مجرد وهم...شوية ناس بتتجمع و بتقنع نفسها أنها مهمة...بتعيش الدور على بعض...بدل ما كل واحد فيهم يحاول يعمل حاجة من نفسه بيدعى أنه فعلاً حاجة

عشان كده أنا أعتزلت الأدعاء...بلا رجعة

الدايرة اللي حواليا كان لازم تصغر اوي من زمان...لما كان تركيزي على ألف بني آدم ...كان تركيزي على روحي صفر...لكن دلوقتي لما بقى تركيزي على الناس المهمة بس...بقى تركيزي على روحي أكبر

أنا مبسوطة أوي

مبسوطة أني لأول مرة من فترة طويلة أحس بالرضى...أحس اني عارفة انا رايحة فين

أن الطريق واضح...أني بصنع لافتات أنتظاري

أن ربنا بيكرم اللي بيرعيه في كل تصرفاته

مبسوطة عشان أول مرة أحس أني انسانة أحسن...و أن اللي جاي أكيد أحلى و أحلى

ناقص حتة

ممكن تفضل تحاول تبقى كل حاجة الناس عايزها ....ممكن تنشغل بمشاكلهم و تحبهم و تستنى كلامهم الكويس عليك

بس بيفضل سؤال موجود مستني منك شجاعة كفاية عشان تجاوب عليه ..أجابة صح مش أجابة من بتوع برامج التليفزيون

ليه ؟...ليه بتدور على الناس ؟...ليه بتدور على نفسك في عينهم ؟

الشجاعة أنك تعترف أنك زيك زي غيرك من البشر...شخص أناني..عمرك ما حتحط حد قبلك ..أو حتفضل مصلحة حد فوق مصلحتك

كل الفكرة أنك حاسس أنك ناقص حتة...و حتة كبيرة...لما بتشوف نفسك في عيون الناس حلوة بتفتكر أنك بقيت كامل ..فبتنسى

بس بترجع آخر النهار تفتكر أن الحتة ديه لسة ناقصة

أنت لسة ناقص حتة كبيرة أوي...حتة مراية الناس لا يمكن تراجعها

إمبارح مسكت ورقة و قلم...كانت أول مرة من فترة طويلة أمسك ورقة و قلم و أحس أني مش عايزة أكتب حاجة

مش عايزة أكتب عن الحب و القلوب المكسورة و بكرة اللي مش بيجي و القهوة اللي بيردت و ماحدش شربها !

عايزة أكتب أنا عملت إيه...حققت إيه في سنين عمري العشرين عشان بس أبقى فاهمة أنا ممكن أحقق إيه في العشرين سنة اللي جايين ده لو إنكتبلي أعيشهم

مش حقول أنهم عشرين سنة فاضيين...لكنهم عشرين سنة ناقصيين

ناقصيين حاجات كتير أوي...ناقصيين حتة كبيرة

و صاحبتهم ناقصها حتة أكبر

بأختصار أنا ما أتغريتش مع الناس ...ما حبتش حد أكتر و لا بقيت بكره حد

ما تأثرت بصدمات و أخدت جنب

و كل قراراتي المصيرية عن التغيير و البعد و الأنانية و الهبل ده كله فشنك

كل الحكاية بس أني عايزة أرجع الحتة اللي ناقصة....بس

مرحلة إنتقالية...أخرى

أنظر إلى الأمس فلا أرى سوى أيام أضعتها في أشياء لا تعني الآن شيء

أشخاص قليلة تبقوا يحمل كل منهم جزء من عبء لا يكاد يكون نصف العبء الحقيقي و تحمل واحدة فقط العبء كله عن طيب خاطر و رضاء تام

اليوم..لا يوجود شيء محدد في خاطري حتى أكتب عنه..أشعر بكثير من الوحشة ..كثير من الفراغ و أحساس غريب باللا معرفة...لكني لا أشعر بالوحدة

لا يزال هناك من يبهجه وجودي و لا أظل أرى ظلي في عيون أشخاص يعنون لي الكثير

و لكني لا أعرف..و لا أحاول أن أعرف

هي مرحلة أخرى من مراحلي الإنتقالية الكثيرة التي يُتخد فيها قرارات تبدو لي وقتها مصيرية مايلبث أن يمر وقت ليس بالكثير حتى أكتشف أنها قرارات بديهية كان لابد من تنفيذها منذ البداية

الآن

أراي العالم أوضح ..أوضح قليلاً

أراني لم أحقق شيء بعد سوى شخصي..و لذلك الطريق لايزل طويلاً

أراك بعيداً و لا حقاً يهمك ذلك...تعلمت منك أن الكره و الحب وجهان لعملة واحدة أحملها أنا في يدي

أرى نفسي و هي تتحاول إلى نسخة صغيرة من شيء كبير يشبه كثيراً أمي...لذلك أحاول أن أقف دائما بجانبها و هي تضحك حتى أتأكد..لنا نفس العينان

أراني أفتقد أختي..من الغريب أن تبدأ في إستيعاب مدي حبك لأشخاص يملؤن حياتك فقط عندما تكن على وشك أن تبتعد عنهم

أرانا تبعدنا الأيام عن قربنا...سأحاول أن أقترب أكثر ...لن تتحقق النبؤة المحققة

أراي العالم , الآن , أوضح...أرى عالمي أوضح قليلاً

:)))

:)))

by Jailan Єlshafie on Monday, 09 August 2010 at 06:33
قد تكن كل الأشياء الآن تتلون باللون الأسود القاتم
و لكني ممتنة
ممتنة لأنني أعلم , بل تأكدت , أن الله يحبني ...يحنوا علىَ
و لسبب ما يصيبني بكل الاصابات القاتلة معاً كي لا أتعذب طويلاً
لذلك و أكثر أنا ممتنة

ممتنة أنني لا أشعر بشيء , على الأقل الآن,

أشعر فقط بأن غداً سيكون يوم جديد...ربما يكن أسوء
و لكنه جديد

غداً سأستيقظ من النوم...اصنع لنفسي أفضل فنجان قهوة ..سأتذوق كل رشفة فيه كأنني لم أشرب القهوة من قبل
غداً سأشتري لنفسي أكبر لوح شيكولاتة , سأكله كله وحدي...لن أهتم بشيء سوى بالإستمتاع به...وحدي
غداً سأرتدي ثوب جديد
سأضحك بصوت عالي
غداً سأنظر لنفسي في المرآة و أبتسم..فقط لأنني أعلم أنني لاأزل معي
لأنني أعلم أنني ممتنة...لأنني أنا و لأن غداً هو الآن

طول المشاقة

عشان مفيش طرق مختصرة ممكن نقطع بيها طول المسافات , الطريق الطويل إجباري
و طول المسافات رغم المشاقة , حقيقة
لكن مشاقة طول المسافات شيء إختياري


فكر فيها كده
مفيش حد بيتعب على حاجة إلا لو كان مستني منها حاجة..حتى و أن كان أحساس مؤقت بالإمتنان أو أحساس بنشوة الرضا
في النهاية ماحدش بيتعب ببلاش
..

