الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

وراء كل ليلي أم عظيمة !!




أمي.... قررت أن أكتب هذه المدونة لأمي.....أهديها لها لأني ببساطة في الوقت الحالي ماحلتيش حاجة أغلي من كلمات الحب.....لذلك لتكن كلماتي لعلها تعبر عن بعض الحب الذي أحمله لها في قلبي .....

شتا أو صيف دايما كانت أحب و أقرب اللحظات لقلبي هي اللحظات اللي بقضيها مع أمي...... نتكلم أو بمعني أصح أرغي أنا و هي تتكلم.....أحكي لها عن يومي و كل الأحداث اللي حصلت فيه بالتفصيل الممل.... الممل أوي .....نضحك عليهم .....أو أخدلي كلمتين في العضم علي حاجة عملتها و أنا عارفة أنها ماكنش المفروض تتعمل .....نتفرج علي التليفزيون .....أنام شوية في حضناها لحد ما تقولي "أه أومي رسك تقيلة و أنتي سندها علي قلبي " .....أبوسها بوسة طويييلة بصوت عالي أممممممموه يخرم الودان فتقولي "يابنتي ودني" ......و بالرغم من أني عارفة أد إيه الصوت ده مزعج و بيخرم الودان ألا اني مابحاسيش بأن بوستي ليها عبرت عن حبي إلا لما يخرم صوتها العالي ودانها..نتناقش..نتخانق نتخاصم..نقعد بالكام يوم مانكلمش بعض..أنا و أمي بنتنافس علي درجة العند و الكبرياءو لكن مش ضد بعض ففي النهاية أعترف بغلطي..أبكي..نتصالح.. أنام في حضنها لحد ما تقولي "أه أومي رسك تقيلة و أنتي سندها علي قلبي " :)..
بالرغم من أختلفتنا الكتيرة نسبيا و اللي دايما بتدور حول أم عندي.....أو حساسيتي المفرطةأو عصابيتي علي حاجات في نظر أغلب الناس منهم أمي ماتستهلش إلا أن علاقتي بأمي علاقة مميزة جدا .....
فأمي بالنسبة لي مش بس مجرد أم بل هي أقرب و أعز صديقة علي قلبي..أشد و أكتر المؤمنين بي و بقدرتي علي الوصول للمستحيل و بموهبتي اللي بتميزني عن الجميع ...أكتر واحدة بالرغم من شدة تعقيد دماغي و طريقة تفكيري و طبيعتي الأزدواجية و طلباتي الكتير و توقعاتي الأكتر و المبالغ فيها من كل اللي حواليا و حساسيتي المفرطة أويييي خالص و أكتئباتي اللي مابتخلص و اللي في معظم الأحيان بتبقي من غير سبب محدد ...بتفهمني من نظرات عيني و نبرات صوتي و بتعرف أنا بفكر في إيه و عايزة إيه بالظبط ...يييياه ده واضح فعلا أني بنت متعبة أكتر حتي مما أنا كنت متخيلة...هو أي نعم أنا طول عمري عارفة عيوبي و عارفة أد إيه من الصعب علي أي حد أنه يتفهم شخصيتي و يقدر يتعايش معها ..بس و أنا قاعدة دلوقتي أرصهم جمب بعض حسيت أد أيه تواجد كل الصفات المتعبة ديه في شخص واحد في حد ذاته شيء صعب ..فأكيد التعامل مع الشخص ده مهمة أصعب ..أعترف أن أمي قدرت تأديها علي أكمل وجه ...و ده أكيد يرجع لأكتر و أحب صفة لقلبي في أمي و هي الشخصية القوية اللي يشرفني أني أقول أني ورثتها منها... يمكن ناس كتير بيتجهوا في وصفهم لأمهاتهم لمدح صفتي الحنان و الطيبة فيهم..و بالرغم من توجد الصفتين دول في أمي الحبيبة المحبة و بوفرة كمان..إلا أن قوة شخصية أمي كانت دايما أكتر حاجة بتثير أعجابي في أمي.. أنها أمرأة شامخة قوية تدير شغلها بحزم و قوة ولا عشر رجالة في بعض ....و جنب ده كله من أكتر الشخصيات المحبوبة من كل الناس اللي عرفوها سواء من فترة قصيرة كانت أو طويلة أو حتي سمعوا عنها مش بس عشان طيبتها و روحها المرحة لكن كمان عشان حكمتها في كلامها.زعدلها في قرارتها..و رحمتها اللي بتشمل اللي يستهلها.
أمي..معلمتي اللي بدين لها بكل الفضل في كل و أي حاجة وصلت لها أو حوصل لها في يوم ..و اللي أتمني تكون حاجة مشرفة تفخر بها و تسعدها.. بدين لها بكل صفة حلوة فيا حد في يوم مدحني عليها.. بحب الناس ليا و أعجبهم برأي قلته أو حاجة كتبتها و اللي أنا واثقة كل الثقة أنها ماكنتش حتتقال كده لولا وجودها في حياتي...
أمي...مرشدتي اللي علمتني معني الرحمة..القوة ...الحكمة ..الثقافة..معني الحرية..تقديم التقدير و الأحترام للكل ..و أهم من ده كله أمي هي مرشدتي اللي علمتني بقربها من ربنا و مراعتها له في أبسط تعاملتها و تصرفتها معني و قيمة أنك تحمل لقب "مسلم" و أد إيه اللقب ده غالي......
ألي أمي ..النهاردة ..الليلة بالتحديد بوعدك-حتي و أن كنت وعدك الوعد ده كتير قبل كده- أني ححاول أبقي أحسن عشانك قبل عشان نفسي ..بعترف بفضلك-بعد ربنا- عليا فلولاكي ماكنتش بقيت البني أدمة اللي أنا عليها دلوقتي و اللي أنا فخورة أني أقول أنها بتحمل كتير من صفاتك الجميلة ..
أمي أهديكي حبي ..ولائي ..أحلامي..نجاحتي...طموحاتي ..ضحكاتي
أهديكي قلبي فياريته قلب من ذهب كقلبك الثمين ....أحبك
فلولا وجودك في حياتي لما اصبحت "ليلي"