, ماحدش بينكسر ببلاش و لا بيتحب , برضه , ببلاش...كله بيدفع لكل شيء بيخده من الدنيا ضريبة
حتى العلامات اللي بتخبطنا على دماغنا عشان نشوف الواقع أو نتحرك في سكتنا...بندفع تمنها , بشكل ما بندفع تمنها


عشان مفيش حد بيحبك ممكن يسيبك تمشي , الحب أنانية
لأنك يوم ما بتقفل الباب وراك , يمكن ماينفعش ترجعك حاجة
حتى و أن كنت قَابل تدفع ضريبة الرجوع

لما كنا أصغر ...كانت عيونا أوسع

فتاة صغيرة بضفائر قصيرة و شرائط حمراء تتمايل أطرافها مع هواء بحر إسكندريتها الحزينة
فتاة صغيرة بعيون عسلية واسعة...تجلس هناك تنظر إلى طيارة ورق معلقة في السحاب المتشكل على أشكال حيوانتها و شخصيتها الكرتونية المفضلة
هذه هي ...فتاة صغيرة لا أحلام حقيقة لها


"لما كنا أصغر كنا أجرء ...كنا أصدق...كنا بنعرف نعبر عن حبنا بشكل أعمق...بشكل أريح...
كنا أعقل...و كانت عيونا أوسع..كانت عيونا أوسع"

أستلقت على كرسي جدها الخشبي الهزاز القديم
و تأملت صورها و هي صغيرة..تحمل في يدها تفاحة صغيرة و قد وضعت لها أمها في شعرها مجموعة لا حصر لها من الشرائط الملونة و التِوك التك تُوك و قد تحول بهذا المهرجان الصغير شعرها إلى بستان ملون
أبتسمت في أسى...ليت لها نفس العيون الواسعة العسلية التي كانت لها و هي صغيرة
بالتأكيد كانت لتبدو أجمل...ربما كانت لتبدو أصغر...أبرء

لماذا تتذكر هذه الوردة الحمراء الصغيرة التي أهداها لها هذا الفتى النحيل الذي كان يسكن في العمارة المقابلة لعمارتها...تذكر أنها لم تشعر بمشاعر "الناضجون" المعقدة...فقدت فرحت كثيراً بالوردة و ذهبت إلى أمها لتريها إيها...ثم وضعتها في قاموس أختها الكبير
و نامت
مرت الأيام و هم جميعاً يلعبون سوياً...لم تشعر بالحرج من هذا الفتى النحيل...فقد كانت وقتها المشاعر أنعم...كانت وقتها لا قيود على المشاعر
فلم يكن هناك من داع محدد وراء إعطاءه إيها الوردة...و لم تفكر هي...فقط كانت التلقائية و الفرحة
كل الأشياء البديهية البريئة...التي لا تشوبها شواب "الناضجون" المعقدة..التي لا تشوبها حساباتهم المؤلمة..و أرقامهم القاسية


"أنا كان عندي لعبة حلوة أوي زمان...كانت طماطمية صغيرة بتغني بس مرة كنت واقفة مع ماما في البلكونة و قررت أحدفها منها...يومها بابا نزل يجبها لي مالقهاش...وقتها زعلت عليها أوي...دلوقتي لما بفكر في الموضوع بستغرب...حتى اللعبة ..لعبة طفل صغير ممكن تتسرق لمجرد أنه أخد قرر سريع وقتي بفلتها من إيده ؟"

كل الناضجون يخجلون من حديثهم لأنفسهم...رغم أنهم جميعاً يعلمون أن لا أنسان على وجه هذه الأرض لا يحاور نفسه بصوت عالي كلما سنحت له الفرصة لفعل ذلك
و لكنهم يخجلون...يخجلون من حقائق بسيطة لا خجل فيها
يخجلون من مشاعرهم البريئة...يخجلون من الرحمة
يخجلون عندما يرون طفلة صغيرة فترتسم على وجههم أبتسامة تلقائية لهذا الكائن الصغير البريء ..يخجلون من أن يراهم أحد و هم يبتسمون..فهذا الأحد لا يعرف سبب هذا الأبتسامة التلقائية و بالتالي تبقى أبتسامة غير مبررة
يخجل الناس من الضحك...من أن يجلسون مع شخص غريب عنهم يحكون له عن أعمق أسرارهم و ماضيهم
كلهم يخافون من أن يحكم عليهم البشر بينما هم يحكمون على غيرهم
أكرههم الناضجون !



"لما كنا أصغر كنا أجرء ...كنا أصدق...كنا بنعرف نعبر عن حبنا بشكل أعمق...بشكل أريح...كنا أعقل..كنا بنحب غزل البنات...نأكل الشيكولاتة و نسبها تلحوسنا...كنا بنبني قلعة على الرمل...كنا بنعرف نحلم...أحلام أحلى...كنا بنعرف نحلم و أحنا صاحيين أحلام مافيهاش ارقام و بيت و عربية...كنا بنعرف نحلم ببلكونة و كوبية شاي و مصيف..كنا بنعرف نفرح..كنا بنعرف نلون أيامنا

...و كانت عيونا أوسع..كانت عيونا أوسع

قص و لزق و ألوان خشب

أحمر :

فى الحلم رأتك...رأت ملامحك واضحة
كنت تقف هناك تغرس جذور نبات صغير في أرض صلبة...و تنظر إلى ما زرعت بشيء من الفخر...
كلهم ظنوا أنك تزرع القسوة ...وحدها كانت تعلم أنك تزرع الحب
و لهذا لم تكره زرعتك...فقط جلست هناك تنظر إليك و إلى زرعتك الصغيرة ..جلست هناك في أنتظار أول زهرة تثمرها
بشيء من الكبرياء..الغضب و الخوف...و بالكثير من الصبر
أنتظرَتها
و أنتظرتك
و أنتظرت


- " فيه حاجة غلط على فكرة"
- " آه ما أنا عارفة ..هو فيه حاجة..مش شرط بقى تبقى غلط "
-"ممم يعني المهم تكوني أنتِ مش شايفها غلط"
-"لأ أنا عموماً مش شايفها غلط خالص..بالعكس أنا شايفة أن يمكن ديه تكون الحاجة الوحيدة اللي صح
بس الموضوع مابقاش أنا شايفة إيه"
-"مين عارف"
-"*sigh*


................................................................................................................

أسود :

الشباك الذي في أخر غرفتها المطلة على منظر عادي جداً لا جديد فيه...مغلقة
لا يدخل منه شمس بالرغم من محاولات أشعتها الصفراء أختراق الفراغات التي بين أسواره الخشبية القديمة
لا تحب الشمس...هي عموماً لا تحب النهار...
من أناس الليل ...هي
و بالرغم من كل شيء أحبته...و لم تمانع أن تفتح لأشعته الذهبية الحارقة أسوار شباك قلبها القديمة
فهو لم يفقدها حب الليل...بل كان في غموضه...و أكثر !

- "حلمت حلم حلو أوي إمبارح"
-"خير ؟!"
-" هو أنا مش فاكره ...بس أنا فاكرة أنه كان حلو أوي لدرجة أني قومت مبسوطة أوي"
-"مممم...طيب خير"
-" هو خير...أنا حاسة أنه خير"


................................................................................................................

أزرق :

بكرة نتجمع كلنا في بيت حد فينا و نفضل نحكى عن اللي فات و نضحك
ديه تقريباً الحاجة الوحيدة اللي بتخليني ما أزعلش على أي حاجة بتروح أو راحت
أني عارفة أن بكرة حيجي و مش حيقف علينا و لا على اللي راح أو اللي بيروح بالفعل أو اللي حيروح مننا و أحنا فاكرين أنه موجود
و أكيد مجرد فكرة أننا - أنا و أنتم - حنفضل نتجمع في نفس المكان و حنفضل نضحك على همومنا ...حنفضل سوى بتخليني مش شايلة هم حاجة أوي...
فكرة أننا سوى...بتخلي فكرة فراق كل حاجة مش صعبة...ما أحنا ياما فارقنا ناس و ياما حنفارق
المهم أننا سوى...المهم أنكم معايا...و المهم أن بكرة مش فارق أوي طول ما حنعرف نتلم في مكان و نضحك عليه


-"قلبي حاسس أننا حنكبر و نعجز و أحنا لسة بنيجي أحنا التلاتة هنا و نقعد نفس القاعدة ديه
..حيبقى شكلنا ضحك أوي"
-" حنبقى ستات كوول من اللي بيلبسوا الجينز و يضربوا شعرهم اصفر بقى"
-" تخيلي"
-"هههههه"


..................................................................................................................

أبيض :

هناك دائما علامات ...بوادر...لا شيء يحدث فجأة...سوى الموت
لذلك لا أعذار...عندما يقترب الجرح..و لا تراه...لا أعذار
كذلك الحب...عندما يقترب الحب...و لا ترام.....لا أعذار....لا أعذار لك أن لم تراه
و أن أنتهى...أن مر من أمامك و أنتهى...تحمل عواقب غفلتك...عن بوادره !

-" ديه تقريباً أغرب حاجة حصلت السنة ديه"
-" بس كان باين أوي على فكرة أن حاجة زي ديه حتحصل..أحنا بس اللي كنا هايصين مع الهيصة و ما أخدناش بالنا..
زي ما تقولي كبرنا دماغنا و كسلنا نخد بالنا"
-" آه تحسي كده أننا نستاهل إلى حد ما اللي حصل"
-" مش فكرة نستاهل...هي قرصة ودن كان لابد منها عشان نرجع تاني نقف على أرض صلبة ليها ملامح واضحة"
-"على رأيك...المهم أننا واخدين بالنا"
-"واخدينه و رايحين فين "
-":@:@"
-"ههههع هههههع
:-* "

العلبة

عارف أحساس العلبة
أنا حاسة أني قاعدة في علبة...علبة مقفولة و الناس بتعدي من جمبي بتتفرج عليا و أنا قاعدة جو العلبة..ساعات بتدخل تقعد معايا شوية و تمشي بس في الأخر انا لوحدي في العلبة
مش حقولك العلبة ضايقة و انا مش قادرة أتنفس...و لا الوحدة جوة العلبة مؤلمة و لا الكلام ده كله
هو بس مجرد أحساس القاعدة جوة العلبة غريب
لفترة من الوقت أفتكرت أني طلعت برة العلبة و مشيت في الشوارع الواسعة بس أكتشفت أن حتى أحساس المشي في الشوارع الواسعة مش هو اللي أنا عايزه..العلبة مش وحشة لأنها مش ثابتة
أنا برضه بمشي في الشوارع الواسعة و أنا قاعدة جوة علبتي ..بس الفرق أن و أنا قاعدة جوة علبتي بختار مين يدخل و مين لأ
و عشان كده العلبة مش وحشة أبداً
هو بس كل اللي نفسي أعمله هو أني أبطل أفتكر أني طول ما أنا جوة العلبة مفيش حاجة وحشة ممكن تحصل
و أنا العلبة الكرتون المدبسة بدبابيس خفيفة صعب تتكسر لألف حتة صغيرة و ابقى معنديش أختيار العلبة ده
عايزة أفضل فاكرة أني بحب أحساس العلبة برغم الغرابة اللي فيه
و ان الحاجة الوحيدة اللي ناقصة في العلبة هو أن حد يعدي يدخل يقعد معايا و يكرر أنه مش ناوي يمشي من علبتي...ف ما أبقاش لوحدي فيها
أني ماعندش أختيار دخول علبة حد و البقاء فيها برغبتي المنفردة
كل واحد حر في علبته
كل واحد عارف هو عايز مين يقعد معاه في علبته