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

سحاب و حصان و عروسة مولد



نظرت في عيناه بثقة
أرتسمت علي وجهها ملامح الجد
ثم بصوت هاديء خافت قالت
"عايزة أروح الملاهي "
"إيه ؟"
نظر لها في دهشة و تعجب
زادت نبرة صوتها أصرار و جد
"عايزة أروح الملاهي و أكل غزل البنات ...عايزة عروسة المولد لأ لأ عايزة حصان و بلونة زرقة و واحدة تانية حمرا "
ظل ينظر إليها و عيناه كلها فزع من هذه الطلبات المفاجأة التي لا يعلم مصدرها
ظل يفكر بماذا يرد علي هذه الطلبات الغريبة و التي كان أغرب منها توجيهها له هو علي وجه التحديد
"ها ؟ "
نظرت له و هي تضع يدها علي خدها الممتليء و تنظر له بيعناها الواسعتان في ترقب
فبدت له كطفلة صغيرة مدللة لا يسعك سوي أن تبتسم لترقبها و تقابل أي طلب تطلبه بالموافقة دون حتي أن تحسب حساب موافقتك
فكيف لرجل أن يرفض طلب لطفلة صغيرة ممتلئة الخدان بعينان عسليتان يزيد بريقهما براءة علي برائتهم
"موافق"
ظل يراقبها و هي تضحك و تهلل و تمليء المكان صخب
"بجد بجد "
أبتسم و ظلت أبتسامته تتسع مع علو ضحكتها
" أه بجد طبعا"
بدي له كل شيء ممكن حتي تظل هذه الضحكة تمليء قلبه طوال اليوم ...طوال أيامه


أخذ يراقبها بعينان باسمتان و وجه ضاحك و هي تجري من تلك اللعبة إلي ذاك تشير إلي لعبة أخري ثم تركض إليها وهي تشده من يديه و تدفعه إلي الركوب معها فتظل تصرخ و هي تضحك فلا يسعه سوي أن يشاركها الضحك لتمتزج ضحكاتهما في تناغم واضح و مبهج
ثم تقفز فما يلبث أن يظن أنها قد أرهقها التعب و قررت الأستسلام حتي تعود مرة أخري تجذبه من يديه و تدفعه لركوب لعبة أخري أشد سرعة و أكثر خطر
لم تستلم إلا بعد أن تركت ضحاكتها و صراخها علي كل الألعاب الموجودة و أعلن هو أستسلامه
"خلاص ..تعبت"
نظرت له و هي تضحك و تجذبه من يديه
"قوووووم ....اليوم لسة في أوله"
ظلا يتمشيان و هي تحكي له عن طفولتها و عن حكايات كثيرة منها المضحك الذي يرسم علي وجهه أبتسامة رضي مشاركة لبهجتها و منها الحزين الذي أحزنه لأمتلاء عيناها بالدموع بمجرد تذكره و منها الغير مفهوم الذي أضحكه بشدة لمجرد سماعه لضحكاتها المبهجة و هي تسردها له فتكاد ضحكاتها تزيد عن كلمات الحكاية !