المهم أني عارفة أن أحساس العلبة حالياً مش وحش
أنا بس محتاجة , في الوقت الحالي , أتعود على قاعدتي في العلبة لوحدي

لهذا و لأكثر من هذا بكثير

أحياناً لا أشعر بشيء على الإطلاق
أو ربما أشعر ببعض من البرود و الألم في قلبي...هذه الأحيان يكن ضعفي فيها هو سيد الموقف
و يكن إدعاء القوة هو المسيطر الأول عليه
تعلم أنت كم أنا ضعيفة و ترى ذلك في إدعاء قوتي..أعلم أنك تعلم جيداً كم أحاول أن أثبت أن الأشياء تغيرت و أن شيء لم يعد يعنيني
و لكن ربما في وسط كل ذلك كان شيء بسيط من شأنه أن يمحو كل مظاهر القوة الزائفة و يسمح لضعفي أن يطفوا على سطح قوتك بلا خوف ...و لكن ما من شيء يريد أن يوضع في مكانه
كانت تقول أنني أعرف الطريق جيداً و حاولت أن تقنعني أنني لست على إستعداد للأنتظار ..أخبرتها أنني أريد أن أنتظر , حقاً أريد ذلك و لكني لا أرى لافتة أنتظار هناك أستطيع أن أنتظر تحت ظلها
و بالتالي أن حقاً أنتظرت , سأكن منتظرة في طريق مهجور ..وحدي...و أنا أضعف , الآن , من أن اقف وحدي
لهذا أنا غاضبة...لهذا كان يجب أن أغضب عليك...لأنك تحمل في يدك لافتة أنتظاري و ترفض أن تضعها أرضاً حتى أستطيع أن أستقر تحت ظلها
ترفض أن تمحو هذا الغضب...ترفض بصمتك أن يكن لك موقف واضح...
لهذا أنا غاضبة...على كل الأشياء التي لا يسعني أن أمنحها ...على كل الأشياء التي بإمكاني أن أمنحها
غاضبة من غضبي و على غضبي...غاضبة لأننا غاضبان...لأننا هناك بلا لافتة أنتظار نستقر تحت ظلها...و كل ذلك بسببك أنت
لهذا أنا غاضبة..و لأكثر من هذا بكثير
و لكن بالرغم من كل كلمة خرجت لتظهر ضعف قوتي بصورة واضحة...بالرغم من كل كلمة خرجت محاولة مني أن أوضح كم أنا مشتتة...غير مستقرة الحال , التفكير أو المشاعر...كل كلمة خرجت في محاولة مني لطلب البقاء ...كان قلبي على يقين أنني أدمر أشياء كثيرة ...أنني أضع خطوط لا أعلم أن كنت على يقين من ضرورة وجودها
كنت على يقين أن كل كلمة من كل هذه الكلمات ربما يكون من شأنها تدمير لافتة أنتظاري ...تدمير كل لافتات الأنتظار ...
أعلم أنك تعلم لما أنا غاضبة...لما كنت غاضبة...لما نحن غاضبان
أعلم أنه ربما في وسط كل هذه الكلمات ستأتي بهذا الشيء البسيط الذي من شأنه أن يمحو كل مظاهر قوتي الزائفة ..و يسمح لضعفي أن يطفو على سطح قوتك بلا خوف
أعلم أنك ربما في وقت قريب ستضع لافتة الأنتظار على أرض صلبة لأستقر تحت ظلها بلا تردد
بلا غضب

فرصة سعيدة

مجرد فكرة أن الحمل بيخف و أشخاص بتقع و وجهات نظر في مواضيع كتير بتظهر أوضح كفيلة بإنها تخلينا أحس بالأمان تاني

فجأة بنكبر و ننضج و تفكيرنا في الأشياء بيتغير و نكتشف أن الحياة مش صعب نعيشها و أحنا واقفين لوحدنا ابداً لكن الكلام ده صح لو أحنا كنا من الأول فعلاً واقفين لوحدنا .

بنكتشف أن مصادر الطاقة و الحب موجودة من زمان أوي حوالينا و أنا فيه ناس كتير مهمة و تفرق و أحنا مش واقفين لوحدنا أحنا بس واقفين في شارع طويل عريض و حوالينا ناس كتير ف يبانوا بفعل الخدع الحسية أقل !

لكنهم في النهاية كتير ..و يقدروا يشحنوا بطاريات الدنيا.., أنا ممتنة لده...ممتنة لكل الناس اللي واقفين جمبي في الشارع الطويل العريض حتى لو كانوا واقفين في آخره !

و بغض النظر عن أي حاجة , الصيف ده حيبقى أحلى صيف يعدي عليا من فترة طويلة أوي..حتى لو كل خططي الصيفية ما أتحققش منها حاجة...برضه حيفضل أحلى صيف لأني قررت أرجع للأساسيات ...الصحاب الأساسية...المباديء الأساسية...ألخ

أما شوية الحاجات اللي حصلت في النص و شوية الناس اللي دخلت لخبطت الدنيا و طلعت ديه

ف كتر خيركم على الدرس اللي علمتهولي

و فرصة سعيدة

الشريط بيسيف

ساعات بيمر علي حياتنا أشخاص بيكون كل دورهم فيها إنهم يغيروها...يدخلوها يشقلبوا كيانها و يطلعوا
مش مهم بيدخلوها إزاي و ليه...و لا مهم بعد ما بيطلعوا بيروحوا فين
المهم في الأثر اللي بيسبوه بعد ما يطلعوا

ده يخليك تتسأل هما دخلوا حياتي ليه من الأول
أكيد انا ماكنتش ناقص حد يدخل حياتي يعقدها أكتر ...و ممكن تتسأل أصلاً هو أنا إزاي سيبتهم يدخلوا حياتي و يعبثوا في تفاصيلها كده ..




الملخص يعني أن الشريط بيسيف
بقاله فترة بيسيف
فلازم تقرر أنك زهقت من تكرار نفس الفيلم بنفس البداية و النهاية و الأحداث بس بأشخاص و أماكن مختلفة
لازم تقرر تطلع الشريط و تقصه عشان حتى لو فكرت تحاول تتفرج عليه تاني مايشتغلش
فتكرر أنك حتنزل تشتري شريط جديد...بس المرة ديه حتخد بالك و أنت بتجيبه و حتختار بتأني

لأن الشريط لما بيسيف بيبقى مزعج أوي
بزيادة يعني

كلاكيت تاني مرة : عبثية , فنجان من القهوة و حياتي

الكادر الأول

كلاكيت سادس مرة : ما يتكعبل و تتجزع رجله الشمال إلا الشاطر
المشكلة أن جزع رجلي ده عمره ما كان دلالة على شطارة قد ما طول عمره دلالة على أن حاجة مش لطيفة حتحصل أو على أن حاجة مش في مكانها

بحاول فعلاً أعرف المرة ديه دلالة على إيه !!

.......................................................................................................

الكادر الثاني

أحببت اللون الأحمر الذي مليء عيني بعد إنتهائي من سكب ما كان يزعجها من دموع
اللون الأحمر يظهر لون عيناي أوضح و أحلى من اللون الأبيض العادي...تأملتني طويلاً و أنا أنظر إلى عيناي الحمراوتان و تسألت ماذا قد يكن رد فعلك أذا رأيتهما الآن
هل كنت لتري لونهما أوضح و أجمل كما اراه أنا الآن أم كان أختلافهما عن المعتاد ليصدمك و ينفرك عنهما ؟

تسألت و تسألت خاصة و أن الدموع التي سكبت كانت جميعها من أجلك !!


................................................................................................................

الكادر الثالت

والدي يزرع النعناع و القرنفل في شرفتنا , يحب والدي النباتات ذات الرائحة النفاذة ..يجد في زراعتها شيء مبهج
أحب والدي لأن له إبتسامة تبهجني تماماً كرائحة النعناع التي أشم كل صباح عندما أدخل عليه الشرفة و هو يحتسي شاي الصباح لإعطيه قبلة فيعطيني ما أزهرت شجرته الغالية من قرنفل ابيض كقلبه

والدي يزرع النعناع و القرنفل في شرفتنا و يزرع البهجة في قلبي , كل صباح ,

.......................................................................................................

الكادر الرابع

نصيحة :
أنتظر الحادية عشر مساءاً لتدير الراديو , ثم أذهب و أصنع لنفسك فنجان من القهوة , تماماً كما تحب ,
و عندما تعلن "الست" عن إستقبال الحب إستقبل أنت أول رشفة من قهوتك
هناك دائماً سحر ما ينتج من إمتزاج صوت الست بحبات القهوة

إمتى حنشرب قهوة سوى ؟!

عبثية , فنجان من القهوة و حياتي

الكادر الأول :


"شيء فشيء نجدنا ننسى أنفسنا بسبب إزدحام الليال الطوال بالذكريات المرهقة ..أصحاب الذاكرة القوية هم أقل البشر أهتمام بالذات"

سألته في فضول عن ذكرياته
فضول النساء الذي يكره ..لم يجبها..فقط أستمر في حرق سيجارته و التطلع لملامح وجهها محاولاً أن يجد في تلك الملامح شيء يرشده إلى معالم تلك العلاقة الغريبة التي تجمعهما
فلقد رأى عيون أجمل من تلك و لكن شيء في تلك العينان يدفعاه للبقاء هنا .
ألحت عليه في السؤال على أمل أن يتوقف عن تأملها و يعطيها أجابة و لو واحدة من أجاباته القصيرة و لكنه ظل صامتاً , شارداً في مكان آخر لا تستطيع هي أو غيرها الوصول إليه من ظلمته
تكره صمته , تكره أجابته القصيرة التي لا تشبع فضولها..تكره غموضه الذي تحب , مرهق هو ..من بين كل الرجال الذين دفعتها الصدفة و الأقدار للتعامل معهم كان هو أكثرهم أرهاقاً لأعصابها التالفة و أشدهم غموضاً و أقربهم إلى قلبها

-"مفيش حاجة تتحكي..كل المواضيع مش مهمة أوي ...و حتى لو مهمة ففي النهاية هي مش حاجة تهم حد غيري "

صمتت لبرهة و كأنها تتقبل الإهانة..الآن أصبحت على يقين أنه لا يحبها...لم يحبها و لن أبداً يحبها
هو فقط يحب ذلك البريق في عيناها الذي يلمع له و من أجله
يحب هذا الحديث الذي يجريه مع عيناها و ما تخبرانه من كلمات و لكنه لم أبداً يحبها

-"مش حاجة تزعل"
-"أنا مش زعلانة"

خيم الصمت عليهما ليمتزج دخان سيجارته بنظراتها الغاضبة

و تختفي عيناها


..................................................................................................................

الكادر الثاني

"أذا وجدت أن الوقت كافي للملل , أعلم أن الحياة تنبهك إلى أن شيء ما ليس في مكانه
ضع كل شيء في مكانه , رتب الأشياء ترتيب صحيح..لا الترتيب الذي يُريحَك "

Maybe i should thank u for warning me that the end wont be as the one i'm expecting , but obviously i dont care & i wont care
for let's assume the story will end a pretty sad ending , i surely wont care for i'll be too busy crying on the warm feelings , care & understanding i've thrown away for nothing , i'll be too busy collecting the broken pieces of my fine soul & heart ! , so eventually i wont care .
& yeah Maybe i should stop trying to know , it may cause me to get involved more , yet what if iam already in the middle of it & going all the way back now wont do me any good , it wont satisfy my curious curiosity . i'd rather try & go all the way back with a broken heart than stand here wondering "what if ?!" ,
I HATE regret , it's too annoying for a curious creature like me to handle !

.......................................................................................................................