جلست علي الرصيف لتستريح من أرهاق يوم مليء بالصخب و المشاعر
"انا حريح شوية بس لسة لسة أنا ماتعبتش لسة "
"و أنا حروح أجيب حاجة بسرعة"
لم ينتظر أجابتها و ذهب مسرعا
غاب عنها حتي ظنت أنه مل صحبتها الطفولية المزعجة و قرر الرحيل
ظنت تظن حتي كاد الظن ليتحول إلي يقين فلم يسعها سوي البكاء
لماذا رحل ؟
لماذا دائما يرحلون ؟

"أدي يا ستي غزل البنات

إيه ده بتعيطي ليه ؟"

أخذت تنظر إليه بعينان غطاهما الدموع
"أنت مامشيتش ؟"
"حمشي أروح فين بس
أنتي اللي طلباتك متعبة "
"بس ده روز مش أبيض "
ظل يضحك و هو ينظر لها و هي تأكل غزل البنات بيد و تمسح دموعها باليد الأخري و علامات عدم الرضي بأن غزل بناتها "مش أبيض" ظاهرة علي وجهها
"ما أنتي ما قلتيش عايزه ابيض"
"حلو حلو ماتزعلش
الروز برضه حلو"

جذبها من يدها و ظل يمشي بها و هي لا تعلم إلي إين يأخذها حتي وصلا إلي بائع غزل البنات
"هاتلها غزل بنات أبيض يا سيدي"
"أمرك"


"تأكل سحاب معايا"
"إيه؟"
"سحاب
أصل أنت مش فاهم طول عمري و انا صغيرة مقتنعة أن غزل البنات هو عبارة عن حتت سحاب في أكياس
حتت سحاب مسكرة "
أعطته قطعة من الكيس الذي تحمل فأخذ يأكل و هو ينظر إلي السماء و يبتسم

"بس ما قلتليش أشمعني أنا ؟"
سألها و هي يشتري لها الحصان و يشتري لنفسه عروسة تماما كما طلبت منه
"أشمعني أنت إيه ؟"
"أشمعني أنا طلبتي مني أني أعملك الحاجات ديه كلها"
"عشان أنت بتحبني"

صمت للحظة و ظلا يمشيان سويا
"كده مش فاضل غير البلونات"
"لأ مش عايزة"

لم يسألها لماذا تخلت عن أخر طلب
لماذا لا تريد البلونات ؟
أضايقها سؤاله ؟
و لكنه لم يكن يقصد به أزعجها
فقط أراد أن يعرف

"عايزة اروح"
"ليه ؟"

نظرت له بعيناها الواسعتان اللتان أرهقهما التعب و قلة النوم
"روحني"

ظلا يمشيان و كل منهما صامت
لم يعرف أذا كان يجب عليه الأعتذار منها و شرح موقفه لها أم يلتزم الصمت فهو لا يشعر أن هناك أي داعي لصمتها و غضبها عليه
و لكنها لم يبد منها اي علامات علي الغضب
أذا ماذا حدث ؟
ظل يسال نفسه هذه الأسئلة المربكة حتي وصلا إلي باب بيتها
"أمسك ده"
أإيه ده ؟"
"ده حصانك "
"أنا ماكنش..."
قاطعته
"طول عمري بحب الحصان عشان مقتنعة أنه في يوم من الأيام حلاقي فارس أحلامي اللي بيركبه
و حعمل زي عروسة المولد و ألبس ألوان كتير حلوة
لما كبرت شوية وعدت نفسي لما أقابل فارس الأحلام إياه أديله حصانه
موافق تديني عروستك ؟"

نظرت له و هي تضع يدها علي خدها الممتليء و تنظر له بيعناها الواسعتان في ترقب
فبدت له كطفلة صغيرة مدللة لا يسعك سوي أن تبتسم لترقبها و تقابل أي طلب تطلبه بالموافقة دون حتي أن تحسب حساب موافقتك
فكيف لرجل أن يرفض طلب أمرأة جميلة تحمل في داخلها طفلة مدللة
طفلته المدللة التي يحب
"موافق"
ظل يراقبها و هي تضحك و تهلل و تمليء المكان صخب
"بجد بجد "
أبتسم و ظلت أبتسامته تتسع مع علو ضحكتها
" أه بجد طبعا
بجد جدا"
بدي له كل شيء ممكن حتي تظل هذه الضحكة تمليء قلبه طوال اليوم ...طوال إيامه..طوال عمره القادم حتي النهاية



"عرفت أنا ليه طلبت منك أنت بالذات الطلبات ديه

عشان أنت بتحبني"