الكادر الثالث

"يوم ما سأنظر إلى ما أنقضى من أعوام و أتسأل ما إذا كان لأي من هذه الذكريات دلالة غير تلك التي فهمت وقت ما صنعتها "

-"آلو "
-"إيوة يابنتي إيه مفيش شغل النهاردة و لا إيه ؟"
-"لأ مش عايزة أنزل المكتب"
-"و ده من إيه ده ؟"
-"مش عارفة , زهقت"
-"حنعيده تاني , أنتِ بتشتغلي عشان تعتمدي على نفسك و تقفي على رجليكِ ..من جواكي أنتِ عارفة أن المكتب ده مش النهاية"
-"طيب و حعمل إيه لو طلعت نهايتي في المكتب , جوة روب المحاماة ؟ , حعمل إيه لو طلعت هي ديه النهاية ؟!"

.....................................................................................................................

الكادر الرابع

"ألوان..هناك دائماً ألوان ..حتى في الأسود الداكن هناك ألوان
فالألوان تكمن في العيون التي ترى"

دونت في دفترها
"حياتي ملكي أنا مش ملك حد
و عشان كده تفاصيلها تهمني أنا لوحدي , حتى لو كان حد تاني شريكي فيها "

ثم أغلقت الدفتر و ألقت به في البحر

.....................................................................................................................

الكادر الخامس

"ستتحدى كل تلك الأصوات لتصل إلى حافة الجبل البعيد و تقفز لتتحرر من الموت و تخلد إلى الأبد "

لا شيء شديد الجاذبية حيال هذه الفتاة بالتحديد
حتى و أن كانت ذات إبتسامة مبهجة و عينان تلمعان عند الضحك...حتى و أن كانت تحمل الدنيا بين يديها و الحب , كل الحب بين ذراعيها
لن تجذبك , لن تتذكرها بعد أن تمر عليها و أنت في طريقكك إلى العمل !!



............................................................................................................

ستار

للحكايات بداية و نهاية.....و تفاصيل

*بداية *

- "أنت عارف أني بخاف منك"
-"مني أنا !!...ليه ؟!"



*فاصل لابد منه *

شيء من الخوف يتملك مفاصلها القوية...يدفعها إلى و في طريق مجهول ..كل شيء الآن غير واضح المعالم..فقط لأنها ببساطة لا تري نهايات الأشياء بوضوح كما كانت تراها من قبل
هكذا سأبدأ و هكذا سأنتهى ..سأبدأ بحقيقة أنها لم تعد ترى نهايات الأشياء و سأنتهي بأنها حتى بعد أنتهاء الأشياء لا ترى هذه النهايات إلا بعد أن تنتهي من ممارسة كافة شعائرها بأتقان مبالغ !
ربما لهذا السبب الضئيل لم تستطع إستيعاب حكمة الصبر..فكل ما كان يخطر على ذهنها المرهق كان يخرج إلى النور هكذا دون تردد أو خوف من أن تُسَوء هذه الخواطر العابرة نهايات الأشياء التي كانت من الممكن أن تكن أقل درامية !
كان هناك دائماً هذا الأقتناع بأن التفاصيل التي ما بين البداية و النهاية هي بالتأكيد أكثر أهمية من النهاية مهما كان شكلها ..ففي النهاية تلك التفاصيل هى التي تصنع هذه النهاية و بالتالي فلتكن التفاصيل سعيدة و لنترك النهاية في النهاية
فلتكن التفاصيل جميلة حتى ما أذا كانت النهاية حزينة نجد ما يمكن أن يعزينا عليها و يحملنا آلامها الموجعة .
ففي النهاية النهايات الحزينة تمحو ملامح الشقاء ..فلا مجروح يشقى , و دائماً ما يقدر صاحب النهايات الحزينة هذه الحقائق البسيطة...دائماً ما يقدر التفاصيل

فصاحب النهايات الحزينة هو صانع الحكايات السعيدة و التفاصيل الباقية . صاحب النهايات الحزينة هو ملك الذكريات و أقوى البشر ذاكرة !! ..صاحب النهايات الحزينة هو من يجد في تفاصيل حكايته المنقضية ما يدفعه لخوض المزيد من الحكايات لعله يكن لأحدهم نهاية بأهمية تفاصيلها .



*خاطر*

يمكن بخاف منك عشان فينا شبه كبير من بعض...كل واحد فينا بيعرف يجرح التاني من غير ما يقصد , جرح يشوه جمال التفاصيل ...بس أنا فعلاً مش مهتمة بده دلوقتي..مش عايزة أعرف أذا كانت النهاية حتكون حزينة و لا سعيدة..كل اللي بفكر فيه دلوقتي هو أني أخلق معاك تفاصيل تخليني أعرف أسامحك لو النهاية بقت حزينة



*ما قبل النهاية*

- "مش عارفة ....يمكن مجرد أحساس "

تسند رأسها في هدوء لتستمتع بالتفاصيل...فلا أحد يعلم متي ستكن النهاية و كيف ستكون و لكنها بالتأكيد تتعلم حكمة الصبر...أو هكذا تتمنى


*ستار مؤقت*

I Will Survive

هناك أشياء عدة لا معنى لها بدوني..و لكنها بدوني لن تنتهي..لن تختفي
و مع الوقت سيتعلم أصحابها كيف يفعلوها بدوني حتى تصبح تماماً كما كانت و أنا جزء منها..
ربما سيشعرون بهذا الجزء المفقود و ربما سيفتقدونه و لكنهم في النهاية سيجدون من يكمله أو قد يكتمل من تلقاء نفسه بأعتياد الفراغ
ستستمر الحياة و لن يتوقف الأشخاص أو تتوقف الأشياء عند هذا الحد
كل شيء سيستمر

هكذا أنا

هناك أشياء عدة لا معنى لها بدوني و لكن أن أنتهى دوري فيها لن أنتهى...لن أختفي

ستستمر الحياة

كل شيء سيستمر

و لنرتكب المزيد من الحماقات

قد لا نكن نسعى لشيء محدد و لكن صدقني أنا أسعى لما هو أبعد من هذا الشيء المحدد الذي لا أحد منا يسعى إليه .
أسعى للعبثية ..أريدها أن تملأ حياتي بشكل عبثي مبالغ فيه
أن تحركني و تدفعني إلى أرتكاب الحماقات ...الكثير و الكثير من الحماقات التي في النهاية ستقودني إليك
إريدها أن تدفعني إلى كل الأحضان الخاطئة مادام حضنك أنت واحد منهم
أريد أن أبكي , من أجلك , حتى تغطي الدماء عيناي و تملأ روحي الشقوق ...فأحبك أكثر ..و أرتكب المزيد من الحماقات !
أريد الكثير و الكثير من العبث الذي يعبث بحياتي بأسم القدر و سوء الحظ و الكثير الكثير من قلة العقل و الحكمة و أشياء كثيرة أخرى سأكتسبها بعد طول نظر في المرآة العمياء .
أريد تلك العبثية التي ستدفعني إلى الكمال...الكمال اللانهائي....الكمال العبثي
فأنا أريد , بك, أن أكتمل

جنية الحظ

فلتخبريني بأنكِ ستكونين بخير
بأنه في المرة القادمة التي سأنظر فيها في مرآتي سأراكِ جميلة
أن غداً أفضل من كل ما سبق
أنكِ ستحبين مرة أخرى , ستنتظرين مجدداً دون ملل
أن كل هؤلاء , الذين تحبين , باقيين معك
أنكِ ستحققين كل ما تحلمين به


يوماً ما ستخرج جنية الحظ و تعطيني نصيبي
يومها سأطلب منها أن تأخذه بعيداً
فلا حاجة لي به
الآن

لحظة أمتنان

كل الحروف تكتمل لتعني شيء لي..أعلم أنني الآن أصنع الذكريات ..الذكريات التي يوم ما سأجلس في شرفتي أو على صخور بحر إسكندريتي و أنا أحمل فنجان قهوتي المضبوط فأبتسم أبتسامة رضى عريضة و أنا أتذكر تلك اللحظات
اللحظات التي تذكرني بنفسي و الأشخاص الذين أحب

ممتنة أنا لتلك الذكريات التي تُصنع مع مرور الأيام ..و ممتنة للأشخاص الذين يصنعوها..
ممتنة لكل شيء يحدث الآن
للأنبهار و الخوف و الأكتئاب.
ممتنة للحظات الغضب و الضحكات و الدموع الممتزجة بأبتسامات الرضى..
ممتنة لكل شيء سوف يأتي علِي يوم ما و أتذكره بإبتسامة رضى عريضة كلها أمتنان

Blue...everything is Blue

هكذا همست بكل ثقة
"لا رغبة لي "
هكذا..لم تأبه له و لا لرغبته الملحة في ضمها إليه..لم تأبه لمشاعره الجياشة أو أحساسه بالضياع
أبعدته عنها في هدوء هاديء جداً جعله يتسأل أذا كان حقاًَ يقف أمام هذه المرآة المتأججة العواطف التي تزوج أم هو أمام صورة تشبهها لا يعرف
هكذا خرج من حجرتها يجر ذيول خيبته و في ذهنه ملايين الأسئلة التي لا يجد لأي منها تفسير محدد أو منطقي
فهكذا فجأة أبعدته عنها ..هكذا فجأة و بثقة غير معهودة أخبرته
"لا رغبة لي فيك"

خرج ليجلس على مقعدها الخشبي الهزاز و أخذ يتأمل الصور المعلقة على الحائط
هذه هي..هذه هي روح زوجته التي يعرف..منذ ألتقاها و هو على يقين أن كل صورة ألتقطتها كاميراتها الصغيرة أنما تعبر عنها بكل أخلاص..لهذا عندما تطورت صداقتهما و أحبها و هَمَا في تجهيز بيتهما أخبرها أنه يريد أن يرها في كل جزء فيه..لهذا أردها أن تملاْ حوائطهما بروحها
و نفذت هي..نفذت و هي تشعر بالفخر بأنها هي دون كل النساء حازت برجل يفتخر بها و يحبها
أو هكذا ظنت !

ظل يجلس هناك يحملق في صورة لعيناها حتي خطفه النوم من هاتان العينان اللتان لم يعد يعرف..
أستيقظ ليجد نفسه نائم على مقعدها الخشبي الهزاز و قد غُطَي جسده بعناية بغطائها الأزرق..
لماذا ؟

لماذا تفعل به هذا ؟...تبعده عنها و تظل تعامله بحنانها المعهود..تدفعه خارج نطاقها ثم تخرج هي إلى حيث دفعته لتشمله بما كان يطلب من حب و حنان
لكم يتمني أن تقف أمامه كما كانت دائما تفعل و هو جالس على مقعدها الخشبي الهزاز و تحتوي رأسه بين ذراعيها فيغيب فيها حتي ينسى أنه حي و يخيل له أنه يعيش في داخلها يتنفس عطرها و يعيش علي ما يتلقاه من قلبها من قطرات الحنان
لكم يتمني أن تأتي الآن ليخبرها مجدداً أنه في حاجة ماسة لها ..أن يدخل نطاقها فَينام و يأخذها في أحضانه فتظل تنكمش داخله حتى يخيل له أنها ستختفي داخله و يصبحان كيان واحد

لماذا ؟

نهض من على المقعد الخشبي بصعوبة و هو يتألم من جراء ليلة شتوية قاسية ..و أتجه في هدوء إلى حجرتهما على أمل أن يجدها هناك فيندفع إلى أحضانها و ينام فيستيقظ ليجدها هي في أحضانه و كأن شيء لم يكن..كأنها لم تبعده و كأنه لم يمر بهذه الليلة القاسية
دخل الحجرة ليجدها فارغة و قد فتحت شبابيكها الكثيرة لتدخل أشعة الشمس فتزيد من غضبه غضب
إلهذه الدرجة لا تريده..إلهذه الدرجة لا تتحمل رؤيته..لدرجة أن تستيقظ مبكراً في يوم أجازتها لتخرج
و كيف تفعل به هذا..كيف تخرج و لا تخبره إلى إين هي ذاهبة ليجلس هو تأكله الظنون و تحرق ما تبقى لديه من صبر
ماذا أصابها ؟
ما لبث أن نظر إلى الفراش ليجدها و قد وضعت عليه قميصه الأزرق المفضل و قد كوته بعناية فائقة و بتناسق مع باقي ملابسه..فوطة بيضاء بجانبها أول زجاجة عطر أهدتها له..و قد وضعت بجانب كل هذا صورة للفتاة التي كان يحب قبلها و ورقة صفراء من دفتره كتب فيها
"ربما لم تعرف حقاً ما لا تحتاج"

Learning The Hard Way..!

كنت أود أن أخبرها أنه ربما هذا التشابه بيننا هو ما دفعنا للأنبهار بأشياء تعود لنفس الأطار....كنت أريد أن أخبرها أن هذا الأطار بالتحديد بكل ما به من أشياء لا يمد لنا بصلة و لن يرضينا التواجد فيه حتى و أن ظننا أنه الأطار الوحيد المناسب...و لكنني على يقين بأنها تعلمت الدرس..على يقين بأنها تعلم..كما أنا على يقين بأنني سأتعلم..سأعلم..فنحن نتشابه كثيراً..فكل منا لا تتعلم سوى بالطريقة المؤلمة

و نكتفي بهذا القدر

لم تعد تعنيني كثيراً ضحكاتهم الصامتة ...شيء ظل يخبرني أني أريد أكثر من ذلك..نعم قد يكن وجود شخص أنبهر به هو كل ما أحتاج إليه حالياً لأتعلم...لأجد من أتعلم منه عن طيب خاطر دون عند أو عناد...دون هذا الشعور بالتفضيل و التفضل...أن أجد من أتعلم منه و أنا منبهرة به..و لكني الآن لست بحاجة إلى أحد يعلمني كيف أجرح نفسي مجدداً بنفس الخنجر و أنا أدعي السعادة ..بأن أنزف من الدماء النقية الوحيدة التي أحمل ما أنزف ثم أدعي أنني لم أكن أعي ما أفعله و أن كل شيء على ما يرام و أحسن
أقع ثم اقف ثم أقع مرة أخرى في نفس الحفرة و كأنني لم أقع من قبل
لا لست بحاجة للأنبهار..لا أريد أن أتعلم ..لا أريد ضحكاتهم الصامتة الغير موجهة لي ..وحدي !!


- أن تكن أنا..هو أن تكن فتاة لا تعي في الحياة الكثير و تحاول جاهدة أن تعي كل شيء..
أن تكن هي هو أن تكن أنا..طفلة بضفائر لا تعلم إلى أين تذهب بينما يجرها الأنبهار من ضفائرها القصيرة و تظن هي أنه يعبث معها..أنها تستمتع بوقتها..حتي يؤلمها شدهم لضفائرها و تصرخ "أتركوا ضفائري البريئة" و لكن لا مفر من الألم و تقطع بعض الشعيرات ووقوع الشرائط الحمراء المبهجة
لا مفر من الألم !!


- سيدي الفاضل ,
تحية طيبة و بعد
أنا هو أنا...أنت هو أنت
و لكن أين أنا منك ؟
أندفعت إلى حياتك المبعثرة في نظام ملحوظ ..حياتك الغير مكترثة ..التي سرعان ما أن تنظم بعثرتها المنظمة ستضعني على أحد أرففها و يبقى من على القمة على القمة

سيدي الفاضل
أنا لا أتذمر..لا أشكوا لك غبائي..لكن سيدي الفاضل
أرجوك..لا تجعلني أنبهر بك..فقط أدعي أنك تهتم حتي أذهب بعيداً و ينتهي الأمر بنهاية حزينة..كنهايات الأفلام العربي السعيدة !!



- بعيدة هي المسافات و بعيدة أنا عني..أشياء قد يكن كل منا يعي معناها و لكن كما تقل أمي..أنا أعيش في عالمي الخيالي وحدي
عالمي الخيالي حيث كل الناس طيبون..كلهم يريدون سعادتي..فكلهم طيبون !!
عالمي الخيالي حيث سأصبح كل ما اريد أن أكون..فبالتأكيد سأصل إلى كل شيء أريد فقط لأنني أريده و بشدة !
و الواضح أنه لم يكفني أنني أعيش في عالمي الخيالي وحدي فقمت بأرتداء كل الألوان المبهجة التي لا تعني شيء سوى محاولة مني للأستغراق في الأستمتاع بهذا العالم الخيالي
ففي النهاية لن يؤدي لبس الأسود في عالمي الخيالي سوى إلي عدم تناسق شديد البشاعة !!



- منك و إليك و لك و من أجلك
الأشياء كلها تعيش و تبتسم..و الاشياء كلها تبكي و تنقبض..
منك و إليك و لك و من أجلك
تعيش هي و تبتسم ..تبكي هي و تنقبض
منك و إليك و لك و من أجلك
تنتظر هي أن تبتسم لك محبوبتك لتبتسم
فكله لك..و لك وحدك !!



- أخبرتها أنها ستظل تجلس هناك في هذا الركن المظلم بكتابها هذا تشاهد أقرانها تتشبك إيديهن في إيدي من يحبن بينما هي غارقة في كتابها هذا في ركنها المظلم .
أخبرتها أنها تحتاج أن تهتم أكثر بنفسها الغير جذابة على الأطلاق..أخبرتها أنها تدعي ما هي عليه..ثم أخبرتها أنه بيما أن حتى هذا الأدعاء غير مفيد بالمرة فلتدعي أذاً ما هو مفيد !
ثم أخبرتها أنها حتى و أن أدعت ما هو مفيد لن يفيدها فهي في كل الأحوال ليست جميلة بيما يكفي .
أخبرتها و أخبرتها و ظلت هي جالسة هناك في ركنها المظلم ممسكة بكتابها غارقة في كلماته فلم تسمع سوى
تشابك الإيدي
يحب
جذابة
مفيد
جميلة
و يكفي !

خاطر لَيلِي دافيء

قد لا يكن كل منهما يعلم أن عالم الآخر يدور حوله هو ..و هو بالتحديد"

أتعلم
أكثر ما أحب عندما يشتد البرد و أنكمش تحت لحافي الثقيل طلباً للدفء هو وجودك !!
فدائما أشعر – يا إيها المجهول – بإنك بجانبي تحتضني . تحمني من البرد
فيكن آخر شيء أتذكره في ليلتي الباردة هو ضمة شديدة تضمني بها إلي صدرك و قبلة حانية تطبعها علي جبيني و أنت تهمس لي بصوتك الحنون
"أُحبك"

أتري !
البرد ليس دائماً بارد